قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده نفذت كل ما تعهدت به بشأن ضمان مشاركة الحكومة السورية في مؤتمر "جنيف-2″ حول سوريا، مؤكداً أن موسكو لن تمرر أي قرار في مجلس الأمن يؤدي للتدخّل في سوريا بذرائع إنسانية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإريتري عثمان صالح في موسكو إن "روسيا نفذت كل ما تعهدت به بشأن ضمان مشاركة الحكومة السورية في ‘جنيف- 2′ "، مضيفاً أن "الجميع يقر بأن بيان جنيف يجب أن يكون قاعدة لا بديل عنها للتسوية السورية". وأشار إلى روسيا تدعو "واشنطن دائما إلى التعامل بشكل مباشر مع دمشق". ولفت لافروف إلى وجود "محاولات متعمدة لتحميل السلطات السورية جرائم وحشية عبر الأكاذيب والتلاعب بالوقائع". وشدد على أن روسيا لن تمرر عبر مجلس الأمن الدولي أي قرار يؤدي إلى التدخل في سوريا بذرائع إنسانية، وقال إن "الأطراف التي تزود المعارضة بالسلاح قادرة على توريد مواد إنسانية أيضاً". وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن عدداً من المعارضين في سوريا يشكلون هيئة معارضة جديدة تسعى للمشاركة في المفاوضات، معتبراً أن الائتلاف السوري المعارض يمثّل جزءاً بسيطاً من المعارضة السورية وليس كلّها. من جانب آخر قال لافروف إن الغرب ربما يعمل على خلق هيكل جديد للمعارضة في سوريا ليحل محل الائتلاف الوطني السوري ويدفع مرة أخرى باتجاه الحل العسكري لإنهاء الصراع الدائر منذ ثلاث سنوات. وقال لافروف إن القوى الغربية ربما تحاول تشكيل هيكل جديد للمعارضة مع جماعات تركت الائتلاف. وقال لافروف كذلك إن الغرب أصبح مرة أخرى يفضل التدخل العسكري. وتابع "بمعنى آخر..يختارون ترك مسار محادثات السلام ومرة أخرى يفضلون الخيار العسكري على أمل أن يحصلوا على تأييد قوي من الخارج كما كان الحال في ليبيا." وقال لافروف أيضا إن روسيا لن تسمح لمجلس الأمن الدولي بتمرير قرار يسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول سوريا دون موافقة السلطات في دمشق. وأضاف "بعض أعضاء مجلس الأمن يرغبون أن يتضمن هذا القرار طلبا يسمح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية دون موافقة السلطة المركزية. وهذا يتعارض بشكل مباشر مع القانون الإنساني الدولي ومع الأعراف التي توافق عليها الأممالمتحدة فيما يتعلق بالعمليات الإنسانية. ولن يخلق مجلس الأمن سابقة من هذا النوع." ويناقش مجلس الأمن مسودة قانون بشأن سوريا منذ شهور. وحثت الأممالمتحدة مجلس الأمن كذلك على العمل لتحسين حرية دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا قائلة أن نحو 9.3 مليون سوري أو نحو نصف السكان يحتاجون لهذه المساعدات. إلى ذلك دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، ميخائيل مارغيلوف، إلى عدم التسرع بالحكم بالفشل على المؤتمر الدولي جنيف 2 الخاص بالأزمة السورية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مارغيلوف قوله "آمل فقط أن يعطى تحليل متفائل لمؤتمر جنيف 2″، مضيفاً أن هذا أمر فيه منطق، فالجانبان في حالة حرب أهلية، الأمر الذي لا يشجع على التفاوض. وقال مارغيلوف إن المعارضة من جانبها تطالب بمناقشة مسألة الحكومة الانتقالية، وهي تقصد بذلك استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد ووزراءه.