احتشد الآلاف من ثوار العاصمة صنعاء في ساحة 11 فبراير (الستين سابقاً) في جمعة "ثورتنا مستمرة ولا عودة للماضي" لأداء صلاة الجمعة والتأكيد على المضي في الثورة حتى تحقيق أهدافها. وكان خطيب الجمعة عبد السلام الخديري قد تحدث من على منبر ساحة "11فبراير" عن ملامح التصعيد الثوري الجديد في موجته الراهنة حسب مقتضيات ظروف المرحلة الراهنة. وأكد الخديري في خطبته أن الشعب اليمني يغفوا لكنه لا ينام ولن يفرط في حلمه ومستقبله، وأن التضحيات الجسيمة التي قدمها اليمنيين في الحاضر والماضي لا بد أن تثمر أمناً واستقراراً. وخاطب الخديري كل الثوار في انحاء الجمهورية قائلاً" أيها الثوار لا نزلوا من جبل الثورة ولو رأيتمونا تتخطفنا الطير؛ حتى تحقيق أهدافكم " ، ومؤكداً أن شعلة التغيير مستمرة حتى "تتحول الثورة إلى دولة يسود فيها النظام والقانون". وأشار الخديري في خطبته من على منبر الثورة أن التحالف الواضح بين "المخلوع صالح وبين الحوثيين" هو تحالف إنتقامي من شباب الثورة ومشروع الدولة. وقال مخاطباً لهم "لسنا غافلين عن مخططاتكم ولا عن لقاءاتكم في الضاحية الجنوبية والنجف وبيروت ودبي وصنعاء" مشيراً إلى أن سفينة الثورة مستمرة في السير رغم الأمواج المتلاطمة. وحذر من كان مع الثورة من التراجع والالتفاف عن مشروع ثورة الحادي عشر من فبراير قائلاً لهم "لا تكونوا مثل ابن نوح حين قال أن سيأوي إلى جبل يعصمه من الماء، نناديكم أن اركبوا معنا في سفينة 11 فبراير فإنها سفينة النجاة ومن نزل عنها فسيخسر نفسه، أما الثورة فستنجو" وخاطب الرئيس هادي بسرعة سحب السلاح الثقيل عن المليشيات المسلحة التي تستمرئ القتل وافتعال الأزمات والحروب، واستعادة السلاح المنهوب من المعسكرات من كل الأطراف، مؤكداً أن الجيش هو وحده صمام أمان البلاد وحاميها وهو من يجب أن يمتلك السلاح وحده. ودعا الخطيب رئيس الجمهورية ببذل مزيد من الرعاية للجنود واعتماد شهداء الجيش ضمن شهداء الثورة ورعاية اسرهم كونهم يبذلون أرواحهم في الدفاع عن الدولة وحماية مشروع ثورة 11 فبراير المجيدة. وقال الخديري مخاطباً الرئيس هادي " ونحن اليوم في ذكرى 21 فبراير يوم خرجت الملايين إلى صناديق الاقتراع لتسليمك قيادة البلاد، نأسف أن تكون 95% من قراراتك كانت لأشخاص محسوبين على من يحاولون إجهاض مشروعنا نحن وإياك" ، وطالب هادي باتخاذ خطوات ملموسة وإجراء تغيير يلمسه المواطنين "فاليمن ليست الستين فحسب، حاول أن تسمع أنين المواطنين وشكاواهم من الفساد في المديريات والمحافظات". ومضى في توجيه خطابه للرئيس هادي" أيها الرئيس مسنا الضر الفاسدين وآذانا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، فاجعل بيننا وبين فاسدي يأجوج ومأجوج سدأ وأنقذنا من فسادهم نكن لك ظهيراً منيعاً". وحيا الخديري خطيب الجمعة كل الثوار والثائرات الذين خرجوا إلى الساحات بنشاط وحماس منقطع النظير وكأنهم في فبراير 2011م وعاهد الشهداء والجرحى على مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها وهزم خصومها الذين تحالفوا في مشروع الثورة المضادة. وأثنى الخديري على حضور المرأة ودورها في الثورة "والتي نقشت بنان أيديها بلون العلم وشعارات الثورة فعهداً لها أن لا نلين ولا ننكسر حتى نبني الدولة". وكان الثوار قد هتفوا لبناء اليمن الجديد بعد الصلاة وأكدوا أنهم بعزيمتهم منتصرون وأن مسيرة الثورة مستمرة ومتصاعدة ولا يمكن العودة إلى الماضي القريب أو البعيد حتى يعود اللبن إلى الضرع، حسب هتافاتهم. وعلى ذات الصعيد طالبت الثائرة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام في خطابها الى جموع الثائرين المشاركين في صلاة الجمعة بساحة الحرية بتعز بسرعة تحرك الدولة وتنفيذ واجبها بسحب جميع الاسلحة الثقيلة التي تطوق بها المليشيات المسلحة اطراف المدن اليمنية وبسط سيطرة الدولة . وهتفت كرمان مخاطبة احرار وثوار تعز بعدد من العبارات الثورية ابرزها ( صامد انا في ثورتي ،، صامد وعزمي من حديد ،، عهدا على درب الشهيد حتى نحقق ما نريد ،، اهداف الثورة السلمية اهداف الدولة المدنية ،، شعب يمني واحد ،، هذا شعب لا يقهر ". كما اشارت توكل كرمان الى ان اليمنيين قد صبروا طوال الفترة الماضية بدون ان تقهرهم اساليب الاستبداد مشيرة الى ان مدينة تعز كان لها الحظ الاكبر من ذلك واستمرار خروجهم واصرارهم على الخروج وتحقيق اهداف الثورة دليل على عظمة نضالات الشعب اليمني . وتابعت كرمان تأكيدها خلال هذا اليوم والتي تواصل الجماهير خروجها الى ساحات وميادين الحرية والتغيير على ضرورة استكمال أهداف الثورة " تحت شعار الشعب يريد اسقاط الفساد وبسط سيطرة الدولة ونفوذها ". وفي سياق متصل جددت كرمان دعوتها الى انجاز حزمة المطالب الأولية التي كان قد اعلن عنها شباب الثورة عشية الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير، ومن ابرز تلك المطالب الغاء اتفاقيات الغاز والنفط الفاسدة والمجحفة واصدار قانون استرداد الاموال والممتلكات العامة المنهوبة، وسحب الاسلحة من المليشيات المسلحة، واكمال هيكلة الجيش والأمن, اضافة الى تغيير قانون مكافحة الفساد وقانون الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، بما يكفل انسجامهما مع المعايير الدولية مكافحة الفساد. وكانت توكل كرمان قد شاركت منذ مطلع الاسبوع في سلسلة من المهرجانات والاحتفالات الثورية التي نضمها مجلس شباب الثورة في عدد من محافظات الجمهورية ومن ضمنها مشاركتها وزيراتها الى تعز . كما احتشد المئات من شباب الثورة في مدينة دمت بمحافظة الضالع بجمعة "ثورتنا مستمرة ولا عودة للماضي " بساحة الحرية بالمدينة أكدوا استمرار الفعل الثوري واستكمال أهداف الثورة وحماية مكتسبات الثورة ومحاربة الفساد والفاسدين وعقب الانتهاء من صلاة الجمعة خرج الثوار في مسيرة حاشدة جابت الشارع العام رددت شعارات وهتافات جددت العهد لدماء الشهداء والجرحى ومواصلة السير في طريق الثورة السلمية حتى تحقيق بقية الأهداف وفي مدمتها استعادة الأموال المنهوبة من خزينة الدولة والقضاء على الفساد . وقال خطيب الجمعة محمد عبده حاتم أن ما تحقق من أهداف الثورة هو القضاء على حلم التوريث والنظام الأسري والهدف الثاني هيكلة الأمن والجيش وإن كان هذا المنجز لم يتم تحقيقه على الوجه المطلوب ولم تستكمل عملية الهيكلة بعد ، فإننا ومن هذا المكان نطالب الرئيس هادي باستكمال الهيكلة وتطهير الجهاز الاداري للدولة من الفاسدين وناهبي المال العام . وقال خطيب ساحة الحرية بدمت : إذا كانت ثورتا سبتمبر وأكتوبر تمثلا ثورتا الحرية بلا خلاف ، فإن ثورة ال11 فبراير هي ثورة الكرامة بامتياز وبلا منازل ، وإذا كانت ثورة سبتمبر هي ثورة النخبة فإن ثورة فبراير هي ثورة كل فئات الشعب المختلفة ثورتكم أيها الجماهير وهي ثورة الارادة الجماعية التي سلبت من الشعب. ودعا حاتم شباب الثورة إلى شد العزم على نجاح ثورتهم وانجاز مهاهم وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم والمضي في طريق الثورة السلمية ، لقد قطعتم شوطا كبيرا وحققتم نصرا مؤزرا ، مؤكدا أن ما تحقق لهم من أهداف لم يكن إلا بقوة العزيمة الجبارة التي تحلوا بها ، فواصلوا السير والمضي بذات النهج حتى تضمنوا تحقيق كامل الأهداف وتطلعات اليمنيين . وقال حاتم إن النجاح الذي تحقق للشعب اليمني في مؤتمر الحوار الوطني وما اسفر عنه من مخرجات برغم استماتة بعض القوى على افشاله يؤكد قدرة اليمنيين على حل مشاكلهم بأنفسهم . وقال إن الشعب اليمني وإن كان قد صبر على سياسية التجويع ونهب خيراته وثرواته خلال الفترة الماضية ؛ لكنه لن يصمت على سياسية التركيع وانتزاع حريته مهما كلفه من ثمن .