"القرم" شبه جزيرة تابعة لجمھورية أوكرانیا وتعني كلمة القرم (القلعة) بلغة التتار وهم قبائل من الترك سكنوا المنطقة قرونا. وقد خضعت القرم لحكم الخلافة العثمانیة ودخلھا الإسلام وانتشر فیھا سريعا منذ بداية القرن السادس عشر وصارت ولاية إسلامیة تابعة لھا عاصمتھا "بخش السرايا". حكمھا المسلمون قروناً حتى جاء الشیوعیون الروس . تتمتع القرم بموقع استراتیجي مھم وفیھا ثروات طبیعیة (بترول، غاز، فحم، معادن...) وثروات زراعیة وأفضل المشافي العلاجیة!! كانت موسكو تدفع (الجزية) للمسلمین الذين يحكمون شبه جزيرة القرم، وذلك لعدة قرون حتى ضعفت الخلافة الإسلامیة (العثمانیة) في الربع الأخیر من القرن الثامن عشر المیلادي. بعدها نجح الروس في الاستیلاء على شبه جزيرة القرم ولا تسأل عن ما فعلوه من ذبح وتدمیر! عندما دخل الروس القرم مارسوا أبشع أنواع القتل والتعذيب في المسلمین وقتلوا 350 ألفاً في عام واحد. وهرب أكثر من ملیون!! مارست روسیا شتى أنواع القھر والتعذيب ضد المسلمین في القرم وصادرت الأراضي وحولت المساجد وكان الناس يفتنون في دينھم!! ففي بدايات القرن العشرين عاد الكثیر من المسلمین وحاولوا استرجاع قوتھم وأعلنوا عن حكومة لھم لكن الشیوعیین قتلوهم شر قتلة. أراد (ستالین) إنشاء كیان يھودي في القرم عام 1928 فثار المسلمون بقیادة أئمة المساجد والمثقفین فأعدم 3500 منھم!! تناقص عدد المسلمین (التتار) من عدة ملايین عام 1883 إلى 850 ألفاً عام ! 1941 في الحرب العالمیة الثانیة اتھم (ستالین) المسلمین في القرم بتعاونھم مع الألمان بالرغم من تجنید الكثیر من أبنائھم قسراً! تم إعدام الكثیر من المسلمین في القرم بعد الحرب العالمیة الثانیة وتم تھجیر مئات الألوف ممن تبقى منھم، وصاروا أقلیة فیھا. عدد سكانھا الیوم يقارب 2.5 ملیون نسمة وعدد المسلمین فیھا بین 400 إلى 500 ألف فقط وذلك بسبب ما لحقھم من تھجیر وقتل!! المسلمون فیھا الیوم أقلیة مستضعفون فقراء لا حیلة لھم!! يتصارع علیھا الیوم الروس والأمريكان وذلك لأهمیتھا الاستراتیجیة والاقتصادية...مساجد كثیرة ُهدمت... وحول الكثیر إلى استخدامات أخرى المسلمون الآن يعیدون إعمارها .