فيما يبدو ان الاصلاح ومن ذهب خلفه من المكونات السياسية الي ما يسمى " تكتل انقاذ " اتخذوا قرارهم في التنازل عن كافة الفرص المتاحة لهم للمشاركة في صنع مستقبل اليمن لهادي.. نعم فقد وصل هادي الي حيث ادرك انه لم يعد يملك من الاوراق ما يحفظ له اي موقع على الخارطة السياسية بما في ذلك التراجع عن الاستقالة لعدم وجود نص دستوري يسمح بذلك ، وان توفر فلا يمكن الاعتداد به بعد ان سيطرت القوى الثورية على كافة مفاصل الدولة ، ولكن هادي - بالرغم مما عرف عنه من الفشل - عاد لمواجهة الانقراض بعزم المدافع عن نفسه والهارب من شبح الموت ، اطلق محاولته الانقضاض على موقع الحراك الجنوبي في الخارطة السياسية متلاعباً ببعض خيوطه التي تنتهى في يد اخيه ، ومحاولاً استمالة الخيوط الاخرى عبر شراء الولاءات وتوزيع الهبات من اموال الشعب والمناصب التي فقد صلاحية توزيعها ، وفي خضم ذلك ساقت له الاقدار فرصة تاريخية ليضاعف من فرصه في الحصول على دور سياسي مستقبلي او على الاقل صنع ورقة نجاة لنفسه وبعض المقربين منه ، حيث وجد في الاصلاح وبعض القوى السياسية من الغباء ما يكفي لاستخدامهم كورقة عرضت نفسها لمقايضة مستقبلية ، فلم يتأخر في بيع الوهم لهم وادعاء الشرعية وحشرهم على مركب احلامه لتعزيز موقفه ... لم يعد هادي ذلك المستقيل فحسب ولكنه اليوم الممثل الشرعي لتلك القوى التي تسابقت لعرض نفسها عليه .. اصبح يمثل رقما على الخارطة السياسية ونجح في اقناع بعض دول الجوار في تبني الدعوة لحوار لايريد له الانعقاد بقدر ما يحاول ان يدفع القوى المتسابقة اليه الي التنازل بفرصه للمشاركة في صناعة مستقبل اليمن بشخصه من خلال انسحابها من طاولة مؤفنبيك بحجة التزامها بشرعيته التي سيتنازل عنها مقابل نصف او ربع ما خلفته تلك القوى المتسابقة اليه على طاولة بنعمر ، وسرعان ما ستحظى تلك الصفقة بالتأييد الدولي ومباركة مجلس الامن لتدرك بعدها مكونات انقاذ انها لم تنقذ الاَّ هادي على حساب نفسها وكوادرها ، وانها اقل بكثير من مستوى الذكاء الذي يجب ان يكون عليه السياسي..