التدهور الكبير الذي يعيشه هذه الأيام فريقا أهلي صنعاء ووحدة صنعاء ليس إلا ناقوس خطر يهدد كرة القدم اليمنية بأكملها. والحديث هنا ليس عن مجرد فريقين كرويين في مدينة ما، ولكن عن فريقين يمثلان قطبي العاصمة.. تاريخاً وبطولات وجماهيرية. بالإشارة إلى وضع الفريقين حالياً في الدوري العام لفرق أندية الدرجة الأولى، فإن الأهلي يقبع في المركز ال13 قبل الأخير ب7 نقاط جمعها من فوز واحد و 4 تعادلات و 6 خسائر، أما الوحدة فإنه متمسك بالمركز ال14 والأخير ب5 نقاط من فوز يتيم وتعادلين و 8 خسائر. الامبراطور حقل تجارب أهلي صنعاء الملقب بالامبراطور وهو عميد أندية العاصمة أصبح هذه الأيام مجرد مكان لتجريب مدربين ولاعبين "مغشوشين". مدرب مصري مجهول فالمدرب المصري علاء صادق الذي تم التعاقد معه كمساعد للمدرب الوطني سامي نعاش، أصبح فجأة مديراً فنياً للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي.. وهو مدرب لم نسمع به في يوم من الأيام، ولم يحقق شيئا للأهلي الذي باتت نتائجه من سيئ إلى أسوأ. قطة تأكل أبناءها الجانب الآخر أن الأهلي أصبح كالقطة التي تأكل أبناءها، حيث تخلى بسهولة عن لاعبين بحجم علي النونو أبرز مهاجمي منتخبنا الوطني، ومعاذ عبدالخالق الحارس السابق للمنتخب والغني عن التعريف، وعبده الأدريسي كابتن منتخب الناشئين السابق الذي تأهل إلى كأس العالم للناشئين في فنلندا 2003م، وأسعد القماسي الذي يعد من خيرة نجوم خط الدفاع في اليمن بأسرها. عجز والسبب في التخلي عن هؤلاء النجوم والسماح لهم بمغادرة أسوار القلعة الحمراء هو- كما قيل- عدم استطاعة النادي تجديد عقود هؤلاء النجوم و العذر جاهز، بعذر قلة إمكانيات النادي كما يزعم إداريوه. محترفون لا يلعبون!! المشكلة أن إدارة الأهلي دفعت ملايين الريالات للاعبين ليسوا بنصف موهبة هؤلاء النجوم..! أما المشكلة الأكبر فهي أن اللاعبين الذين تم استقدامهم والتعاقد معهم بالملايين لا يلعبون في الفريق؟!! احتياط الاحتياط قد يقول قائل بأن هذا لغز صعب، وأما الحقيقة فتقول أن اللاعب محمد المنج مصاب، وأن لاعبين آخرين أمثال أمجد منصور وعبدالرزاق العشبي تم التعاقد معهما وهما لاعبان يلعبان أصلا في الاحتياط، فلماذا تم استقدامهما ليلعبا مع الفريق أساسيين أو احتياط؟!! محترفون "فشنك" أضف إلى ذلك أن إدارة الأهلي تعاقدت مع اثنين محترفين أجانب بأكثر من 3 ملايين ريال، لتكتشف الإدارة بعد ذلك بأن مستواهما ضعيف، وبالفعل تم الاستغناء عن أحدهما والآخر في الطريق!!. علاج طبيعي من أثيوبيا!! هذا ما كان من أمر الأهلي، والحال نفسه ينطبق على جاره الوحدة الذي كان يلقب في يوم من الأيام ب"الزعيم"، حيث تعاقدت إدارة النادي مع المدرب الأثيوبي يورقي الذي هللوا له كثيرا عندما تم التعاقد معه، وزعموا أنه مدرب قدير ووو.. الخ. وبعد أن تمت إقالته قالوا إنه ليس مدرباً أصلاً بل أخصائي علاج طبيعي!!. تكرار المشهد وفي نفس الصورة أيضا لدى اللاعبين حيث فرطت إدارة وحدة صنعاء بلاعبين نجوم أمثال عمار العرامي وصلاح الشرجبي وعمر جمال، ثم تعاقدت بالملايين مع لاعبين أقل من المذكورين مستوى وأداءً!!. غياب أبناء الكرة الخلل الواضح في أداء إدارتي ناديي أهلي ووحدة صنعاء، يعكس بكل وضوح عدم وجود أبناء كرة القدم من الفنيين في إدارتي الأهلي والوحدة، وهم المتخصصون الذين من المفترض أن يكون لهم رأي وقرار في نوعية المدربين الذين يتم التعاقد معهم، وكذا نوعية اللاعبين الأحق بشرائهم وتقييم ماهو متوفر من لاعبين من أبناء النادي. مقارنة للتأمل لا ينكر أحد وجود صعوبات مالية تواجه إدارتي أهلي ووحدة صنعاء وسائر الأندية اليمنية، ولكن هل يمكن مقارنة إمكانيات نادٍ مثل اتحاد إب أو حسان أو شباب البيضاء- وهي الأندية التي تحتل مراكز متقدمة ومتوسطة في الدوري - بإمكانيات أهلي ووحدة صنعاء؟!!. تواضع إداري نستنتج مما سبق أن أهم الأسباب التي تقف وراء تدهور قطبي العاصمة هو تواضع الكادر الإداري في كلا الناديين، هذا إن كان هؤلاء الإداريون رياضيين في الأصل!!. خسارة ركنين وبعد أن قدمنا الواقع كما هو، وشرحنا الأسباب بإيجاز، نشير إلى ماهو أخطر من الخطر الداهم على الأهلي والوحدة الصنعانيين، فهذان الناديان مرشحان للهبوط في الدوري، وإذا ما حدث ذلك فإن الكرة اليمنية ستخسر في أهم مسابقاتها المحلية ركنين أساسيين من أركان الكرة اليمنية. مدرجات خالية وبلا شك سيؤدي ذلك إلى خلو مدرجات ملاعب العاصمة صنعاء من المشجعين، حتى لو صعد ناديا 22 مايو واليرموك، وحتى لو أخذ نادي الشعب أو العروبة بطولة الدوري، فالأهلي والوحدة لا يمكن مقارنة جماهيرهما بجماهير أي نادٍ آخر، وأساس لعبة كرة القدم هي الجماهير. خطر على المنتخب هذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو متعلق بنوعية اللاعبين، حيث تمتاز الأندية الأقطاب بتقديم لاعبين مميزين على مستوى عالٍ من المهارة، ورفد المنتخبات الوطنية بخيرة النجوم. كارثة!! وبالتالي فإن هبوط أندية مثل هذه لا يمثل خسارة عليها فحسب بل على منتخباتنا وعلى الكرة اليمنية، وهذا ما قاله الكابتن شرف محفوظ في الحوار المنشور في "الجمهور" في العدد السابق. فهل يعي الجميع "كارثة" هبوط قطبين أساسيين من مدينة واحدة في موسم واحد؟!!.