أضحى العالم قرية صغيرة جراء ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي لوسائل الاتصال والتواصل "الإعلام الجماهيري". والاعلام رسالة علمية معرفية تقتضي توافر شروط معينة والتقيد والالتزام بضوابط محددة، منها تحري الدقة والمصداقية في المضمون واحترام مواثيق الشرف والقوانين المنظمة للعمل الاعلامي والصحفي، وتنقيح وتهذيب ونقل وايصال الحقيقة بحذافيرها لاشباع حاجات العقل الانساني المتعطش للشفافية والوضوح من أجل تأسيس وبناء قاعدة بيانات ومعلومات موضوعية تساعد وتساهم في خلق ورسم رؤية حقيقية تحليلية صائبة "مخرجات" تؤتي ثمارها وأكلها "مدخلات" خالية من شوائب التضليل والتشويه واللبس والتدليس والزيف والافتراء، وهذا المأمول والمطلوب شرعاً وقانوناًَ واخلاقاً من كل وسائل الإعلام الجماهيري الحاملة أمانة صحة الخبر. أما الإعلام المدنس بالشبهات والفضلات والمسخر للطاقات والقدرات في تحقيق غايات انحطاطية لخدمة اجندة استخبارية فإنه يعد كارثة ولعنة على العمل الاعلامي الشريف وشوكة في خاصرته وتشويهاً لصورته وسلوكاً شاذاً مذموماً مرفوضاً. إن ما تقوم به قناة "الجزيرة" الاخبارية وما تقدمه من رسائل اعلامية يبعث على الأسى والأسف والحيرة والتقزز لما وصلت إليه من انحلال وانحطاط مصلحي وسقوط ممنهج بين براثن الأجهزة الاستخباراتية واللوبيات التابعة والمتبوعة باستباحة شرف المواثيق الصحفية والاعلامية على طاولة العمالة والخيانة جهاراً وتوظيف الالباب والالسن والمؤهلات والشهادات والدرجات لخدمة استراتيجيات وسياسات وبرامج الامبريالية والماسونية العالمية ودحض واجهاض وافشال أي مشروع عربي أو اسلامي وحدوي هادف، وفي ظل عالم متغير متطور يسعى إلى اقامة التكتلات الاستراتيجية والتحالفات والتجمعات لخدمة المصالح وحمايتها من أي عدوان، تبحر قناة "الجزيرة" في المياه العربية عكس التيار وتشق طريقها في البر والجو العربي في الاتجاه المعاكس لرأب الصدع العربي والوحدة العربية والأمن الاقليمي العربي، يتضح ذلك بجلاء من خلال قراءة رؤية الجزيرة وآلياتها الاعلامية التنفيذية الهادفة إلى: ايقاظ الفتن النائمة "والفتنة أشد من القتل" بين العرب عموماً والاخوة والخصوم في البلد الواحد خصوصا، وهذه المهام موكلة لبعض ابطال القناة منهم بطل "الاتجاه المعاكس" والمعاكس جدا لوحدة ومصلحة الوطن العربي والاسلامي. وتأجيج وتضخيم الأحداث والاختلافات البسيطة وصب الزيت الخبري على نار الفتن وجعل الحبة قبة كما يقولون وخلق واقع اعلامي منافٍ للواقع العملي. اثارة المشاكل والقلاقل والبلابل وتصديرها وتوسيع هوة الخلاف القولي والفعلي بين الاقطار العربية عموماً وبين الاخوة والخصوم في القطر الواحد، علما بأن مثل هذا العمل الهدف منه تجسيد مبادئ وأهداف بروتوكولات حكماء صهيون. نشر ثقافة الحقد والكراهية والبغضاء والعنف تحت مظلات مموهة بمسميات الحوار والرأي والرأي الآخر والتحليل وقراءة المراسلين واستضافة المجندين. الايعاز والتصوير والتأكيد للثقافات العالمية المتباينة والمتفقة ان بؤر الصراع ومكامن الاختلال ومزارع الفساد والارهاب والتطرف تكمن في الوطن العربي، الذي يعد افراده مصدر الخوف والقلق ومصدر الرجعية والتخلف والموت وبالتالي لا بد من توظيف وتوجيه المحاكم والمنظمات الدولية ضده وهو ما يجري فعلاً. وحين افتضحت غايات وأهداف قناة "الجزيرة" باجماع كل العرب "ساسة ومفكرين واكاديميين ومثقفين ...الخ" في ترويج العمل الاستخباراتي عمدت "الجزيرة" إلى التضليل والتبرير وسد عين الشمس بغربال، والتلاعب بمشاعر وعواطف الفرد العربي الذي لا يشكل لديها أدنى وزن، باتخاذ اجراءات وتعديلات ادارية واعلامية لتزيين وتجميل التشوهات المعلنة ببرامج دينية "الشريعة والحياة" والعلمية والرياضية وجلب قامات اعلامية موضوعية صادقة لتغطية الصورة السيئة الظاهرة. اجمالاً تعمد "الجزيرة" مع سبق الاصرار والترصد على عدم تحري الدقة والحقيقة والمصداقية في البيانات والمعلومات والاخبار والنشر على ضوء ما وصل وما يجب ان يصل، وهو ما يعد مخالفة صريحة لقول الله عز وجل (يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). والسعي والبحث وراء الفساق الأفاكين لنقل فسقهم وزيفهم وافتراءاتهم ومن ثم التحليل لتلك الاكاذيب والاباطيل وتزيينها واضفاء نوع من الحركة والانتباه وشد الجمهور باستضافة واشراك شخصيات وقلعات اعلامية لها باع طويل في الفكر والتحليل، أي الضحك والاستغفال ليس للجمهور العام فحسب بل وللراسخين في العلم. نسأل الله لقناة "الجزيرة" والقائمين عليها الانابة والعودة إلى جادة الصواب وسبيل الرشاد انه سميع مجيب. رئيس الجمعية الشعبية للدفاع عن الحقوق والحريات ومكافحة الفساد م/ تعز