ها هو الشهرُ الفضيل يعلنُ عن قدومه وسط فرحة واستبشار كلّ المسلمين في شتى بقاع الارض..فهو شهرُ البركة والخير الوفير..شهرٌ تكثرُ فيه الأعمال الصالحة، وتُصّفدُ فيه الشياطين..ونستقبله-نحنُ في اليمن- بالاكثار من الدعاء وقراءة القرآن، والصيام ليس فقط عن الاكل والشرب، وكبح النفس عن الشهوات أثناء النهار، بل وعن كلِّ ما يتسبَّبُ في جرح مشاعر إخواننا المسلمين في كلِّ مكان على كوكب الارض.. وليس فقط في اليمن الحبيب، ولكن ما يُؤسفُ له، أن تجد (البعض) وقد تجاوز المألوف، وسمح لنفسه في انتهاك سكينة واستقرار الناس، عبر رفع أسعار المواد الغذائية والتربح غير المشروع، على حساب الجيوب المهلهلة لناس هذا الوطن الوادعين. وها هي بوادر الارتفاعات (غير المُبرَّرة) لاسعار (بعض) السلع الغذائية، قد باتت تؤرِّقُ راحة وبال المواطن اليمني، وتسبِّبُ له قلقاً وعبئاً إضافياً، فوق ما يعيشه من أزمات وأعباء، يصعب حصرها في هذا المقام. وهنا بالضبط أتساءلُ بكلِّ براءة ؛ قائلا : أين دور أجهزة الرقابة على الاسعار؟! وما رأي إخواننا في الغرفة التجارية اليمنية بكافة فروعها في بعض محافظات الجمهورية، من مظاهر (المغالاة) في الأسعار التي للاسف نلحظها ونشعرُ بها ونعيش تبعاتها المرهقة والمزعجة، وخاصة في شهر رمضان من كل عام؟! السكر قفز سعرُهُ الى ثمانية آلاف ريال -دفعة واحدة- وبدون مقدمات، متجاوزاً الحدَّ المعقول، في الارتفاع (العالمي) لهذه المادة الغذائية التي يكثر الإقبال عليها، واستهلاكها في رمضان؟ وهناك مادة الغاز المستخدمة لأغراض الطبخ المنزلي -هي الأخرى- تشهد ارتفاعات (ماراثونية) في أسعارها.. واختناقات، تسبقُ حلول الشهر الفضيل، إيذاناً بفرض تسعيرة (الأمر الواقع) التي ترهق ميزانية أرباب الأسر، وتلحق بها بالغ الأثر. فإلى التجَّار وأخصّ -هنا- (الفجَّار) منهم.. وكلّ المتلاعبين بالاسعار، في هذا الشهر الكريم، نرفع هذه الشكوى المريرة، نيابة عن المواطن اليمني، محدود و(مهدود) الدخل والحيلة، مطالبا كل الجهات ذات العلاقة، في الدولة، بأن تسهم بمسؤولية في التخفيف من ضغوط الحياة الاضافية النازلة على رؤس مَن لا حولَ لهم ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصوموا.. تصحوا عافاكم الله وأثابكم.