- الزنداني ومن معه في الفتوى أثبتوا أنهم ضمن منظومة الإرهاب الدولية - لماذا لا يدعون للجهاد في فلسطين وضد القاعدة الأمريكية في قطر وضد الاحتلال السعودي في البحرين أثارت دعوة القيادي في حزب الإصلاح الشيخ عبدالمجيد الزنداني للجهاد في سوريا ردود أفعال متباينة وأخرى غاضبة داخل مكونات اللقاء المشترك مؤكدين أن "هذه التجاوزات الإصلاحية سيتم طرحها على طاولة المجلس الأعلى للقاء المشترك في القريب العاجل باعتبارها تأتي مخالفة لما هو متفق عليه بين مكونات المشترك بخصوص الموقف من الشؤون الخارجية". واستهجن القيادي في اللقاء المشترك الأستاذ نائف القانص الدعوة للجهاد في سوريا مؤكداً بأن "الزنداني ومن قبله القرضاوي قد اثبتا للعالم أجمع بمواقفهما هذه أنهما ضمن منظومة الإرهاب الدولية التي تحترف القتل ولا يقلون شأنا عن أسامة بن لادن". وقال القانص – عضو القيادة القطرية لحزب البعث الاشتراكي في اليمن عضو اللجنة التنفيذية لأحزاب المشترك- في تصريح ل"الجمهور" مساء الخميس أن فتوى ودعوى الزنداني للجهاد في سوريا إنما هي تعبير عن مخزون ثقافي وسياسي متطرف، فضلا عن أنها تأتي برعاية أمريكية صهيونية سعودية قطرية وتحت مظلة الإرهاب، متحديا إياهما- الزنداني والقرضاوي- أن يبديا ولو مجرد التضامن مع الشعب البحريني الذي يتعرض لقمع وتنكيل القوات البحرينية وما أسماها قوات الاحتلال السعودية. وأضاف متسائلاً: لماذا هذه الازدواجية، لماذا يدعون للجهاد في سوريا التي تتعرض لأخطر مؤامرة دولية في الوقت الذي يغضون الطرف مما يتعرض له ثوار البحرين الذين يواجهون آلة القمع والتنكيل البحرينية والسعودية بصدور عارية. وواصل القانص تساؤلاته مستنكراً ما وصفه بالتوظيف الخاطئ للدين من قبل الزنداني والقرضاوي ومن معمها قائلاً: "لماذا لا يفتي هؤلاء بالجهاد في قطر ضد القاعدة الأمريكية، ولماذا لا يفتون ويدعون للجهاد في فلسطينالمحتلة، ولماذا لا يفتون بالجهاد في البحرين ضد الاحتلال السعودي، ولماذا لا يستنكرون على الأقل ما يتعرض له المواطنون السعوديون من قتل وقمع وانتهاكات حقوقية جسيمة في المنطقة الشرقية والقطيف". وذهب القانص في سياق تصريحه ل"الجمهور" إلى القول بأن هؤلاء "الزنداني والقرضاوي وأمثالهما شوهوا بثورات الربيع العربي" مشيراً إلى أنهم حولوا ليبيا الآن إلى دولة مصدرة للإرهاب وأنه تم مؤخراً إلقاء القبض على عدد من الليبين الإرهابيين في سوريا. وفي رده على سؤال بخصوص "براءة الاختراع" التي كان الزنداني منحها لحركات الشباب الاحتجاجية في الأسابيع الأولى من الأزمة داعياً إياهم إلى الجهاد، وما إذا كان هذا هو ما يقصده بالتشويه لثورات الربيع العربي قال الأستاذ نايف القانص: "أصلاً لم يصدقه ولم يستجب له أحد إلا من تغذوا من ثقافة العنف والإرهاب أما أبناء اليمن فهم يعرفون حقيقة الأمور وحقيقة ما يجري في اليمن وفي سوريا وفي البحرين وحقيقة ما يجري في بقية دول ثورات الربيع العربي". وأضاف: "اليمن الذي تعداد سكانه 25 مليون نسمة ويمتلك 70 مليون قطعة سلاح لم يحمل السلاح واستمر بثورته وما زال إلى اليوم متمسك بسلمية ثورته" مستدركاً: "أما هؤلاء الذين يأتون كأبواق نافخة من داخل الساحات يتآمرون على شعب عربي مسلم إنما يعبرون عن أنفسهم وثقافتهم المتطرفة وثورة الشباب بطهرها وسلميتها بعيدة كل البعد عن هؤلاء وثقافة العنف التي ينتهجونها". وعن موقف اللقاء المشترك من فتوى الزنداني التي تأتي في حين يبذل حزب الإصلاح جهود إعلامية مضنية لإثبات عدم علاقاته بالإرهاب قال القانص: موقف المشترك من ثورات الربيع العربي محدد سلفاً وعلى أساس ألا نهتم إلا بثورتنا" مؤكداً بأن المشترك كان قد قرر بعدم التدخل الخارجي ولهذا فإن الدعوة للقتال أو ما يسمونه بالجهاد في سوريا إنما هي تصرفات فردية تتوافق مع منظومة الإرهاب الدولية" وعما إذا كان المشترك سيطلب من حزب الإصلاح تحديد موقف من الزنداني ودعوته للجهاد في سوريا قال: "لن نطالب بهذا الشيء عبر الصحف وإنما سنطرح هذه الخروقات والتجاوزات من أعضاء الإصلاح على طاولة المشترك في القريب العاجل. وفي هذا السياق استهجن القانص أيضا موقف القيادية في حزب الإصلاح توكل كرمان التي كانت قد هاجمت في وقت سابق النظام السوري، وقال: لا غرابة أن يأتي مثل هذا التصريح من توكل كرمان، هي استلمت جائزة نوبل للسلام والآن هي تمشي ضمن سياسة وتوجهات الجائزة، وأنت لا شك تعرف كما هو العالم أجمع يعرف لمن تمنح هذه الجائزة ومن ورائها. وكان الشيخ عبدالمجيد الزنداني ورجال دين إلى جانبه، أصدروا فتوى بوجوب الجهاد في سوريا ووجوب قيام الدول المجاورة لسوريا بفتح الحدود أمام المجاهدين. وقالت الفتوى التي نشرها الأربعاء الشيخ محمد عبدالمجيد، النجل الأكبر للزنداني على صفحته في "فيس بوك" إنه في الوقت الذي "لا ينفك فيه إخواننا في "سوريا" يستغيثون ويستصرخون ولا مجيب، فإن الدفاع عن المؤمنين المظلومين ونصرتهم شرع قدري إلهي، وواجب تكليفي على إخوانهم المؤمنين الآخرين في كل مكان وشعوباً وحكومات ما أمكنهم ذلك.