عُقد، صباح الأربعاء، في المركز الثقافي بمحافظة تعز (وسط اليمن)، لقاءً موسعاً للجنة الأمنية العليا وقيادات السلطة المحلية لمناقشة الأوضاع الراهنة في المحافظة. وأوضح مراسل وكالة "خبر" للأنباء، أن اللقاء الموسع ضم أعضاء المجلس المحلي والوكلاء واللجنة الأمنية العليا وأعضاء مجلس النواب وممثلين من مختلف القوى السياسية. وفي بداية اللقاء، القى ممثل حزب المؤتمر الشعبي العام في المحافظة، عبد الرحمن الرميمة كلمة رحب فيها بالحاضرين وأبلغهم تحيات الزعيم علي عبد الله صالح وسلامه لهم، وقال: "إن المؤتمر يرفض الإرهاب ويرفض تواجد أي قوى داخل المحافظة من خارج تعز". وأشار مراسلنا إلى أن ممثل "المؤتمر الشعبي" أكد أنه "تم التوقيع على وثيقة السلم في شهر رمضان وبالتالي فلا يحتاج دخول أي مسلحين"، مضيفاً أنه "لا يمكن انكار وجود أنصار الله كشريك فعلي". من جانبه، القى ممثل أحزاب اللقاء المشترك في المحافظة عبد الحكيم شرف كلمة أكد فيها "أن تعز لابد أن تكون مدنية وعلينا جميعاً أن نقف رافضين لدخول أي مسلحين ونقول: "لا للمليشيات فهناك سلطة أمنية ومحلية". من جهته، قال ممثل جماعة أنصار الله "الحوثيين" في المحافظة سليم مغلس: "إن الأمن في تعز وصل إلى وضع مزري؛ على الرغم من أنه تم مسبقاً الاتفاق على أن اللجنة الأمنية ستعمل بواجبها المتمثل بالقبض عن المتهمين بالاعتداء وقتل مناصري أنصار الله". وانتقد مغلس بشدة اللجنة الأمنية العليا - في كلمته التي ألقاها في اللقاء -، مقدماً شرحاً مفصلاً عن عدة أحداث تعرض لها مناصرو الجماعة في المحافظة، وقال: "لن نسكت عن هذا الوضع"، وهو ما اعتبره الحاضرون تهديداً. وقال مراسلنا: "وتحدث عضو مجلس النواب عبد السلام الدهبلي خلال اللقاء قائلاً: "نحن لا نقبل أي تهديدات من أنصار الله ولن نقبل دخول لجان شعبية أو ثورية بأي طريقة"، مشيراً إلى أن "الذين يقتلون في تعز هم مواطنون ولا يستدعي الأمر أن نحدد أنهم من أنصار الله". وعبر الدهبلي عن رفضه للإرهاب وعن التهديدات التي قال إن مغلس أطلقها خلال اللقاء الذي قال إن أنصار الله لن يسكتوا"، وهو الأمر الذي أدّى إلى انسحاب ممثلي أنصار الله من اللقاء الموسع بعد كلمة الدهبلي. وفي ختام اللقاء الموسع القى محافظ محافظة تعز شوقي أحمد هائل كلمة عبّر فيها عن رفضه لأي كلام حاد من أي طرف سواء ممثل أنصار الله "مغلس" أو "الدهبلي"، موضحاً أنه "كان الأحرى بألا يخرج ممثل أنصار الله من اللقاء. وأضاف مراسلنا أن "المحافظ قال في كلمته: "نحن في المجلس المحلي واللجنة الأمنية نرفض دخول اللجان الثورية أو الشعبية أو مجلس في تعز رفضاً تاماً ". وأوضح محافظ تعز، أن "لدينا دستور وقوانين وإذا أردتم التعاون سنتعاون معكم أما أن يتم فرض كلام أو فعل أو تهديدات فهذا مرفوض". وقال شوقي: "على اللجنة الأمنية وأعضاء السلطة المحلية أن يؤدوا واجبهم والتعاون وفي حال عدم التعاون فهناك ثلاثة خيارات.. إمّا أني سأتوجه برسالة إلى رئيس الجمهورية لتعيين محافظ بديل أو أن المجلس المحلي يسحب الثقة أو أن أقدم استقالتي.. ولن استقيل في ظل هذه الأوضاع". وهو ما رفضه الحاضرون في اللقاء. وتابع محافظ تعز: "الضحايا في المحافظة هم مواطنون يمنيون وهناك أحداث جنائية ولا يجب تصعيد الموقف بهذا الشأن". وبخصوص التصاريح الأمنية لحمل السلاح، قال المحافظ شوقي: "كثرت التصاريح في السابق من عدة جهات وبالتالي فقد قمنا مؤخراً بإصدار قرار بإلغاء التصاريح القديمة"، موضحاً أن "عمل التصاريح الجديدة سيتم إصدارها بتوقيع مدير أمن المحافظة وقائد المحور ومحافظ المحافظة".