قلل تقرير استراتيجي صادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية لعام 2008 من مخاطر ما اسماه "ظاهرة الحراك الجنوبي" على الوحدة الوطنية. التقرير الذي تناول الظاهرة توصيفاً وتحليلاً واستشرافاً خلص إلى أن الأصوات التي تتصدر الحراك ليست إلا نتاجاً لغضب وليد ساعته سرعان ما تتبدد عوامله بمعالجة أسبابه.. كما أشار التقرير إلى ألا خوف من تطور هذه الظاهرة وتفاقمها مستقبلاً إلى الحد الذي يعكر صفاء السلم الاجتماعي، كما يروّج له البعض.. مضيفاً أن ظاهرة الحراك الجنوبي- بحسب التقرير- لا تقف وراءها تجمعات سياسية تاريخية أو حتى مناطقيه قبلية حيث ما يزال "الانفصال" قيمة سلبية في المحافظات الجنوبية.. ناهيك عن أن الذين يتحدثون عن الانفصال اليوم كانوا بالأمس القريب جزءاً من الوحدة، حتى أن أبرز قادتها يعد شمال الوطن قبل الوحدة بمثابة الملجأ الوحيد والمنجى من الأحداث الدموية التي شهدها جنوب الوطن حينذاك. التقرير الاستراتيجي.. بعد بحث عميق في الجذور النفسية للظاهرة وتطوراتها وأسبابها وحقائقها، أكد أنها – أي الحراك الجنوبي- ستفقد زخمها بسبب قصورها الذاتي وضبابية رؤيتها وأهدافها وخروجها على الثوابت الوطنية. وأوضح أن ما يعزز مسألة تلاشي ظاهرة الحراك مستقبلاً هو انحصارها بشكل مكثف في محافظات الضالع وعدم امتلاكها إستراتيجيه واضحة الأهداف، إضافة إلى أنه غلب على قادتها العصبية والتهور في الأداء وعدم القدرة على مواجهة الحكومة بطريقة سلمية توضح معاناتهم أو تشخص أسبابها وتضع الحلول المناسبة حيالها. الجدير ذكره أنه في حين تمت صياغة هذا التقرير لم تكن العناصر التي وراء ما يسمى "الحراك الجنوبي" تنهج طريق العنف كما وصلت إليه الآن بعد تحريضها على العنف والكراهية والحقد والاقتتال على أساس مناطقي فئوي، وكانت مذبحة العسكرية بحبيل جبر "التي راح ضحيتها أربعة مواطنون وجرح آخرون على أيدي أحد قادة الحراك في المنطقة" نتاجاً طبيعياً لذلك التحريض. إن مثل هذا المنحى الخطير الذي تسلكه هذه العناصر يؤكد بدون شك أن ظاهرة ما يسمى ب"الحراك" لن يلقى تجاوباً وتعاطفاً من قبل الشعب بعد أن انكشف زور وبهتان ما يدعونه من نضال سلمي، وثبت على الملأ أنهم ليسوا إلا دعاة للفتنة وعتبة قذرة تفضي إلى حرب أهلية بين الأخوة في الوطن الواحد. ولهذا فمهما كانت.. الأمر يتطلب اليقظة لهذه العناصر الإجرامية وعدم الانجرار وراء أكاذيبها ومزاعمها والعمل على معالجة الأسباب التي أدت إلى نشوءها.