قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن قرار المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، بسحب سفرائها من قطر، مؤسف ومتسرع. وأكد التميمي في حديث خاص ل «الخبر» أنَّ الأمر لم يكن مفاجئاً، فقد سبق للإمارات أن استدعت السفير القطري لديها للاحتجاج وكان ذلك الإجراء ،برأيه، قد قدم مؤشراً على حالة الاحتقان التي تشهدها العلاقات بين الدول الثلاث من جهة، وبين دولة قطر من جهة أخرى. وقلل من أي تأثير لقرار سحب سفراء الدول الثلاث، وأنه لن يدخل قطر في عزلة، لأن هذا البلد الخليجي الصغير حقق حضوره الدولي من خارج السياق الخليجي والأجندة الإقليمية لدول مجلس التعاون. وأشار إلى أنَّ القرار جاء في سياق صراع المحاور والأجندات والنفوذ الإقليمي، نافياً أن يكون مرتبطاً بتباين المواقف مع قطر، إزاء ما تنظر إليه السعودية والإماراتوالبحرين كمهدد لأمن دول المجلس، كما اتضح من البيان المشترك للدول الثلاث. وقال إنَّ «مصر تشكل سبباً رئيسياً لهذا التطور الدراماتيكي للعلاقات بين الدول الخليجية الأربع، على اعتبار أن السعودية والإمارات كانتا قد وضعتا كل ثقلهما السياسي والمالي لدعم نظام ما بعد مرسي، لكن من الواضح أن النظام المصري بدأ يترنح ويفقد السيطرة بسبب استمرار الاحتجاجات المناهضة للانقلاب». وأوضح أنَّ التغيير المنافي للديمقراطية في مصر، قد جاء في سياق، سياسة المحاور الإقليمية، واستهدف بشكل خاص ما وُصف آنذاك بأنه محور تركيا- مصر – وقطر السني المتشدد، والذي يحضر فيه تنظيم الإخوان المسلمين بقوة. واعتبر التميمي أن ما يجري اليوم يمثل استمراراً لسياسة المحاور تلك ، واصفا موقف الحكومة القطرية من قرار الدول الخليجية الثلاث بالمنضبط والعقلاني والحصيف ، بتأكيده على أن الخلاف لا يتعلق أبداً بالتزامات قطر تجاه أمن دول المجلس والاتفاقيات المتصلة بأمن الدول الخليجية الست. ولفت إلى أنَّ من شأن هذا الموقف العقلاني لدولة قطر أن يضع هذا التطور السياسي في العلاقات الخليجية – الخليجية ضمن حدوده الدنيا من التصعيد ، مستبعداً في الوقت ذاته أن نشهد تصعيداً من جانب قطر فيما يخص قرار سحب السفراء، لأن قطر اختبرت، بحسب رأيه، سبق لها وأن خبرت هذا النوع من المواقف مع دول عربية عدة، كانت قد سحبت سفراءها من الدوحة احتجاجاً على ما تبثه قنوات شبكة الجزيرة. وتوقع التميمي انعكاسات سلبية لهذا القرار على مستقبل مجلس التعاون، إذ من شأنه أن يعمق من شقة الخلافات بين دول المجلس العتيد، وأن يعطل خطوات تطوير المجلس باتجاه مزيد من الإتحاد والإدماج الذي كانت تأمله المملكة العربية السعودية. كما توقع أن «يؤثر هذا التطور السلبي في العلاقات الخليجية – الخليجية على الموقف في سورية، لأن انفراط عقد الدول المساندة للشعب السوري، ينفرط الآن، وسيترك آثاراً سلبية على ثورة الشعب السوري، بعد أن كان هذا الشعب قد تلقى ضربة قاصمة بالانقلاب الذي جرى في مصر في 3 يوليو 2013». وعبر عن ثقته بأن «قطر لن تساوم على سقف الحرية الإعلامية الذي بلغته، واستحقت لأجله مكانتها العالمية المحترمة، كما أنها أيضا لن تقلب ظهر المجن لقوى سياسية أو شخصيات عربية، لاذت بقطر نجاة بحياتها، ووجدت في شبكة الجزيرة الرئة التي تتنفس منها أوكسجين الحرية». واختتم التميمي حديثه ل «الخبر» بالقول : «كعربي أتمنى أن تتراجع حدة الخلافات بين الدول الخليجية الأربع، في أسرع وقت ممكن».