ضحكت كثيراً وأنا أتابع ما يصرح به أولئك المجرمون القتلة الذي ينبحون اليوم من وراء الحدود كالكلاب المسعورة للنهش في جسد الوطن ووحدته، بعضهم يطالب بما يسميه الاستقلال ولا ندري أي استقلال يريده ذلك المعتوه وممن يريد أن يستقل؟!.. وآخر يدعو إلى ما يسميه التغيير بديلاً عن التشطير، وهدفهم جميعاً في الواقع هو أن تتاح لهم الفرصة مرة أخرى للعودة إلى كراسي السلطة والتسلط على رقاب المواطنين واستكمال ما بدأوه وقاموا بارتكابه من مجازر دموية ومقابر جماعية وقتل وحشر في حاويات الموت وسحل وتصفيات جسدية، وتنكيل في المعتقلات والزنازين وتشريد في المهاجر وتأميم لمساكن المواطنين وممتلكاتهم الخاصة التي استأثروا بها لأنفسهم وأعطوا لأنفسهم ودون وجه شرعي حق الاستيلاء عليها من ملاكها الحقيقيين، ليتمتعوا بها هم وزبانيتهم من أراذل الخلق والجلادين.. فالسلطة التي يسعى إليها هؤلاء المجرمون الذين يراهنون على تزييف الوعي والتضليل هي في مفهومهم القهر والطغيان وتكميم الأفواه وإشباع نهمهم وإرضاء ذواتهم المتضخمة بالأنانية ونزعة التسلط والاستحواذ والحكم بأساليب الدولة البوليسية القهرية؛ التي تسلب المواطنين كرامتهم وتنتهك أعراضهم وأموالهم وكل ما يملكون وهم مغلوبون على أمرهم ولا حول لهم ولا قوة، وحيث لم ينالوا منهم غير العذاب والشعارات الجوفاء فهذا هو ديدنهم وهذه هي انجازاتهم التي ستظل وصمة عار تلاحقهم أينما حلوا!. والتغيير بنظرهم أن يكونوا هم دون غيرهم موجودين على رأس السلطة التي جربهم فيها شعبنا، وكانت إنجازاتهم فيها هي المجازر والمآسي والكوارث التي ما يزال الوطن يجتر آثارها المحزنة حتى اليوم.. وكما يقولون "فإن تجريب المجرب خطأ".. وفي حالة ما إذا وصل هؤلاء إلى السلطة فإن ذلك يعد كارثة ما بعدها كارثة.. إن هؤلاء الذين أعطوا لأنفسهم حق الوصاية على ضحاياهم في المحافظات الجنوبية تاريخهم معروف وملفاتهم حُبلى بالجرائم والتآمر والخزي والعار، ولا يمكن ان يخدعونا مرة أخرى مهما لبسوا من أقنعة، ومكانهم الطبيعي وراء القضبان وأمام العدالة لمحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق الوطن وأبنائه من جرائم يندى لها الجبين ولا يمكن أن تسقط بالتقادم!.