مطلع العام الماضي تم في العاصمة صنعاء, افتتاح مؤتمر الحوار الوطني وسط حضور محلي وإقليمي ودولي باستثناء اليمن لم تكن حاضرة بكل همومها الكبيرة ومشاكلها الداخلية, إلا بالصورة الشكلية لذلك الحوار؛ بدليل أن تلك الهموم والمشاكل قد زادت تعقيداً طيلة فترة انعقاد مؤتمر الحوار الذي برز إلى حيز الوجود منفصلاً تماماً عن الواقع الملموس وذلك بالنظر لما تمر به اليمن من تدهور في أوضاعها العامة و اتساع ملحوظ في نطاق الاختلالات الأمنية, كذلك الاضطرابات السياسية والأزمة الاقتصادية, فضلاً عن حالة الحروب الداخلية وأعمال التفجيرات المختلفة والقتل اليومي الذي طال المئات من المواطنين؛ أكان ذلك بالمحافظات الشمالية أو الجنوبية. وقد كان ذلك الحوار في بدايته الأولى قد تزامن مع الحرب الأولى في دماج عند تدشينه لتعود تلك الحرب والتهجير عاقبة لاختتام جدول أعمال الحوار وكأن وطفيته الأساسية منذ افتتاحه وحتى اللحظة الراهنة إحياء المشكلات وتغدية النزاعات في ظل انعدام الحلول والمعالجات.. كان ذلك و ما يزال تحت يافطة المكونات المصطلح الذي جاءت به الأممالمتحدة إلى اليمن وصار لغة التداول السياسي بالوسائل الإعلامية ولدى المتحاورين, إضافة إلى مصطلح المخرجات حتى أن احدهم في فريق القضية الجنوبية أكد أنه غير مستعد أن يسلم مخرجات الحوار إلى البرلمان وإنما لمجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اجتماعاً في 28 يناير الجاري لإقرار مخرجات الحوار ووثيقة الضمانات لكي تدخل اليمن مرحلة جديدة من الصراعات الحقيقية, تأكيداً على أن المخرجات الواقعية للحوار تتناقض مع المخرجات النظرية, مما يعني أن نذرُ الحرب من مخرجات الحوار لما ستشهده الحالة اليمنية من توترات سياسية أشد مما كانت عليه في بداية ذلك الحوار لتكون أوسع وأشمل تجسيداً للمخرجات الواقعية التي تعكس أزمة اليمن في الحالة الراهنة, لأن الحوار بحد ذاته وفقاً للأجندة الدولية ليس إلا وسيلة لتفجير الصرعات وتعميق المشكلات ومؤشرات ذلك واضحة للعيان وهو ما يظهر أن اليمن مُقدمة على صراعات حقيقية بدأت معالمها مع حلول العام الجديد 2014من خلال نذر الحرب القائمة حالياً على امتداد ساحة الوطن والتي تبدو على صلة وثيقة بالمخرجات الناجمة عن مؤتمر الحوار الذي جرى تحت إدارة وتوجيه وإشراف الرعاة الإقليميين والدوليين إلى درجة صارت معها اليمن حاضراً بلا قيادة لا بالدولة ولا بالحكومة ولا بالمعارضة وإنما القوى الدولية هي من يقود اليمن إلى مزيد من الصراعات السياسية والحروب الداخلية, حتى أن تلك القوى تسمي ما تشهده اليمن من صراعات بأنها مخرجات الحوار سخرية باليمن واليمنيين حيث يبدو العام الجاري أسوأ من العام الماضي.