على غرار السلام تحيه في ثقافتنا الاجتماعية التي تعفيك من مصافحة الجميع أو كما يُقال في بعض المناطق (السلام بالقلوب)، سيقول المواطنون للانتخابات الرئاسية القادمة الانتخاب تحية.. فلا أعتقد أن هناك الدافع المطلوب لدى الناس للمشاركة في الانتخابات القادمة, وخصوصاً من عايشوا الانتخابات الرئاسية الماضية في عام 2006م بين مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح, ومرشح أحزاب اللقاء المشترك فيصل بن شملان رحمه الله, وعاشت اليمن خلالها فترة رائعة من التنافس الديمقراطي الذي أبهر العالم.. ومتى؟!!.. خلال فترة النظام الذي خرج الشعب يطالب برحيله، لنأتي بعد ست سنوات وعام من ثورة التغيير المطالبة ببناء الدولة المدنية الحديثة لنجد أنفسنا أمام مرشح واحد لا منافس له!!!.. الكثيرون يشعرون بوجود خلل في أداء الثورة حتى من المؤيدين لها, هذا الخلل يقابل بعين لا تخجل وهي تنتهك حقوق الآخرين حتى في التعبير عما يدور بخلدهم حتى لو لم تكن قد تشكلت كقناعات لديهم وما تزال في طور التساؤل لنجد من يشكك في وطنية الآخرين, وهو الأمر الذي دفع خطيب أحد المساجد يوم الجمعة (27/1/2011م) للقول: إن من سيشارك في الانتخابات القادمة هو ثائر, ومن لم يشارك فيها هو بلطجي من بقايا النظام!!. الأمر لا يحتاج للترهيب والترغيب, ومنح صكوك الوطنية أو سحبها من أحد, وإنما يحتاج إلى خطاب عقلاني يقنع المواطنين بضرورة وأهمية المساهمة في الانتخابات القادمة, فحتى الخطاب العاطفي سيتبعثر أمام جملةٍ واحدة من شخص يعرف ما يقول, وماذا يريد!!.. كما أن أسلوب "قلاب الصور" سيكون له مردود عكسي لدى الناخبين، إلاّ إذا استعانوا بخبرات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدول الجوار لتأتي وتمارس عنفها اللفظي والجسدي تجاه الناس في الشوارع مرددين (انتخابات.. انتخابات) بدلاً عن (صلاة.. صلاة) المشهورة عنهم, وحتى هذا الأسلوب لن يمنع الناس من المكوث في بيوتهم, ولا اعتقد أن الدولة المدنية الحديثة الموعودة ستتيح لهم اقتحام المنازل لإخراج من بلغوا سن الانتخاب، وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم معصوبين العيون على غرار ما حدث في العراق. يبقى المنطق والخطاب الواعي المصحوب بحملة للعلاقات العامة مهمتها خلق هدف أو دافع للمواطنين لخوض الانتخابات المقبلة، هو السبيل الوحيد لإقناع المواطنين خصوصاً مع ما نعلمه من حملة مقاطعة كبيرة من العديد من الفصائل والتنظيمات، التي بلغ بها الأمر إلى حد إحراق البطائق الانتخابية ك(الحراك الجنوبي) وما تشهده البلاد من أوضاع متوترة، وصلت حد الحرب في العديد من المحافظات ومنها (صعدة, وحجة, وأبين) فما الذي يمكن أن يدفع أبناء تلك المناطق من المشاركة في انتخابات لا تقيهم حصاد أرواحهم بقذائف الهاون والمدفعية؟!!.. ودون ذلك الخطاب يبقى من المؤكد أن الناس سيقولون في الحادي والعشرين من فبراير القادم (الانتخاب تحيه).. ودمتم سالمين.