بحثت قوات الامن اليمنية اليوم السبت عن متشددين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة يقفون وراء مؤامرة لتفجير اهداف يهودية في شيكاجو تم الكشف عنها من خلال اعتراض طردين مفخخين في دبي وبريطانيا ارسلا الى الولاياتالمتحدة. وتعهد الرئيس الامريكي اوباما بألا يدخر المسؤولون الامريكيون جهدا لمعرفة مصدر الطردين واصفا اياهما "بتهديد ارهابي فعلي" يستهدف مكاني عبادة لليهود. وقالت شرطة دبي اليوم السبت ان طردا اكتشف في دبي كان يحتوي على قنبلة مخبأة في طابعة مشيرة الى أنه يحمل بصمات تنظيم القاعدة. وقالت الشرطة انها عثرت على مادة بيتن في عبوة الحبر الخاصة بالطابعة داخل الطرد وهي نفس المادة المستخدمة في محاولة فاشلة لتفجير طائرة فوق الولاياتالمتحدة في ديسمبر كانون الاول 2009. وأضافت في بيان نشرته وكالة أنباء الامارات أن الطرد يحتوي على مادة "بيتن وايزايد الرصاص وهي مادة شديدة الانفجار تستخدم في صواعق التفجير." وتابع البيان أن الطرد "عبارة عن طابعة كمبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة وقد أعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف النقال (المحمول) أخفيت داخل الطابعة." "أسلوب الاستهداف يحمل خصائص مشابهة لاساليب سابقة نفذتها تنظيمات ارهابية كتنظيم القاعدة." وأضافت أن خبراء بشرطة دبي أبطلوا مفعول تلك العبوة. وأقامت قوات الامن اليمنية نقاط تفتيش في أرجاء العاصمة صنعاء اليوم السبت لتفتيش المركبات والتحقق من بطاقات الهوية. وقال شاهد عيان لرويترز ان عشرات من أفراد الشرطة وقوات الجيش المدججين بالسلاح انتشروا في أنحاء العاصمة اليمنية بما في ذلك الحي الدبلوماسي والطريق المحيط بالعاصمة ويوقفون السيارات ويستجوبون الركاب. وصرح مسؤول أمني لرويترز أن اليمن عزز اجراءات الامن في الموانيء والمطارات. وقال اوباما انه ستتم زيادة اجراءات امن السفر الجوي مادام ذلك ضروريا. وقال مسؤولون امريكيون انهم يبحثون أيضا عن مزيد من الطرود التي ربما جاءت من اليمن. وقال جون برينان مستشار اوباما لمكافحة الارهاب للصحفيين "نبحث عن طرود مثيرة للقلق." وبشأن مدبري المؤامرة قال برينان "من الواضح أنهم يسعون لتحديد نقاط ضعف في نظامنا. استطعنا أن نظل متقدمين عليهم." واثار التهديد الامني قلق الامريكيين قبل ايام من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والتي هيمنت عليها قضايا الاقتصاد لا الارهاب . وحامت الشبهات حول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يعمل انطلاقا من اليمن واعلن مسؤوليته عن المؤامرة الفاشلة لتفجير طائرة امريكية فوق ديترويت في عيد الميلاد في 2009. وقال اوباما في بيان صحفي في البيت الابيض ان "الفحص المبدئي لهذين الطردين خلص الى احتوائهما بوضوح على مادة ناسفة." ومادة (بيتن) وهي نفس المتفجرات الكيماوية التي استخدمت في القنبلة التي اخفاها النيجيري - الذي حاول تفجير طائرة الركاب فوق ديترويت - في ملابسه الداخلية وهي مؤامرة دبرت في اليمن. واكتشف احد الطردين على متن طائرة شحن تابعة لشركة (يو.بي.اس) في مطار ايست ميدلاندز على بعد 260 كيلومترا الى الشمال من لندن. وعثر على الثاني في طائرة تابعة لشركة فيديكس للشحن في دبي. وقالت اكبر شركتين للشحن الجوي في العالم انهما اوقفتا نقل شحنات من اليمن. وتم تفتيش طائرات تابعة لشركة (يو.بي.اس) ثم سمح لهما بالطيران في نيوجيرزي وفيلادلفيا. وتكهن مسؤول أمريكي وبعض المحللين بأن الطرود المريبة ربما كانت اختبارا لاجراءات فحص الطرود ورد فعل المسؤولين الامنيين. وقال المسؤول الامريكي "ربما تكون اختبارا." واجتمع مسؤولون امنيون بريطانيون كبار اليوم السبت لمناقشة مسألة الطرود المفخخة.وقالت وزيرة الداخلية تيريزا ماي "نراجع اجراءات الامن للشحن الجوي من اليمن ونجري مناقشات مع جهات في القطاع." من جهته عبر مصدر يمني مسئول عن استغرابه ودهشته من قيام بعض الوسائل الإعلامية بزج اسم اليمن فيما زعم عن اكتشاف متفجرة فوق طائرة شحن أمريكية تابعة لشركة (يو بي إس) كانت قادمة من اليمن إلى لندن . وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) : إنه لايوجد لشركة (يو بي إس) أية طائرات شحن أو غيرها أقلعت أو تقلع من اليمن كما أنه لا يوجد أي طيران مباشر أو غير مباشر سواءً للركاب أم للشحن من أي من المطارات اليمنية الى مطارات المملكة المتحدة أو الولاياتالمتحدةالأمريكية . وأكد المصدر بأن الإجراءات الأمنية المتخذة في المطارات اليمنية للتفتيش على الركاب أو الحقائب أو طرود الشحن صارمة ودقيقة وتتم عبر أجهزة رقابية حديثة ومتطورة زودت بها تلك المطارات للكشف عن أية أشياء مشبوهة تمس سلامة الطيران وأمن الركاب وطبقاً للشروط والإجراءات المقرة من الوكالة الدولية للنقل الجوي(اياتا ). وطالب المصدر في ختام تصريحه بعدم التسرع في إصدار الأحكام في قضية حساسة كهذه قبل أن تتكشف نتائج التحقيقات وتظهر الحقيقة .. موضحاً بأن الأجهزة الأمنية وهيئة الطيران المدني باشرتا التحقيق حول المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول شحنات مشبوهة مصدرها اليمن ويتم في هذا الشأن التنسيق مع الأجهزة المختصة في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية وفور التوصل إلى أية نتائج سيتم إعلانها في حينه . مؤكداً أن اليمن ستواصل جهودها في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون مع المجتمع الدولي في هذا المجال لأن الإرهاب آفة تهدد أمن وسلامة الجميع