هكذا يبدو واضحا الدور الضعيف للمبعوث الأممي إلى اليمن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومن قبلها ما قدمه سابقه المغربي جمال بنعمر. وعلى الرغم من معايشة ولد الشيخ للأوضاع اليمنية مسبقاً ومعرفته الجيدة بالحالة الأنسانية، كونه عُين منسقاً لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في اليمن ما بين العامين (2012 وحتى 2014م). ولكن الأيدي المكتفة للأمم المتحدة والخاضعة للمشاريع الكبرى تؤكد أن هذه المؤسسة تلعب دوراً خطيراً وتزدهر خلال أوضاع الحروب والمجاعات فقط، دون أن يتم تطبيق أي قرار من قراراتها السابقة واللاحقة. خلال الأيام الماضية عاود ولد الشيخ للتحرك ليبدأ رحلته للعام الثالث على التوالي من مسقط ويتجه إلى طهران، ولكن الوجه الثالثة تثير الشكوك فعلياً. يزور ولد الشيخ "ابوظبي" المشاركة ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، في إطار جولته لشرح خارطة الطريق وخطة الحل بين الأطراف اليمنية. ويأتي ذلك قبل أن يزور حتى المعنين بالصراع في صنعاء أو المتواجدين في الرياض أو حتى في عدن ، ليضع ذلك في مخيلة المتابع للشأن اليمني الكثير من الأسئلة . ولكن وقبل ذلك نعود بذاكرتنا إلى الوراء قليلاً وهذه المرة سنتحدث عن ليبيا التي تعايش أوضاعاً مقاربة لما يمر به اليمن حالياً، بحذافيرها . "كان ينبغي أن تكون الأممالمتحدة هي الحل في ليبيا، إلا أنها هي المشكلة" . بهذه الجملة والعنوان البارز لصحيفة "الغارديان" البريطانية نشرت فضائح ومراسلات المبعوث الأممي إلى ليبيا، ووزير الخارجية الأسباني الأسبق "برنارد ليون" مع دولة الأمارات العربية المتحدة في العام (2015م). (ليون) الذي كان يستأذن الأمارات في كافة التعيينات والقرارات وأيضا جولات الحوار بين الأطراف الليبية تم مكافئته بتعيينه مديرا للأكاديمية الدبلوماسية فى الإمارات وبمبلغ يربو عن (30 ألف دولار/شهريا). وعلى الرغم من التورط الواضح والصريح ووجود الأدلة أن الاممالمتحدة ذهبت إلى تغيير مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة دون ملاحقته قانونياً أو حتى مسألته أو محاسبته ومعاقبته. فلماذا يذهب "ولدالشيخ" إلى أبوظبي، وهل هو استدعاء أخر..؟! ولماذا هذه المرة بعد زيارة طهران مباشرة ألم يكن من الأولى به أن يبدأ سريعاً بالأتجاه نحو الرياض أم أن هناك مخططا يحتم لقائه مع وزير الخارجية الأماراتي "عبدالله بن زايد آل نهيان"..؟! أسئلة قد لا نجد لها إجابات حالياً وقد تكشف لاحقاً ، لكن المؤكد أن الامارات استطاعت تسخير كافة جهودها وأموالها لشراء الجميع، مسلحين وقيادات وسياسيين وإعلاميين ورأي عام دولي، والآن تتجاوز كل شيء وتصل إلى أروقة الولاياتالمتحدة. أخيراً هل يبحث ولد الشيخ عن مقعد تدريسي ضمن اكاديمية الدبلوماسيين إلى جانب (توني بلير)، و(برنارد ليون) وقائمة طويلة من الأسماء ..؟! │المصدر - الخبر