حالة من الشد والجذب تعيشها المحافظات الجنوبية بين ما يسمون ب"الحراك الجنوبي" وبين عناصر الاخوان المسلمين، تطورت في أكثر من فعالية إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين وتكاد تصل إلى حرب لا تقل بشاعة عن الحروب المشتعلة بين الحوثيين والاخوان في الجوف وحجة وعمران. ففي الوقت الذي عمل الاخوان المسلمين عبر مختلف وسائلهم الإعلامية على الترويج بتوحد الرايات في المحافظات الجنوبية تحت راية واحدة تطالب بإسقاط النظام، وأن عناصر الحراك تخلو عن مطالبهم في فك الارتباط لصالح مطلب إسقاط النظام.. ظهرت مؤخراً قيادات بارزة في الحراك الجنوبي تتهم أحزاب المشترك وعلى رأسهم الاخوان المسلمين بالعمل على وأد القضية الجنوبية والسيطرة على المحافظات الجنوبية.. مؤكدة على تمسكها بمطالب فك الارتباط وأنها لن تتنازل عن هذا المطلب. وقال محللون سياسيون ل"الجمهور" أن قيادات الحراك الجنوبي خرجت عن صمتها لتؤكد تمسكهم بمطالب فك الارتباط، بعد انكشاف سياسة حزب الاخوان المسلمين للسيطرة على السلطة وتحويل البلاد إلى حكم "طالباني" بعد رحيل النظام. مشيرين إلى ان أبناء الجنوب لم ولن يقبلوا بالاخوان المسلمين بديلاً عن المؤتمر الشعبي العام في الحكم. وفي هذا الصدد دعا القيادي البارز في الحراك الجنوبي د.ناصر الخبجي من يراهن في القضاء على الثورة السلمية في الجنوب ان يستوعب جيداً إرادة شعب الجنوب التي لا تقهر ولا تقبل المساومة بدماء الشهداء والجرحى، حد قوله. وتوقع الخبجي "ان المرحلة القادمة ستكون في غاية التعقيد والصعوبة بعد سقوط الرهان على تفكيك الحراك السلمي الجنوبي وإضعافه من قبل قوى سياسية معارضة لها تنسيقات وارتباطات بالنظام وعلى اتفاق مدفوع الثمن حول مصير الجنوب بعد انتهاء مرحلة الرئيس علي عبدالله صالح". وأوضح الخبجي في تصريح نشرته أسبوعية "الأمناء الاربعاء الماضي "ان تلك القوى السياسية المعارضة تعمل على تشويه مسيرة الحراك السلمي الجنوبي والتعتيم الإعلامي المتعمد لفعالياته وتستخدم المال السياسي لإفساد الشباب وحرف مسار توجهاتهم وتشجيعهم على حمل السلاح وتشكيل عصابات مسلحة في المدن الرئيسية وإشاعة الفوضى والانفلات الأمني وارتكاب جرائم جنائية ضد المواطنين وزرع الفتن بين أبناء الجنوب ونسبها للحراك السلمي وهو بريء منها". وأضاف الخبجي "مثل هذه الأعمال تم التخطيط لها من سابق وتهدف إلى إضعاف الثورة السلمية في الجنوب والانقضاض عليها وتهيئة الملعب للقوى الجديدة، وما يؤكد على تلك الحقائق التي لم تكن معروفة قبل ثورة الشباب في صنعاء وكشفت عنها الاتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع وتأكيدهم على شراكتهم في التآمر على الجنوب".. مشيراً إلى أن هناك محاولات جديدة لإعادة التآمر على الجنوب ولكن بتحالفات وأدوات ووسائل جديدة. إلى ذلك نفت الحركة الشبابية والطلابية لتحرير الجنوب بالصبيحة وطور الباحة بمحافظة لحج مزاعم انضمامها لما تسمى ب"ثورة التغيير" وأكدت الحركة في بيان لها الاربعاء الماضي بقائها وثباتها على مبادئها رغم كل المحاولات لافشال عملها وتشتيت أعضائها من قبل من أسماهم البيان بالمتآمرين والمذبذبين. وفي تطور لافت اتهم الاخوان المسلمون عناصر الحراك الجنوبي بالاعتداء على مسيرة طلابية لشباب التغيير الاربعاء الماضي بعدن وإطلاق النار عليهم. وقال إعلان الاخوان المسلمين ان مسلحون يرفعون شعارات الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال اعترضوا مسيرة نظمها اتحاد طلاب التغيير بجامعة عدن الاربعاء المنصرم واعتدوا على المسيرة بالهراوات واطلقوا بعض العيارات النارية في الهواء. وسبق ذلك ان هاجم عدد من عناصر الحراك الثلاثاء قبل الماضي 18/10/2011م مسيرة لأنصار حزب الإصلاح في مديرية المنصورةبعدن متسببين في إصابة 12 منهم بحسب تصريحات الاخوان المسلمين الذين قالوا أيضاً أن عناصر الحراك اعتدوا على المقر الرئيسي لفرع تجمع الإصلاح بمحافظة عدن وحاولوا اقتحامه وإحراقه.