القى الاستاذ يحيى محمد عبدالله صالح – رئيس جمعية كنعان لفلسطين اليوم الثلاثاء "29 نوفمبر 2011م" كلمة في المهرجان الجماهيري بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذكرى السابعة لشهيد الأمة المناضل القائد الرمز/ ياسر عرفات.. "الجمهور نت" ينشر النص الكامل لكلمة رئيس جمعية كنعان لفلسطين والتي قال فيها: الحضور جميعا.. نجتمع اليوم لنحيي معا ذكرى مناسبتين غاليتين علينا جميعا، ذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذي يصادف التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام، والذكرى السابعة لاستشهاد القائد الرمز الزعيم العربي الفلسطيني الشهيد/ ياسر عرفات "أبو عمار". واسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالتحية لشعبنا اليمني العظيم في يوم استقلاله الوطني ذكرى اندحار الاستعمار البريطاني عن جزء غالٍ وعزيز من تراب الوطن الغالي، وبهذه المناسبة نقف إجلالاً واحتراماً لأرواح أولئك الأبطال الذي ضحوا بدمائهم في سبيل تحرير الوطن من الاستعمار، والذين مهدوا بهذه التضحيات سوياً مع أشقائهم في الثورة اليمنية ثورة 26 سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر الطريق، لكي تنجز الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو بقيادة زعيمنا عاشق فلسطين وفارس العرب فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية. أيتها الأخوات.. أيها الأخوة حين أقدمت الجمعية العامة على تحديد يوم التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كانت تحاول أن تكفر عن خطيئة وإجحاف لعدالة الشرعية الدولية يوم أن اتخذت قراراً في مثل هذا اليوم عام 1947م، يقضي بتقسيم أرض فلسطين العربية إلى دولتين عربية ويهودية، أي أن هذه الشرعية الدولية تعطي بهذا القرار تضامناً معنوياً مقابل اجحاف تأريخي مادي ماديا بتأسيس دولة للصهاينة على أرض فلسطين العربية. الحضور الكريم.. وفي هذه الأيام وحين يمضي قادة شعبنا الفلسطيني في بلورة ملامح الكيان الفلسطيني المستقل لنيل اعتراف كامل بمقعد لدولة فلسطين، نرى أن الولاياتالمتحدة ومعها حلفاؤها والذين يشكلون رئة إسرائيل، والتي تتنفس من خلالها عدوانيتها، هم الذين ينتطحون ويعرقلون هذه الخطوة ويربطونها بموافقة إسرائيل في، تحدٍ صارخ لإرادة الغالبية العظمى من مجموع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذين عبروا عن إرادتهم في التصويت بحرية لدى موافقتهم على قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في "اليونسكو" حيث وقف 103 أعضاء في مقابل أمريكا ومعها 15 عضوا فقط ضد هذا القرار، وهنا كشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الوجه الحقيقي لديمقراطيتها، هذا الوجه الذي لا يعترف إلا بسياساتها وتوجهاتها أمام عكس ذلك، فهي لا تقر بحق الأغلبية على الأقلية، وعليه فقد تنكرت الولاياتالمتحدة لجوهر الديمقراطية، وأقدمت على معاقبة العالم ممثلا "باليونسكو" في مجال الثقافة والتربية والعلوم، وأحرمتها من 60 مليون دولار قيمة مساهمتها في هذه المنظمة.. إن أمريكا تريد أن تخضع الثقافة والتعليم في العالم مقابل 60 مليون دولار، ولا ندري هل هذه الممارسة الأمريكية - وفي هذا الوقت بالذات - من محاسن الصدف أم من مساوئها، لأنها تأتي متزامنة مع الحديث اليومي والدروس اليومية الأمريكية التي تملى علينا يوميا دروس الديمقراطية والربيع العربي، ونحن هنا نعلنها لكل العالم لا ربيع في وطننا العربي إلا بفلسطين الحرة المستقلة، ولن تتفتح زهور هذا الربيع إلا بالقدس الشريف عاصمة دولة فلسطين المستقلة، وبدون ذلك فإنه ربيع أمريكي في وطننا العربي. الحضور الكريم.. إننا في هذا اليوم نبارك المزيد من الخطوات الوحدوية بين أشقائنا الفلسطينيين، متمنين عليها الإسراع بذلك قدر الإمكان، وصولاً إلى الإعلان عن استكمالها في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة.. هذه الوحدة ستكون صخرة المشروع الوطني الفلسطيني الصلبة والذي سينطلق منه النضال الوطني إلى الأمام نحو استكمال المسيرة.. هذه الوحدة ستريح أرواح الشهداء الذين ضحوا بأعمارهم في سبيل فلسطين.. هذه الوحدة في أحد جوانبها هي الرد المناسب والقوي على اغتيال قادة الشعب الفلسطيني أبو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين وأبو عمار القائد الرمز" والذي مثل بمسيرته النضالية ولادة وتطور المشروع الوطني الفلسطيني المعاصر، مشروع استخلاص الكيان الفلسطيني المستقل من براثن الوحش الاستيطاني الصهيوني.. فتحية لياسر عرفات أبي عمار كرمز للنضال الفلسطيني في ذكرى استشهاده.. تحية لياسر عرفات أبي عمار من قبل اليمنيين جميعاً، فلقد كانت اليمن دائما في قلبه ووجدانه مثلما هو وفلسطين في قلوب اليمنيين جميعا. وإننا هنا نستنكر أفعال تلك الفئة الضالة والمضللة والشاذة عن الشعب اليمني عدداً وخلقاً وممارسة باعتدائها على قاعة ياسر عرفات في جامعة صنعاء، ونزع اللوحة التذكارية وتخريب محتوياتها، وهذا غير مستغرب عنهم فهم الذين اعتدوا على اليمن وطناً وشعباً، ليس غريباً عنهم أن يرسلوا بإشارات للصهاينة بهذا الاعتداء بأنهم أعداء للنضال الوطني الفلسطيني. الأخوة والأخوات.. إننا في جمعية كنعان لفلسطين لسنا في حاجة لهذا اليوم لنعلن تضامننا مع الشعب الفلسطيني.. إننا مع الشعب الفلسطيني في كل الأيام، لأننا من الشعب الفلسطيني في الماضي والحاضر والمستقبل. ومعاً وسوياً من أجل العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.