* لا يعقل أن تقف أمريكا والغرب مع الإرهاب من خلال دعمها للعدوان السعودي على اليمن * غالبية الإعلام العربي مشترى كما هو حال الجامعة العربية * السعودية هي لاشي بجانب قوة روسيا كقوة من القوى الأعظم عالميا ثورة سبتمبر تبنت في إطار المد القومي وشعاراته شعار تحرير الجزيرة والخليج من الرجعية، وجاءت ثورة أكتوبر لتتبنى - إلى جانب ذلك - مواجهة الامبريالية والوحدة والاممية العالمية. قد يكون من حق السعودية اعتبار هذا المد وشعاراته خطرا أو من المخاطر عليها، ولكنه حين الوصول إلى الانقلاب الأبيض للرئيس الأكثر شعبية"الحمدي"وتصفيته من السعودية بأدواتها في اليمن بل وشراكة الملحق العسكري السعودي آنذاك بالمباشرة فالهدف من تصفية هذا الرئيس - سعوديا - كان مصادرة حق اليمن في كامل السيادة والاستقلالية، وذلك ما يجسده فرض واقع اليمن واستعماله كحديقة خلفية. السعودية بعد قتلها الحمدي كانت رفضت سير اليمن للتوحد بعد خروج الاستعمار من عدن وذلك ظل موقفها في رفض الوحدة حين تحققها 1990م وهي لذلك وراء التصعيد إلى حرب 1994م وظلت تستخدم كل قدراتها لتمزيق اليمن. مثلما السعودية قتلت وصفَّت الرئيس "الحمدي" لأنه سار في خيار السيادة والاستقلال، وحيث الشعب اليمني هو من سار في خيار السيادة والاستقلال، فالسعودية تمارس العدوان 2015م لقتل الشعب اليمني كما يحدث، وبالتالي إلى الوصول إلى تطويع الواقع ليقبل استمرار العبودية والاستعباد من خلال ما يعرف بالحديقة الخلفية. فبعد أن انتهى خطر الشعارات القومية الأممية على السعودية والخليج باتت سيادة واستقلالية اليمن هي ما تتعامل معه السعودية كخطر وبسبب ذلك قتلت الرئيس الحمدي وتمارس عدوان قتل الشعب اليمني فلماذا لا تقول السعودية بوضوح أنها مصممة على استعمال اليمن كحديقة خلفية بما في ذلك عبودية واستعباد وأنها ترفض حق اليمن في السيادة والاستقلالية. السعودية من تموضعها كثقل وقدرات مادية هي ظلت في حروب واعتداء مستمر على سيادة واستقلال اليمن من خلال ما يعرف بالحديقة الخلفية وعدوانها فقط امتداد واستمرار لتفعيل الحديقة الخلفية ولمصادرة الاستقلال والسيادة اليمنية، المفكر الكويتي الكبير المساعيد طرح وظل قبل وبعد قتل الحمدي يطرح أن استعمال اليمن كحديقة خلفية خطيئة للخليج والحديقة الخلفية قد تكون الخطر على الخليج ذلك ما تتعاطاه فضائيات العالم العربية وباللغات الأخرى ربطا بعدوان 2015م فيما الإعلامي العربي في غالبه مشترى كما الجامعة العربية وعدد من الأنظمة. وهذا الطرح قبل وبعد مقتل الحمدي والذي بات قضية في فضائيات العالم يؤكد أن الحديقة الخلفية وسيادة واستقلال اليمن هو قضية في فضائيات العالم يؤكد أن الحديقة الخلفية، وسيادة واستقلال اليمن هو القضية الأهم القائمة بين اليمن والسعودية والسعودية تختلق قضايا وعناوين أخرى هروبا من القضية الحقيقية كقضية حق ولتخفي أهدافها التي كانت خافية بأي قدر، فيما باتت الآن مكشوفة بل ومفضوحه أمام العالم. متراكم التفعيل السعودي باليمن والاستعمال السعودي لليمن يجعل هذا العدوان الجنوني والمتغطرس على اليمن 2015م بمثابة "ورطة" لهذا النظام، وهذا ما سيثبته الزمن ويسجله التاريخ. . السعودية هي لاشي بجانب قوة روسيا كقوة من القوى الأعظم عالميا لا شرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي مقارنة بالشرعية الحقيقية الديموقراطية لرئيس أوكرانيا الذي ازيح من خلال ثورة. ما تتحد عنه السعودية من خطر من اليمن في كل متغيرات 2011م لا وجود له غير حاجية التخريجات والتبريرات كممرات وتمريرات للعدوان، فيما الواضح وشديد الوضوح ما يمثله المتغير والتغيير في اوكرانيا من خطر على روسيا في واقعها وأمنها القومي. الغريب مع ذلك أن أميريكا والغرب تمارس عقوبات على روسيا ربطا بأحداث أوكرانيا فيما تمارس إما الإسناد والتأييد حتى التواطؤ تجاه عدوان سعودي واضح في اجراميته بل وفي ارهابه وهو بمثابة حرب مع ومن أجل الإرهاب. إذا ما تمارسه أميريكا والغرب مع روسيا هو في إطار صراع ضد روسيا يستعمل أوكرانيا شماعة، فإنه لا يعقل أن تقف أميريكا والغرب مع الإرهاب من خلال هذا العدوان السعودي من أجل مصالح لها في السعودية أو الخليج لأن أميريكا والغرب تجاوزا ذلك منذ أحداث 2001م وإعلان الحرب ضد الإرهاب. فالمال السعودي يستطيع بسهولة شراء أنظمة عربية وشراء الجامعة العربية ولكنه لم يعد يستطيع شراء أميريكا وأنظمة غربية ليجعلها متواطئة مع الارهاب إلى مستوى التورط، وفي ظل قيادتها للحرب العالمية المستمرة ضد الإرهاب. في تقديري فإن تفعيل العدوان السعودي على اليمن كشف لأميريكا تضليلات وأكاذيب سعودية انتزعت بها توافق أميريكا معها على هذا العدوان. تصريحات السفير السعودي في واشنطن بأن العدوان معد له منذ شهور بين السعودية وأميريكا يستعمل تضليلات لأميريكا في جديد التضليل السعودي لاستعمال أميريكا. معروف أن السعودية لا تستطيع الحصول على قرار مجلس الأمن لشن هذا العدوان واعتمدت على توافق مع أميريكا وشراء أنظمة عربية والجامعة العربية. بتفعيل العدوان فإن أجنحة في الأسرة الحاكمة باتت أقوى في الحجة في خطأ قرار العدوان، فاستعان الملك ونجله وزير الدفاع بالسفير في واشنطن ليقول للأسرة في ذلك التصريح إن القرار هو قرار أمريكي وليس سعوديا في شن العدوان. الملك سلمان هو الأكثر ولاء وليس فقط موالاة لآل الشيخ وبالتالي في علاقة التحام بالقاعدة والدواعش، وهو يرى أن من حقه استعمال أميريكا غطاء للعدوان مثلما أميريكا استعملت السعودية، من خلالها الإسلام غطاء لجهاد أفغانستان، وهو بهذا التفكير لا يعي أوضاع وتكافؤ الاستعمالات، ولا يعي حتى التطورات والتي باتت تقدم النظام السعودي بأنه وصمة العار في السياسات الأمريكية الغربية في المنطقة وعالميا. استمرار وفشل هذا العدوان السعودي لن يصعد فقط خلافات عاصفة داخل الأسرة بل أنه محتمل جدا أن يفجر خلافات نوعية ومؤثرة بين النظام السعودي المعتدي وبين أميريكا والغرب حتى لو مورس أي تكتم وإخفاء لهذه الخلافات.