أكد المفكر اليساري الأستاذ عبدالباري طاهر ان حادثة الاعتداء على الجرحى المعتصمين أمام مبنى رئاسة الوزراء ومحاولة اغتيال القاضي أحمد سيف حاشد، تحملان أكثر من رسالة، وأن مسلسل العنف على المحتجين السلميين لا يزال مستمراً. وقال طاهر في حديث مع صحيفة "الجمهور": "الاعتداء على أحد رموز (الثورة) وجرحاها يؤكد ان مسلسل العنف والاعتداء على المحتجين السلميين لا يزال مستمراً وتتحمل الدولة وبالأخص وزير الداخلية وقائد الأمن المركزي المسؤولية".. ساخراً من تصريحات مصدر حكومي حول تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الاعتداء.. قائلاً: "الحكومة شكلت لجنة من المتهمين بالقتل".. وأضاف: "لا بد ان يكون هناك تحقيق نزيه ومستقل بمشاركة منظمات دولية لها علاقة بهذه الأشياء كمنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان". وأشار المفكر اليساري عبدالباري طاهر إلى ان هذا الاعتداء يحمل رسالة لكل أبناء الشعب اليمني فحواها "أنه لم يعد هناك مجال لحرية التظاهرات والاحتجاجات السلمية، وألا يفكروا في الثورة.. ومن سيقومون بذلك سيكون مصيرهم مثل هؤلاء الجرحى وأحمد سيف حاشد". وقال طاهر انه لم يستغرب من قيام الحكومة بالاعتداء على الجرحى الذين جاءت على أكتافهم لأنه "طالما وأعطيت الحصانة للقتلة فلا بد ان يستمرئوا القتل، وهذه الحكومة هي امتداد للحكومات السابقة غير ان النظام السابق الذي ثار الشباب على فساده لم يقم بمثل هذه الجريمة". وأكد اليساري عبدالباري طاهر في سياق حديثه مع "الجمهور" أن القوى التقليدية والدينية لا زالت هي المسيطرة وهي التي تتحكم بالحكومة وقراراتها.. موضحاً بأن "التغيير الذي أراده الشعب لم يحدث.. التكفير والتخوين بضاعة متداولة حتى اليوم في الإعلام وفي خطاب المسجد والمناهج التربوية". وتعليقاً على كلام الكثير من السياسيين بأن الإخوان يدشنون سلسلة اغتيالات لكل من يعارضهم أو يخالفهم الرأي.. قال طاهر: "هذا الذي يجب ان يقوله التحقيق لأن الحكومة مسؤولة عن هذه الجريمة، والداخلية ومكافحة الشغب وأيضاً الجيش الذي لم يحم المحتجين وواجبه الدستوري حماية المحتجين والمتظاهرين سلمياً.. أقولها بالفم المليان هذه قضية مجردة من الأخلاق والشرف والكرامة ومن أي اعتبار إنساني!". وأضاف: "واجب الدولة ان تعالج أسرى الحرب وتعالج أعداءها والخارجين عليها، فما بالك بمحتجين سلميين ترفض الدولة حتى الآن أن تعالجهم رغم صدور حكم بذلك من المحكمة الإدارية".. مشيراً إلى ان حكومة الوفاق "قامت بعلاج جرحى المواجهات العسكرية في أرحب ونهم والحصبة وهذا واجبها.. ولكن ان تعالج جرحى الحرب وترفض علاج جرحى (الثورة) فهذه هي المفارقة العجيبة".