يتوجه ملايين اليمنيين الثلاثاء القادم الى صناديق الاقتراع في اللجان الانتخابية في عموم محافظات الوطن للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة، والتصويت لمرشح التوافق الوطني المشير عبد ربه منصور هادي. ويرى غالبية اليمنيين هذه الانتخابات أهم استحقاق دستوري وسياسي من شأنه إخراج اليمن من أتون الفتنة وشبح الاقتتال الى معبر الأمان والألفة وتحريك عجلة التطور، وتجسيداً للإجماع الوطني وكذا الإجماع الدولي من خلال المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي (2014). ومن المتوقع أن يصل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في غضون الساعات أو الأيام القليلة القادمة ليتولى بنفسه قيادة الحملة الانتخابية لمرشح التوافق الوطني، فيما كان حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وتكتل المشترك وشركاؤه قد شكلا لجاناً وفرقاً انتخابية مشتركة على كافة المستويات للعمل سويا على إنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة، وإقامة المهرجانات الانتخابية واتخاذ المعالجات اللازمة لتذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تحدث. وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر مطلعة ل"الجمهور" بأن اللجنة العليا للانتخابات قد خصصت مليار ريال كموازنة للجان المشتركة لتنفيذ مهامها. وبالمقابل جددت بعض القوى في الساحة اليمنية رفضها المشاركة في هذه الانتخابات، وفي مقدمة تلك القوى جماعة الحوثيين وأنصار الحراك الجنوبي. حيث أعلن كل من حزب الأمة التابع للحوثيين وحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الذي يتزعمه أحد رموز الحراك عبدالرحمن الجفري، رفضهما المشاركة في الانتخابات. وحتى كتابة هذا التقرير فجر الجمعة، لم ترد من محافظة صعدة التي تعد المعقل الرئيسي للحوثيين أية أنباء عن تعرض لجان الانتخابات لأية اعتداءات من جانب الحوثيين، في حين نفذ الحراكيون في الضالع الأربعاء ثالث هجوم مسلح ضد اللجان والفعاليات الانتخابية في المحافظة، وذلك بعد نحو أسبوع من هجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة نفذه مسلحون في الحراك ضد اللجنة العليا للانتخابات في الضالع، أسفر عن مقتل رجل وطفل وجرح 3 جنود و6 مواطنين آخرين. فيما شهدت محافظة البيضاء الأربعاء أول جريمة أثارت مشاعر الاستياء والغضب الشعبي، عندما أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال رئيس اللجنة الإشرافية للانتخابات بالمحافظة، وكذا اغتيال كل من رئيس اللجنة الأمنية ورئيس اللجنة الفنية في اللجنة الانتخابية اللذين كانا برفقته، ومعهم نجل رئيس اللجنة الإشرافية (17 عاماً) وجندي. ورغم التوقعات بأن مقاطعة الحوثيين والحراكيين وأحداث العنف هذه قد تؤدي إلى إحجام عدد كبير من المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، إلا أن المجتمع الدولي قلل من تأثير ذلك على الانتخابات؛ حيث قال السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين: "ان مقاطعة الحوثيين والحراك الجنوبي لن تؤثر على العملية الانتخابية".. معتبراً أن "إعاقة الناس من المشاركة في الانتخابات الرئاسية دليل على الضعف وليس على القوة".. مؤكداً في مؤتمر صحفي عقده الخميس بصنعاء أن هناك التزاماً إقليمياً ودولياً بإنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة. وبالمثل أيضا عبرت روسيا عن اهتمامها الكبير بالشأن اليمني، من خلال رسالة بهذا الشأن سلمها مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرجي فيرنشين إلى نائب رئيس الجمهورية عبد به منصور هادي الأربعاء. وأكدت الرسالة تأييد روسيا لكل الخطوات التي تمت باتجاه ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم (2014). وفي غضون ذلك أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان صادر الثلاثاء دعم فرنسا الكامل لعملية الانتقال السياسي للسلطة في اليمن، ويأمل المواطنون في اليمن أن تفي أحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) بوعودها وتعهداتها بالمشاركة والإسهام في إنجاح الانتخابات.. فيما عبر مراقبون عن مخاوفهم من تضمن ما أسموها (التعليمات السرية) لحزب الإخوان على توجيهات لقواعد الحزب بمقاطعة الانتخابات، وأن تكون المواقف المعلنة المؤيدة للانتخابات مجرد ذر للرماد على العيون، وذلك في إشارة منهم لتصريحات وخطابات قيادات حزب الإخوان والتي كان آخرها الخطاب الذي ألقاه القيادي في الجناح المتشدد بحزب الإخوان عبدالله صعتر في ساحة الاعتصام بصنعاء، والذي اعتبر فيه انتخاب المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي "واجباً دينياً وتقرباً الى الله".. بالإضافة الى الكلمة التي ألقاها القيادي في الإخوان عبدالله محسن في ندوة بالساحة اعتبر فيها "مقاطعة الانتخابات شقاً للصف وخيانة لدماء الشهداء" كما قال. ويحظى المناضل المشير عبد ربه منصور هادي بشعبية واسعة في أوساط المواطنين وباحترام وتقدير بالغين في الساحة السياسية، ولعب دوراً كبيراً في تغيير وجه الحياة السياسية، وشارك في أعمال وطنية كبيرة على كافة المستويات حتى آخر منصب تبوأه كنائب لرئيس الجمهورية. "الجمهور" تنشر السيرة الذاتية للمناضل عبد ربه منصور هادي: * عبد ربه منصور هادي.. من مواليد قرية ذكين، مديرية الوضيع، بمحافظة أبين، عام 1945.. واسمه الكامل هو عبد الرحمن منصور هادي. * تخرج عام 1964م من مدرسة (جيش محمية عدن) العسكرية الخاصة بالتأهيل وتدريب أبناء ضباط جيش الاتحاد للجنوب العربي. * ابتعث إلى بريطانيا فالتحق بدورة عسكرية لدراسة المصطلحات العسكرية، ثم التحق بدورة عسكرية متخصصة لمدة عام ونصف، وفيها أجاد اللغة الإنجليزية، وتخرج سنة 1966م. * عاد إلى مدينة عدن ثم ابتعث إلى القاهرة لدراسة عسكرية متخصصة على سلاح الدبابات حتى 1970م. * عام 1976م ابتعث إلى روسيا للدراسة المتخصصة في القيادة والأركان أربع سنوات. * عمل قائداً لفصيلة المدرعات إلى أن تم الاستقلال سنة 1967م، وبعد الاستقلال عُين قائداً لسرية مدرعات في قاعدة (العند) في المحور الغربي للجنوب، ثم مديراً لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديراً لدائرة تدريب القوات المسلحة. * عام 1972م انتقل إلى محور (الضالع)، وعُين نائباً ثم قائداً لمحور (كرش)، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال، ثم استقر في مدينة عدن مديراً لإدارة التدريب في الجيش، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إدارياً، ثم رئيساً لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد اغتيال الرئيس الشهيد سالم ربيع علي، وتولي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة، وظل هادي في منصبه حتى حين أبعد عبد الفتاح إسماعيل عن الحكم، وتولى الرئاسة خلفاً له الرئيس علي ناصر محمد. * عام 1983م، رُقي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنياً بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفيتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة. * عقب مجزرة يناير الدموية عام 1986م نزح إلى شمال الوطن وعمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال، وإعادة تجميعها إلى سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها مالياً وإدارياً، وأطلق عليها اسم ألوية الوحدة اليمنية، وظل في شمال اليمن حتى يوم 22 مايو 1990م، تاريخ تحقيق الوحدة اليمنية. * عُين هادي قائداً لمحور البيضاء، وشارك في حرب 1994م.. وفي مايو 1994م صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيينه وزيراً للدفاع. * عام 1994م عين نائباً لرئيس الجمهورية. * تدرج في الترقيات العسكرية ابتداء بدرجة ضابط في جيش الجنوب العربي عام 1966م حتى رتبة الفريق عام 1997م ثم المشير عام 2012. * له بعض المؤلفات منها: بحث نال به درجة الأركان من روسيا، بعنوان: "الدفاع في المناطق الجبلية في استراتيجية الحرب".