عانى شعبنا اليمني من وطأة حكم الأئمة الكهنوتي في الشمال وحكم السلاطين الرجعي المتخلف المستبد في الجنوباليمني ردحاً من الزمن، حتى جاء الخلاص والى الأبد بفضل ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والرابع عشر من اكتوبر 1963م، ومن ليل المعاناة التي عاشها ابناء الشعب في جنوب الوطن إبان فترة حكم السلاطين الاقطاعي وهو نسخة طبق الأصل من معاناة اخوانهم في الشطر الشمالي من الوطن من حكم أسرة آل حميد الدين الاقطاعية، حيث كان ابناء الشعب متساوين في المعاناة من الجهل والمرض والفقر في ظل ذلك الوضع المزري في يمننا السعيد إذا كان يطلق على عامة الشعب بالرعية والشعب يهتف أمام قصورهم وابراجهم العاجية "في المناسبات والاعياد الدينية أو حفل عرس لأحد السلاطين أو الامراء" بهذا الزامل: "تحت دارك يا أمير يا معمم بالحرير" حيث يحرم على من اسموهم بالرعية تبادل التهاني مع السلطان الاقطاعي مباشرة، والاكتفاء بترديد الزامل المذكور سلفاً مع وجبة عشاء حبات تمر وقهوة والولائم الدسمة واللحم السمين لأصحاب العمائم الحرير، وأورد لكم حادثة مأساوية حدثت في نفس المكان والزمان حيث، قام سلطان اقطاعي في ابين بقتل بتول كان يحرث بالخطأ في أرض سلطان اقطاعي آخر، ولما بلغ الأمر إلى مسامع السلطان المستبد اشتاط غضباً وصاح بأعلى صوته "قتل بتولي لا بد أن اقتل بتوله" وهذا ما حدث وكان الضحية هم الفلاحون هم الرعية.. هم الشعب.. هذه بعض معاناة ابناء شعبنا في جنوب الوطن نوردها هنا لتذكيرهم. أحد السلاطين في أبين عاقب مواطن يدعى عوض المروح.. لا ادري هل هو على قيد الحياة ام توفاه.. الله يسكن في منطقة الكود 5 كيلو شرق زنجبار، وكان العقاب قاسياً جدا هو السحل بالسيارة في شوارع مدينة زنجبار، التي كانت تسمى قبل ثورة الرابع عشر من اكتوبر بالسلطنة الفضلية واذا عرف السبب بطل العجب، حيث امتنع المواطن المسحول بالسيارة ان يقوم بعمل كلفه به السلطان، ولا يزال يتذكر الناس في أبين هذه الحادثة وللرجل أبناء وأحفاد وأخيراً نقول للحالمين بعودة إمام في الشمال وسلطان في الجنوب ان اليمن مستحيل ان يعود عقود إلى الوراء والحوزة مع الحراك في مزبلة التاريخ.