أصحاب المستشفى الميداني بساحة التغيير بالعاصمة يؤكدون أن عدد الأطباء والممرضين الذين يعملون في المستشفى يومياً أكثر من (4000) وأن في المستشفى (600) سرير. وهذه كذبة ضمن الأكذوبة الكبيرة المسماة رعاية صحية للمعتصمين. مكان المستشفى معروف ومساحته معروفة، فأين وضعوا الأسرة إلا إذا كان المقصود الساحة المجاورة كلها فيمكن بلع كذبة قوامها (600) سرير. ومن أين جاءو بهذا العدد، أكثر من (4000) طبيب وممرض وهو أكثر من نصف إجمالي الأطباء في عموم اليمن كلها، وأكثر ثلاث مرات من إجمالي عدد الأطباء والممرضين العاملين في المستشفيات الخاصة ليس في العاصمة فحسب بل في الجمهورية كلها. الطبيب طارق نعمان كبير المسئولين عن المستشفى الميداني الذي ذكر تلك الأرقام هو القائل أيضاً أن أغلب المعتصمين المصابين يموتون دون ان يجدوا رعاية طبية في المستشفى نظراً لقلة الإمكانيات، فلماذا يموتون يا دكتور في حضيرتكم؟ ذلك لأنكم وعبر اللجان الأمنية الإصلاحية تحبسونهم في الحضيرة وتمنعوهم من العلاج في المستشفيات الحكومية وغير الحكومية باستثناء مستشفيات حزب الإصلاح التي صارت أول المستفيدين من المصابين ومن التبرعات التي تقدم للمستشفى الميداني باسم المعتصمين من قبل جمعيات خيرية وتجار أدوية وسفارات وهيئات إغاثة إنسانية. ولم نأت من عندنا بأي شيء مما سبق، وما هو أكثر منه، فأطباء وقيادات شبابية مستقلة في ساحة التغيير تحدثوا حول فضائح هذا المستشفى، ومنهم الدكتور اليمني أحمد عبدالعزيز نعمان والأردني بهاء شحادة اللذان عملا في هذا المستشفى، عن المواد الطبية التي تقدم للمستشفى باسم الشباب من قبل متبرعين محليين وأجانب فيتم إدخالها إلى المستشفى الميداني ثم إخراجها من الباب الخلفي. وعن تعمد تأخير معالجة المصابين أملاً في وفاتهم ومن ثم الاتجار السياسي بهم، وعن اختطاف شهداء من الطرف الآخر وحجزهم في المستشفى الميداني لبعض الوقت على أنهم من ضحايا الأمن، وعن أكثر من امرأة ورجل من المعتصمين ماتوا موتاً طبيعياً بنوبات قلبية فيأخذ المستشفى جثثهم ويحجزها للدفن على أنها جثث شهداء برصاص الأمن، وعن صرف أدوية منتهية الصلاحية والإسراف في صرف مهدئات وقاتلات الألم لحد إصابة متعاطيها بالإدمان، وعن توسيع الخدوش الناتجة عن الضرب بالعصاء لتبدو وكأنها إصابات بعيارات نارية، وعن حقيقة العاملين في المستشفى الميداني من طلاب سنة أولى وثانية طب في جامعة العلوم والتكنولوجيا، جيء بهم للتدريب العملي أو التطبيق دون مراعاة لسلامة الشباب والمصابين، وعن الأخطاء الطبية التي تؤدي إلى اختلالات وظيفية وتشوهات خارجية وإصابته بإعاقات، وعن التمييز بين المعتصمين في الرعاية الصحية، حيث يعتنون بالإصلاحيين والمؤيدين لهم ويهملون الآخرين.. روايات وحكايات وقصص يشيب لها الولدان وتقشعر منها الأبدان، لكنها لا تحرك ضمائر الاخوان.