تماماً وكما هو المتوقع كشفت العناصر الإرهابية الحوثية المتمردة والخارجة على النظام والقانون في محافظة صعدة بشكل واضح ودون أدنى مواربة القناع عن حقيقة تلك الصلة الوثيقة التي ظلت تربطها بأحزاب اللقاء المشترك، وفي مقدمتها حزب التجمع اليمني للإصلاح، وعززت القناعات الراسخة بأن هذه الأطراف جميعها قد ألتقت عند هدف واحد وغاية واحدة هي الزج بالوطن إلى منزلقات الفتنة والصراع وعدم الاستقرار وإعاقة جهوده في البناء والتنمية والتقدم.. لهذا لم يكن غريباً أن نقرأ اليوم تلك التصريحات التي أدلى بها المصدر المسؤول للعناصر الحوثية المتمردة لموقع صعدة "أون لاين" الناطق باسم تلك العناصر بأن الجماعة تدرس خيار عقد تحالفات سياسية مع حزب الإصلاح وبقية الأحزاب السياسية المعارضة في (المشترك)، وعلى أساس- وكما قال ذلك المصدر- أن وجهات النظر الفكرية والثقافية لن تكون عائقاً في هذا التحالف، ويأتي في إطار الأهم فالأهم، وأن حزب الإصلاح واللقاء المشترك يمتلكان منظورة لا بأس بها، وأن ترتيبات تجري فيما بين المتمردين الحوثيين وهذه الأحزاب نتيجة أن هناك تقارباً في وجهات النظر حول أكثر القضايا بينهما كما قال ذلك المصدر الحوثي المسؤول.. وها هي الحقائق تبرز جليّة أمام أبناء شعبنا وتتضح حقيقة تلك المواقف المثيرة للتساؤل والريبة والخطاب الإعلامي والسياسي لتلك الأحزاب، التي ظلت تهرب من استحقاقات الحوار الجاد والمسؤول وتتماهى فيه مع العناصر الإرهابية الحوثية الإمامية الحالمة بإعادة عجلة التاريخ في الوطن إلى الوراء والمتربصة للانقضاض على منجز الثورة والجمهورية، وحيث وجدت تلك العناصر الحوثية الإمامية المتخلفة دوماً نفسها ممثلة ضمن أحزاب اللقاء المشترك وعلى مستوى قياداتها والتي جندت منابرها ووسائل إعلامها للدفاع عن تلك العناصر، والترويج لأطروحاتها وتحميل الدولة ومؤسساتها الدستورية وفي المقدمة القوات المسلحة والأمن مسؤولية التصدي لتلك العناصر الإرهابية المتمردة الخارجة على النظام والدستور، والتي عاثت في الأرض فساداً وظلت تقوم- وماتزال- بالاعتداء على المواطنين وقتلهم ونهب ممتلكاتهم وقطع الطرقات وتدمير المنشآت العامة والخاصة، والإضرار بالأمن والسكينة العامة في محافظة صعده وإعاقة جهود البناء والإعمار في المحافظة، وعودة النازحين من المواطنين نتيجة الفتنة التي أشعلوها إلى قراهم آمنين مطمئنين.. إن ما عبرت عنه العناصر الإرهابية الحوثية مؤخراً من رغبتها في التحالف مع حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين" وأحزاب اللقاء المشترك، إنما هو تحصيل حاصل خاصة وقد أصبحت تشعر بأن نهايتها الحتمية قد قربت وأن الهزائم تلاحقها في كل مكان، وأن ليس أمامها سوى التخلي عما أعلنته من تمرد مسلح، وبالتالي فهي تبحث لها اليوم عن غطاء تحت ظل هذه الأحزاب المتحالفة معها منذ أن أشعلت فتنتها الحوثية، وحيث ظنت أحزاب المشترك بأن انشغال أجهزة الدولة ومؤسساتها في مواجهة تلك الفتنة سوف يعطي هذه الأحزاب الفرصة لتحقيق مآربها في إثارة الفوضى وإيجاد مناخات عدم الاستقرار وعرقلة مسيرة البناء والتنمية، وبالتالي الانقضاض على السلطة خارج إرادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع، بعد أن أدركت بألا أمل لديها في الديمقراطية والفوز بثقة الشعب في الانتخابات، لأنه ظل ينفر منها ولا يمنحها ثقته بسبب سلوكياتها الطائشة ومواقفها غير المسؤولة وخطابها السياسي والإعلامي العقيم والممجوج، الذي يفتقد لأية رؤية صائبة وخسّرها الكثير وألحق بها الهزائم المتتالية في كل الجولات الانتخابية البرلمانية والرئاسية والمحلية.. وليس لنا من تعليق على ما قاله المصدر الحوثي المسؤول عن تحالف جماعته مع هذه الأحزاب الفاشلة، سوى تذكّر ذلك المثل القائل "لقد ألتم المتعوس على خائب الرجاء".