أعادت وفاة داعية إسلامي بارز من أقلية الإيغور في سجون الصين، الجدل في العالم العربي حول الانتهاكات التي تمارسها سلطات بكين بحق اقلية الايغور المسلمة ، حيث نعاه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مشيدا بمكانته العلمية والدينية البارزة. وأعلن اتحاد علماء تركستان الشرقية "استشهاد محمد أمين جان دامولام في زنزانته الانفرادية في أحد السجون الصينية"، مشيرا إلى أنه "كان من العلماء القلائل الذين كرسوا حياتهم للتعليم والتربية وكان مدرسا في العلوم الإسلامية في بلادنا الحبيبة تركستان الشرقية، كان له مكانة خاصة في قلوب المسلمين الإيغور". وأدان الاتحاد بشدة "جريمة قتل الشهيد محمد أمين جان دامولام في السجن، والجرائم التي ارتكبها المعتدون الصينيون بحق شعب الإيجور". ودوّن مرصد الأقليات المسلمة، وهو مختص بنقل أخبار أقلية الإيجور: "استشهاد محمد أمين يونس في سجون الصين الشيوعية الإرهابية عن عمر 56 سنة، كان من كبار علماء تركستان الشرقية المحتلة، كان ورعا مجتهدا فقيها حاملا للكتب الستة، وهو آخر عالم من سلسلة من العلماء والحفاظ والأئمة، قتلتهم الصين بهدف محو الإسلام من ذاكرة شعب الإيجور، وإنا لله وإنا إليه راجعون". كما نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، "دامولام"، معتبرا أنه "كان رجلًا ذا موهبة علمية وأخلاق عالية، وذا اطلاع واسع لما يجري في العالم، وكان دائمًا يجتمع مع العلماء الآخرين ويطلعهم على الفتاوى والقضايا الجديدة بالعالم الإسلامي. وفي سياق متصل شهدت ، مدينة إسطنبول التركية، الإثنين، مسيرة احتجاجية للتنديد بانتهاكات الصين ضد مسلمي الأويغور في إقليم تركستان الشرقية. وهدفت المسيرة التي نظمها الأويغور المقيمون بإسطنبول، للفت انتباه العالم للظروف والمعاناة التي يعيشها أقاربهم في الصين. وأوضح ميرزا إلياس أوغلو أحد منظمي المسيرة للأناضول، أنهم اجتمعوا في ساحة بيازيد، مقيدي الأيدي والأرجل بالسلاسل الحديدية للفت الانتباه إلى ظروف الأويغور في الصين، رافعين صور أقاربهم المعتقلين لدى السلطات الصينية. وأضاف أن ممارسات الصين بحق الأويغور تتعارض مع القانون الدولي، مشيرا أن السجناء في معسكرات الاعتقال الصينية يتعرضون لظروف اعتقال وحشية بحجة توفير التدريب المهني لهم، كما تدعي الصين. وذكر أن الأويغور الذين عادوا إلى بلادهم عام 2017، تعرضوا للاعتقال التعسفي بمجرد نزولهم للمطار، مؤكدا أنهم لم يعد يجرؤون على العودة إلى بلدهم وزيارة ذويهم. وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة". ونشرت بكين قواتا من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية و"الأويغور"، لا سيما في مدن أورومتشي، وكاشغر، وختن، وطورفان، التي يشكل الأويغور غالبية سكانها. وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا كشف وثائق حكومية صينية مسربة احتوت تفاصيل قمع بكين لمليون مسلم من "الأويغور"، ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال إقليم تركستان الشرقية.