أصبحنا نسمع عن العديد من المواقع الالكترونية التي تهدف الى الجمع بين الازواج من خلال تعبئة طلب زواج بالمواصفات الخاصة بمقدم الطلب بالاضافة الى مواصفات فارس الاحلام أو فارسة الاحلام. بعضهم يعتقد ان تلك المواقع وهمية ومجرد تسلية لبعض الاشخاص ووسيلة للكسب المادي الا ان بعضها في الحقيقة يعمل جديا على الجمع بين الازواج من خلال مطابقة المواصفات المطلوبة للمتقدمين لها، وبعد مطابقة المواصفات يتم اختيار الزوجين وارسال بياناتهم الى بعضهم بعضا مع صورة شخصية للموافقة او عدم الموافقة على اجراء المقابلة الشخصية بينهما. من المحتمل ان يقول بعضهم "ليش كل هالغلبة"، فالفتيات والفتيان العزاب "ماليين البلد"، فلماذا يتوجهون الى تلك الطريقة البعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد، فكانت الاجابة ان هؤلاء الشباب والشابات المتوجهين الى ذلك النوع من المواقع يفضلون اختيار شريك الحياة دون تلك المقدمات الروتينية التي من الممكن أن ترفض أو ان لا تتم. يعتبرون تلك الوسيلة اكثر استقلالية لاخذ القرار دون مشاركة احد فيها، وفي حال توافق الزوجان يكملان اجراءات الزواج بحضور الاهل والاصدقاء، وهناك من يعتبر ان تلك المواقع توفر فرصة التعرف إلى اشخاص من خارج البلد المقيم فيه مما يوسع الخيارات لهم. اخرون يجدون في تلك المواقع "مهزلة" وبعدا عن الدين والعادات والتقاليد، فلا يجوز ان يتم التعرف بين الازواج بهذه الطريقة المهينة بوجهة نظرهم، وفيها انتهاك كبير للخصوصية وعرض الشباب والشابات لانفسهم من خلال تلك المواقع امر لا يجوز القبول به نهائيا. موضوع الزواج امر مهم ويجب ان يؤخذ بجدية عالية، فإنه ومن خلال الإنترنت، أو كما يطلق عليه "الزواج على الطريقة العنكبوتية" لن يكون الأمر بهذه الجدية، ولن تحصل على كل المعلومات التي تطلبها، ولن تعرف الطرف الآخر بصورة مناسبة تصلح لقرار الزواج، نعم يكون هناك فترة خطوبة، ولكن أسلوب التعارف من البداية غير سليم، وذلك بشهادة كثيرين من الذين جربوا مثل هذه المواقع. من جهتها تقول الثلاثينية رغد ان تلك المواقع لها ايجابيات اكثر من السلبيات حيث توفر فرصة الالتقاء بشريك الحياة في حال كانت الظروف المحيطة غير مساعدة على ذلك. وتضيف انها مستعدة ان تجرب الزواج من خلال تلك المواقع، فقد وصلت الى عمر لا يتيح لها "التدلل" في موضوع الزواج. وقليل من الشبان يقبلون بالزواج من امراة ثلاثينية، فمن الممكن أن تجد شريك حياتها من خلال تلك المواقع ودون ان تتعرض للرفض. أما العشريني فايز فقابل تلك الفكرة بكل رفض، واعتبر ان من يحاول ان يتزوج بتلك الطريقة شخص غير متزن وعليه ان يعيد التفكير بالامر. الموضوع قسمة ونصيب حسب فايز، فلا يجوز أن يقوم الشباب والشابات بعرض انفسهم بتلك الطريقة من اجل ايجاد شريك الحياة، فتلك الطريقة تقلل من احترامهم لبعضهم بعضا مستقبلا، ولن يستمر الزواج ان حصل. الاربعيني غالب اشار الى ان الكثير من هذه المواقع لا تتأكد من جدية المتقدمين وصدقهم، ولا تضع شروطا حازمة لضمان عدم التلاعب. وللأسف حسب غالب، كثير من هذه المواقع يهتم بالعدد على حساب الجدية، وقد يحدث بعض اللقاءات الإلكترونية بين الطرفين في البداية، ويبدأ هناك تجاذب وارتباط عاطفي، ولكن بعد اللقاء الفعلي تحدث الصدمة. الثلاثيني مازن يجد في تلك المواقع وسيلة جيدة في ايجاد شريك الحياة، ويقول انه لا ضرر من استخدام تلك المواقع طالما هي لا تتعدى حدود الدين والاخلاق. يضيف مازن بانه لا يجد هناك اي خطإ في ان يقوم الشاب بالبحث عن شريك الحياة من خلال تلك المواقع، فبالنهاية انت الذي تختار في حال وافقت ام لم توافق فما العيب في ذلك؟. توافق الاربعينية ليلى على ما قاله مازن في انها ستوافق على ان تزوج ابنتها من شخص تعرفت إليه من خلال تلك المواقع فلا ضرر ولا عيب في الامر. وتعتقد ليلى ان تلك الوسيلة آمنة ومن الممكن ان توجد علاقة زواج بعيدة عن التقاليد التي تتجه للفشل عادة، لان الشخصين يتعرفان إلى بعضهما بعضا من خلال الموقع قبل ان تصبح الامور جدية ولا يجوز الرجوع فيها. اختصاصيون اجتماعيون ونفسانيون حذروا من تحول بعض المواقع المتخصصة في التزويج مقابل دفع مبلغ مالي، وتقديم معلومات كاملة عن طرفي الزواج، إلى مصائد للإيقاع بالفتيات اللاتي يعانين من تداعيات العنوسة، ليكتشفن لاحقا أنهن وقعن في فخ الابتزاز، مشيرين إلى ان تلك المواقع، عبارة عن عالم مخيف وغامض، قد يقود إلى علاقات غير شرعية.