تزايدت خلال الفترة الأخيرة وتيرة اختطاف الرعايا الأجانب في اليمن. وفي حين تُعيدها السلطات اليمنية إلى أعمال إجرامية تهدف إلى الابتزاز المالي، فإنّ الكثير منها تهدف إلى تحقيق مكاسب أمنية وسياسية. وأكّد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، الثلاثاء، إن دفع فدى مالية إلى خاطفي الأجانب في اليمن شجّع على زيادة عمليات الخطف. وقال القربي خلال لقائه جمعه أمس بعدد من سفراء الدول الأوروبية باليمن، إنّ «دفع فدى مالية للخاطفين أمر شجع مثل هذه الأعمال الإجرامية»، مُعبّرا عن أسفه لعمليتي خطف مواطنين ألماني وبريطاني مؤخراً. واعتبر تلك الأعمال «إساءة لليمن وما عرف عن شعبها من تعامل إيجابي مع الآخر، بالإضافة إلى إضرارها بمصالح اليمن». كما ناشد السفراء الأوروبيين استمرار دعم بلادهم لجهود اليمن في مكافحة «الإرهاب»، بما يسهم في مواجهة مثل هذه التحديات، مؤكداً أن السلطات لن تتساهل مع الخاطفين، على حدّ قوله. وعلى الطرف النقيض من هذا الخطاب، طالب أحد الخاطفين، أمس الثلاثاء، السلطات اليمنية بإطلاق اثنين من أقاربه المسجونين لديها مقابل إطلاق سراح رهينته الألماني رودريجر شفيدت (63 عاما). وقال الخاطف اليمني ناصر حريقدان، في مكالمة هاتفية لوكالة «الأناضول»، إنّ الرهينة الألماني «بصحة جيّدة.. أسكناه في مكان 5 نجوم.. لن نطلق سراحه قبل إطلاق سراح أقاربنا». وأفاد حريقدان أنّ هناك فعلا وساطات تحاول التدخل بينهم وبين السلطات لإطلاق سراح شفيدت، لكنه شدّد «لا يوجد أي حلّ ولا أيّ كلام مع السلطات قبل تسليم أقاربي المعتقلين في السجون، والسلطات هي التي اضطرتنا لطريق لا نريدها، والآن التفتوا إلى مطالبنا»، مضيف قوله «لا أرحّب بأيّ مفاوضات، وعندما يكون أقاربي موجودين عندي، سنبدأ بالتفاوض مع السلطات، لكن حاليا لا نقبل أيّ من هذا». وحول إذا ما كانت لهم مطالب أخرى، كفدية مالية أو غيرها قال «بنتخابر (سنتحدث لاحقا بهذا الشأن) لكننا لن نخسر شيئا، وكل ما خسرناه سنطالب به، ويكفينا ما تعرّض له أبناؤنا من سجن». وعلى صعيد متّصل، قام عضو مجلس محلي في محافظة مأرب شرقي اليمن، أمس الأوّل، باختطاف مسؤول حكومي، في المنطقة. وذكر مصدر أمني أن «ذياب محمد ذياب عضو المجلس المحلي في مديرية حريب بمحافظة مأرب قام باختطاف سعيد محمد عبدالقادر مدير المالية بالمديرية ذاتها»، موضحا أنّ خلافات مالية بين الطرفين دفعت ذياب إلى اختطاف عبد القادر واقتياده إلى جهة مجهولة .