سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف بالبراميل المتفجرة شمل حي مساكن هنانو في حلب، وبلدة النعيمة في درعا، في وقت تواصل قوات النظام السوري التصعيد العسكري لليوم الثاني على التوالي على القلمون في ريف دمشق، ومنطقة بيرود خاصة. وأفاد قناة "الجزيرة" بأن القصف اليوم تركّز على حي مساكن هنانو خاصة، مشيرة إلى أن عدد البراميل المتفجرة التي تم إسقاطها على الحي بلغ 21 برميلا متفجرا. وأوضحت أن فرق الإنقاذ لم تستطع الدخول إلى الحي لكثافة القصف واستهداف الطائرات لسيارات والتجمعات والطرق الرئيسية. وكان 36 طفلا سوريا قتلوا يوم أمس جراء إلقاء النظام لبراميله المتفجرة التي عمد ولا زال يعمد إلى استخدامها بشكل متواصل على المدنيين في كافة أنحاء سوريا ليرتفع عدد الأطفال السوريين الذين قتلوا بالحرب الدائرة في سوريا منذ نحو ثلاث سنوات أكثر من 11 ألف طفل حسب تقرير أصدرته مجموعة "أوكسفورد للأبحاث" في لندن. وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن أطفالاً سوريين في السنوات الأولى من أعمارهم وقعوا أيضاَ ضحايا الإعدام والتعذيب، غير أن معظم الأطفال قتلوا جراء القنابل أو القذائف في الأحياء التي يقيمون فيها. وسجلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ما يزيد عن 1.1 مليون طفل سوري حول العالم كلاجئين، وما يقرب من 75% من هذا العدد هم دون سن 12. ويشكل الأطفال 52% من إجمالي تعداد اللاجئين السوريين، الذي يتجاوز الآن 2.2 مليون شخص. وتعيش الغالبية في البلدان المجاورة لسوريا، ويستضيف كلٌ من الأردنولبنان معاً أكثر من 60% من إجمالي عدد الأطفال السوريين اللاجئين, وفقا للعربية نت. وفي ريف حلب الشمالي استهدف الطيران المروحي بستة براميل متفجرة بلدة رتْيان، في حين قصف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام البلدة ذاتها بالصواريخ في محاولة لاقتحامها. وفي ريف درعا, قال ناشطون سوريون إن ستة أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء إلقاء قوات النظام براميل متفجرة على بلدة النعيمة. وشمل القصف بالبراميل أيضاً بلدة صيدا في ريف درعا، مسفرا عن سقوط عدد من الجرحى، في حين شهد حي طريق السد في درعا اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي. وقد أكدت مصادر في المعارضة السورية أن قوات النظام تواصل قصف منطقة يبرود القريبة من الحدود اللبنانية، وأن هناك معلومات تشير إلى استخدام الطائرات قنابل عنقودية. وذكر ناشطون أن هذا التصعيد العسكري مستمر لليوم الثاني على التوالي، مشيرين إلى أن المقاتلات الحربية التابعة للنظام شنت غارتين جويتين على أنحاء متفرقة منها المنطقة الصناعية في مدينة يبرود وتلاهما قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ. وأوضحت المصادر ذاتها أن عدد الغارات بلغ ست غارات على بيرود وحدها، لافتة إلى أن قوات النظام ألقت قنابل عنقودية على المدينة بمحيط الكنيسة الجديدة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وإلحاق دمار شامل بالمباني. وقام مُقاتِلو لواء "حمزة أسد الله", باستهداف تجمّعات قوّات الأسد والشبّيحة المُتمركِزة على "تل الخضر" في مدينة "داعل" بريف درعا, بالرشاشات الثقيلة. في حين, دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب الثوّار وقوّات الأسد في عدّة محاور من مدينة "درعا المحطّة" بدرعا, حيث دارت أعنف الاشتباكات في مبنى "الصوامع" وسجن "غرز" بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وأفادت شبكة شام بأن منطقة القلمون تشهد حملة عسكرية كبيرة من قبل قوات النظام وعناصر حزب الله بغية عزلها عن لبنان وإغلاق المنفذ الوحيد عبر الجبال إلى لبنان والذي تشكل فيه مدينة يبرود حجر الزاوية. من جهتها أفادت مسار برس بأن كتائب الثوار قتلت ثلاثة عناصر من قوات نظام الرئيس بشار الأسد أثناء الاشتباكات الجارية بين الطرفين في محيط مدينة يبرود. وفي سياق متصل يستمر وصول اللاجئين السوريين إلى شمال لبنان، وقد قدرت الأممالمتحدة دخول أكثر من أربعمائة عائلة سورية خلال اليومين الماضيين معظمهم من بلدة السحل الواقعة بين النبك ويبرود والتي تتعرض لقصف مستمر من القوات النظامية. وفي حمص قالت شبكة شام إن قوات النظام شنت غارات جوية وقصفت براجمات الصواريخ مدينة قلعة الحصن وقرية الزارة بريف حمص، وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام قرية الزارة. من جهتها تحدثت مسار برس عن سقوط قتلى وجرحى في قرية الزارة جراء استهدافها بالبراميل المتفجرة منذ ساعات صباح الخميس. على صعيد مواز أفاد مركز حماة الإعلامي بقصف قوات النظام بالصواريخ العنقودية أحياء مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، مشيرا إلى أن الطيران الحربي شن غارات على المنطقة الواقعة بين لحايا وصوران بريف حماة أيضا. في المقابل استهدف الثوار رتلاً كبيراً لقوات النظام مما أسفر عن مقتل عدد من جنوده وتدمير دبابة له وسط قصف مدفعي على لحايا، وذلك في وقت يشهد غربي مدينة صوران اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام. وكان مركز حماة الإعلامي قد تحدث عن سيطرة كتائب المعارضة في ساعات الصباح الأولى على حاجز الغربال بصوران في ريف حماة الشمالي عقب اشتباكات وصفت بالعنيفة مع قوات النظام. وشهدت المنطقة الواقعة بين بلدتي مورك وصوران على الطريق الدولي -الذي يربط حماة بحلب- اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة التي صدت رتلا عسكريا، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية. إلى ذلك كشف محافظ حمص طلال البرازي عن تمديد وقف إطلاق النار في المدينة لمدة ثلاثة أيام أخرى بداية من اليوم الخميس، وهو ما سيسمح بمواصلة إجلاء المحاصرين من حمص القديمة وإدخال المساعدات إليها. وقال البرازي لرويترز إنه تم إجلاء 1400 شخص منذ يوم الجمعة الماضي حين بدأ سريان وقف إطلاق النار برعاية من الأممالمتحدة، وأوضح أن 220 شخصا من بين الذين تم إجلاؤهم لا يزالون ينتظرون تسوية وضعيتهم، مؤكدا أن 70 شخصا تمت تسوية وضعيتهم اليوم. وتسمح السلطات للنساء والأطفال بحرية المغادرة، في حين يخضع الرجال بين سن 15 و55 عاما لتدقيق قوات الأمن لأنها تعتبرهم في سن القتال. من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إدغار فاسكيز إن الحكومة السورية تعهدت بإطلاق سراح الرجال بعد فحص أوضاعهم، وقال في بيان نشر مساء أمس "بالنظر للتصرفات السابقة للنظام لا يمكن للمجتمع الدولي أن يأخذ ذلك كأمر مسلم به وينبغي متابعة مصير هؤلاء الرجال". وتحدث عن مواصلة النظام احتجاز عدد كبير من المعتقلين "في ظروف مروعة". وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت في وقت سابق أنها أدخلت مساعدات إنسانية إلى حمص القديمة تكفي لألف شخص مدة شهر، وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي إن مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين تنتظر مع شركائها استقبال المواطنين الذين يجري إجلاؤهم من حمص عند نقطة الاستقبال على أطراف المدينة القديمة. وأوضح نسيركي أنه تم تخصيص مركز في منطقة الوعر من قبل السلطات السورية كمكان يتجه إليه الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بغرض الإيواء إذا ما اختاروا القيام بذلك. وقال إن مائتين فقط اختاروا الذهاب إلى هناك، في حين طلب الباقون أن يتم نقلهم إلى ضواحي حمص حيث لديهم صلات، أو قد يشعرون بأنهم أكثر أمناً. وفيما يتعلق بالمدرسة التي يجري فيها استجواب الرجال، قال نسيركي إن وكالة اللاجئين تتمتع بوجود منتظم فيها إلى جانب موظفين من منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) وصندوق الأممالمتحدة للسكان. يذكر أن عمليات الإجلاء بدأت بعد ظهر الجمعة الماضي بعد أن توصل محافظ حمص الخميس إلى اتفاق مع الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو يسمح بخروج المدنيين من المدينة القديمة وإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين الذين اختاروا البقاء داخلها.