بعد سقوط حجج اللقاء المشترك الواحدة تلو الأخرى في إقناع المعتصمين بعدالة قضيته ليحتفظ بصموده في ساحات الاعتصام، بدأ اللقاء المشترك في تنفيذ مخطط التصعيد وفق أجندته الإنقلابية، التي هي في الأساس أجندة الإخوان المسلمين وواجهتهم الإصلاح لأن الآخرين كانوا مجرد توابع بدليل أنهم لم يكونوا يتحدثون عن هذه الأجندة الانقلابية، والذين كانوا يتحدثون عنها هم فقط قيادات الإصلاح مثل محمد قحطان الذي تحدث عن احتلال منشآت الدولة والزحف إلى غرف النوم في "الرئاسة" الخ. وكما أوضح قحطان الإخوان فإن التصعيد كان يعني إسقاط السلطة نهائياً وإقامة سلطة الإخوان مكانها، وهو الهدف الوحيد الذي جمع بين أعداء الأمس جميعاً في خيمة واحدة، وجميعهم أصحاب ثأر شخصي مع السلطة، ومن هذا المنطلق الانتهازي الحاقد رأينا الشيخ فؤاد دحابة يرقص على النغمات المحرمة رافعاً فوق رأسه صورة الثائر الشيوعي (جيفارا) ربما ظناً منه أنه أحد أقطاب وأعلام الإخوان لكثافة لحيته واسترسالها.. وسمعنا قطب الإخوان المسلمين ياسين عبدالعزيز القباطي يصرح بأن الحزب الاشتراكي أقرب إليه من الحزب الحاكم!! لكن رغم هذه الشراكة التآمرية فباعتقادي أن حزب الإصلاح هو الرابح الأكبر من هذه الشراكة لأنه على الأقل يعرف ماذا يريد بعكس شركائه الآخرين!!. وعند هذا الفصل من المخطط الانقلابي سكت الكلام وارتفع صوت السلاح. وصلت كل أشكال الضغوط التي مارسها اللقاء المشترك في وجه السلطة إلى طريق مسدود ولم تؤد غرضها في إسقاط السلطة، فقررت قيادته، أو فرض عليها من قبل الشيخ حميد الأحمر، منظر الثورة، وقيادة الإصلاح عامة إلى التخلي عن النشاط السياسي عند هذا الحد وإعطاء الفرصة للخيار العسكري لحسم الموقف لصالحها. قد يقول قائل إذا كان المخطط الانقلابي إصلاحياً فلماذا نحشر اللقاء المشترك فيه؟! لأن اللقاء المشترك قبل أن يكون مطية لهذا المخطط وبالتالي فهو يتحمل وزر ما سيتمخض عن هذا المخطط من نتائج كارثية، أيضاً لا ينبغي إغفال التكتيكات التآمرية لأطراف اللقاء المشترك ضد بعضهم البعض، فبعض الأطراف تريد توريط الإصلاح للانتقام منه على علاقاته السابقة بالسلطة وبهذا تصفي حسابها معه!. الخيار العسكري للحسم اتخذ أشكالاً عدة بدأ التخطيط له منذ العام 1995م عندما قررت قيادة الإصلاح الاستفادة من كل الفرص المتاحة أمامها للهيمنة على مؤسسات الدولة.. فأوعزت وسهلت لعناصرها بالتغلغل في وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام بشكل أساسي وفي المؤسسة العسكرية والأمنية استعداداً لساعة الصفر. اعتمد الخيار العسكري الذي عموده الأساسي الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر والمليشيات المسلحة لحزب الإصلاح ومليشيات الحوثي وعناصر القاعدة والتكوينات القبلية المرتبطة بالمخطط الانقلابي على محاور عدة أبرزها: 1- محاصرة أمانة العاصمة باعتبارها مركز الدولة، تمهيداً لإسقاطها من الداخل 2- حماية المعتصمين، والمقصود بها تحريض وتهييج وتشجيع المعتصمين على استفزاز السلطة وحماة الشرعية الدستورية من رجال القوات المسلحة والأمن البواسل، ومن جانب آخر اتخاذهم دروعاً بشرية لمهاجمة قوات الشرعية من خلفهم ومن بين صفوف المعتصمين كما في حالة 18 مارس 2011م وحالة 18-19 سبتمبر 2011م في أمانة العاصمة والحالات الأخرى في تعز والحديدة وعدن والبيضاء وإب. 3- تخريب المنشآت الإنتاجية والخدمية بشكل كامل وإخراجها عن الجاهزية، وتعطيل الدراسة والعمل وشل كافة الأنشطة لإظهار عجز وفشل وسقوط السلطة. 4- التحريض على العصيان المدني والمسلح في جميع المحافظات واحتلال المكاتب الحكومية وإسقاط المحافظات كما في حالة ابين. 5- تنفيذ اغتيالات وكمائن مسلحة تستهدف رجالات الدولة والقوات المسلحة والأمن والشخصيات الاجتماعية والإعلاميين والسياسيين وغيرهم من الموالين للشرعية الدستورية بهدف بث الرعب في صفوف الموالين وإضعاف معنوياتهم. 6- التعرض والتحرش ومهاجمة معسكرات الحرس الجمهوري بقصد إنهاكها وإرباكها وإلهائها بمعارك جانبية وتشتيتها واحتلالها.. كما يحدث في محافظة تعز ونهم وأرحب وبني حشيش. 7- نقل مجاميع مسلحة من الفرقة الأولى مدرع ومليشيات الإصلاح وتنظيم القاعدة إلى بعض المحافظات مثل تعزوعدنوأبين بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها. 8- نقل وتوزيع أسلحة مختلفة في بعض المحافظة 9- تخصيص ميزانيات للمحافظات في إطار مخطط الانقلاب. 10- دعم عناصر القاعدة في محافظة أبين بالعتاد والمال والرجال من أجل إسقاط محافظة أبين واتخاذها منطلقاً لإسقاط محافظات جنوبية أخرى مثل عدن ولحج وشبوة ومن أجل إفساح المجال أمام الاعتراف الخارجي الذي ستتولى دولة قطر حشده. 11- استئجار عمارات ودكاكين للتمركز العسكري وخزن الأسلحة فيها. 12- نشر مليشيات الإصلاح المسلحة في الأحياء والأزقة لتكون مستعدة عند اللزوم لاحتلال مكاتب الدولة ومؤسساتها. 13- اعتماد أسلوب حرب العصابات في مواجهة القوات الموالية للشرعية الدستورية وتفادي المواجهة المباشرة قدر الإمكان. 14- نشر عدد من الانتحاريين في بعض المحافظات. وحسبما أشارت المعلومات المتسربة فإن دولة قطر رصدت ميزانية ضخمة لهذا المخطط والتزمت بتوفير كل متطلباته.