يحكى أن احد المشايخ تأخر يوماً عن وقت الصلاة في ديوانه, واحتار الأتباع في من يؤمهم للصلاة، وبعد تردد حسمه تقدم عبده الأسود للإمامة وصل الشيخ العتيد، فلما رأى عبده قد تقدم للإمامة سحبه وتقدم هو يؤم أتباعه للصلاة، لأن عبده أصلا لا يحفظ شيئاً من القرآن الكريم، وبعد أن كبر تكبير الإحرام قال: إقرأ يا أسود!!. حكاية كانت فيما مضى تردد كإحدى النوادر.. بؤس الحالة السياسية الراهنة أعادنا إلى مربع فكرة تلك الحكاية، حيث بعد انطلاق ثورة الشباب في ساحات الحرية اليمنية بصعدة وصنعاء والحالمة تعز وتأصلها دفع العسكر والقوى التقليدية الشباب خارج الحدود، واحتووا ثورتهم المهددة أصلا لمصالحهم من خلال مسرحية تتكون من فصلين, الفصل الأول يبدأ بمشهد تقدم أحزاب اللقاء المشترك الساحات بثقلهم المادي و فتاوى فقهاء 7/7, والفصل الثاني يبدأ بملهاة انشقاق (الفرقة الأولى مدرع) التي طالما استأجرها (فخامته) لأعراسه الحمراء في المنطقة الوسطى الجنوب، وليس آخرها حروب صعدة الستة. راعي المسرح السياسي القابع خلف الحدود الذي استشعر أن سحر مسرحيته قد ينقلب عليه وبالاً من خلال تقدم الحراك التحرري الجنوبي مع لحوظ تمدد حركة أنصار الإسلام (الحوثيين) شمالاً محاصرة خاصرته الجنوبية.. استشعار الخطر دفعه على عجل إلى استدعاء (المهرجين) في المسرح السياسي لاجتماع الرياض من أجل التوقيع على (المبادرة الخليجية). وتجنباً لرياح التغيير التي جاءت مخيبة لما يشتهيه راعي ساحات العسكر والقوى التقليدية, وُلِّد لقاء قوى الثورة المضادة المتمخض عنه حكومة (النفاق) الوطني برئاسة محمد سالم باسندوه نكاية بالحراك وقوى التقدم والتغيير.. ما كان من (العليين) إلا أن دفعا به للمواجهة على منوال الحكاية السالفة الذكر: إقرأ يا أسود. ملحوظة: فكرة المقالة للمناضل محمد موسى نجل الشهيد البطل احمد حسين موسى قائد القوة الجوية الجنوبية سابقاً.. له منا التحية وحق التنويه. *منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن [email protected]