قال وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي إنَّ «مخرجات الحوار الوطني لها نتائج إيجابية، وهى بداية لصياغة دستور جديد في اليمن، الذى سيتم الاستفتاء عليه، ثم تعقبه انتخابات برلمانية ورئاسية وفقا للدستور الجديد». وأكد القربي في حوار مع صحيفة «الأهرام» المصرية أنَّ هناك نوعان من التحديات والمخاطر على اليمن في المراحل القادمة ، مشيراً إلى أنَّ «هناك مخاطر داخلية تتمثل في كيفية تعامل الأحزاب اليمنية بمسئولية في تنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية، وكيف ننجح في تحسين أحوال المواطنين الإقتصادية والمعيشية لأنها تنعكس على الأوضاع العامة في البلد، وكيف نواجه أعمال التخريب والإرهاب». وأردف : «هناك عدة تدخلات خارجية في الشأن اليمنى، منها الإيجابى ومنها السلبى، ولهذا نأمل أن نضع في اليمن مصلحة البلد العليا في المقام الأول، وأن نتجنب المماحكات السياسية التي كادت في السابق أن تؤدى باليمن إلى صراعات وحرب أهلية، لولا أن السياسيين اليمنيين في آخر الأمر احتكموا إلى العقل، ودخلوا في تنفيذ المبادرة الخليجية». وحول قرار السعودية بتصنيف الإخوان والحوثيين في قائمة الإرهاب قال القربي : «أعتقد أن كل دولة تجد مجموعات تهدد أمنها واستقرارها وتقوم بأعمال إرهابية من حقها أن تضعها في قائمة الإرهاب، كما هو الأمر على المستوى الدولي». وفيما يخص قرار مجلس الأمن بوضع اليمن تحت الفصل السابع أكد أنَّ القرار سيكون له تأثير ايجابي ، لافتا إلى أنَّ الجيد في هذا القرار أنه لم يحدد طرفا بعينه كمسئول عن العرقلة، بل حدد مفهوم العرقلة، أن تقوم بأي نشاط سياسي غير ديمقراطي وغير مرخص، وأيضا العنف والإرهاب. وبشأن سحب السفراء من قطر أبدى القربي آسفه لأي توتر في علاقات عربية عربية، منوهاً بأن «دول مجلس التعاون بالنسبة لنا دول شقيقة، ونحن نعتبر أنفسنا جزءا في هذا التجمع الخليجي حتى لو لم نكن فيه أعضاء فيه ، لأن مصيرنا في الجزيرة العربية واحد». واستطرد : «وهذا التوتر الذى حدث، رغم اننا لم نكن نتمناه إطلاقا، لكن أنا أعتقد أنه ربما يتيح الآن الفرصة من جديد لدول الخليج لكى يضبطوا مسار المجلس في ظل التحديات». وأضاف : «نأمل أن يتمكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بحكمته أن يقوم بدور فاعل لترميم هذه الخلافات، وأرجو أن تكون قمة الكويت بداية لنظام عربي جديد نحن بحاجة إليه، والجامعة العربية للأسف الشديد رغم ما حدث فيها من تطور إلا أنها تحتاج الآن إلى مراجعة للعمل العربي المشترك». وحول العلاقات المصرية اليمنية قال إنَّ «مصر هي قلب الأمة العربية، وبالتالي لا يمكن للعالم العربي أن يستقر من المحيط إلى الخليج إلا باستقرار مصر، ويهمنا في اليمن استقرار مصر، وكل ما يحقق التنمية في مصر، لأن مصر قوة اقتصادية وبشرية، وايضا لها المكانة العسكرية في المنطقة، ولهذا أمنها واستقرارها سينعكس علينا جميعا سلبا أو ايجابا. ولفت إلى أن ما حدث في مصر بعد ثورتىي25 يناير أو 30 يونيو هو تلبية لمطالب الشعب المصري ، ولا يجب أن يعترض أحد على ذلك. نص الحوار أتصور أن مخرجات الحوار الوطنى لها نتائج إيجابية، وهى بداية لصياغة دستور جديد فى اليمن، الذى سيتم الاستفتاء عليه، ثم تعقبه إنتخابات برلمانية ورئاسية وفقا للدستور الجديد، وحتى الآن نجحنا فى اجتياز عدة مراحل من المرحلة الإنتقالية بنجاح، منها انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة وفاق والحوار الوطنى الذى تم، ولكن هذا لايعنى أنه لاتوجد تحديات ومخاطر على اليمن فى المراحل القادمة . هى نوعان، المخاطر الداخلية المتمثلة فى كيفية تعامل الأحزاب اليمنية بمسئولية فى تنفيذ ماتبقى من المبادرة الخليجية، وكيف ننجح فى تحسين أحوال المواطنين الإقتصادية والمعيشية لأنها تنعكس على الأوضاع العامة فى البلد، وكيف نواجه أعمال التخريب والإرهاب، وهذه مسئولية وطنية، لكنها أيضا نتيجة الأوضاع فى المنطقة إجمالا، هناك عدة تدخلات خارجية فى الشأن اليمنى، منها الإيجابى ومنها السلبى، ولهذا نأمل أن نضع فى اليمن مصلحة البلد العليا فى المقام الأول، وأن نتجنب المماحكات السياسية التى كادت فى السابق أن تؤدى باليمن إلى صراعات وحرب أهلية، لولا أن السياسيين اليمنيين فى آخر الأمر احتكموا إلى العقل، ودخلوا فى تنفيذ المبادرة الخليجية. هذا التنظيم واضح من إسمه أنه ليس فى اليمن فقط، وإنما فى الجزيرة العربية كلها، وهو أيضا جزء من تنظيم القاعدة الدولى، لكن النجاح الأول فى مكافحة القاعدة والإرهاب يجب أن يكون فى إطار جهد دولى تشارك فيه كل دول المنطقة والمجتمع الدولى، لأنه يحتاج إلى عمل إستخباراتى وإمكانات لوجستية، وهذا البعد الأول، أما البعد الثانى فنحن لدينا فى اليمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، والتى أعدت وسيبدأ تنفيذها قريبا، وهى تحتاج إلى إمكانيات كبيرة والدعم اللوجستى، والقناعة التى وصلنا إليها الآن فى اليمن أن الإرهاب لايمكن القضاء عليه فقط بالقوة المسلحة، ولكن يجب أن يواجه بالفكر والتعبئة وأن يتحمل المجتمع ككل مسئولية مكافحته . أعتقد أن كل دولة تجد مجموعات تهدد أمنها واستقرارها وتقوم باعمال إرهابية من حقها أن تضعها فى قائمة الإرهاب، كماهو الأمر على المستوى الدولى. هؤلاء لهم مطالب سياسية وحقوق يريدون أن توفرها لهم الدولة، لكن طبعا إذا تحول أى من هذه الجماعات إلى العنف الدولة يجب أن تتعامل مع هذا العنف، لأنه لايجب أن تسلم الدولة لأى طرف من الأطراف يريد أن يفرض إرادته بالقوة. هذه الرؤية لها سببان، أولا شعوبنا العربية تفهم الوحدة ببعدها المركزى الشديد، بينما فى حقيقة الأمر أن هذا هو إحدى المشكلات التى تقود أحيانا إلى دعوات الانفصال، أن تحصر هذه الدولة المركزية فى العاصمة فقط، وتنسى الريف والمناطق البعيدة، وهذا فى حد ذاته مهدد للوحدة الوطنية، والحراك الجنوبى فى اليمن نتج من التذمر من المركزية الشديدة، التى شعر أنها سلبتهم الكثير من حقوقهم فى المحافظات الجنوبية، وهذه معالجتها أن تتخلى عن المركزية وتعطى لأبناء الأقاليم المختلفة الحرية فى إدارة شئونهم وحصة من الثروة التى تتنج فى مناطقهم. الحراك الجنوبى مكون من مجموعات عديدة، وأنا أعتقد أن الأقلية هى التى تطالب بفك الإرتباط أو الإنفصال، وحتى هذه المجموعة أعتقد أن الحل لمطالبهم هو أن يخضعوا لإرادة أبناء المحافظات الجنوبية عندما تتم صياغة الدستور ويتم الإستفتاء عليه، لأن أغلبية أبناء المحافظات الجنوبية لايريدون الإنفصال، هم يريدون الشراكة فى الحكم والعدالة فى توزيع الثروة وإدارة شئونهم والدستور الجديد سيحقق كل هذه المطالب، والجميع كان متفقا على مخرجات الحوار الوطنى إلا مجموعة تبلغ 60 عضوا من 280 من ممثلى أبناء الجنوب . أنا مؤمن أن الوحدة الحل لمشاكل اليمن، وبالتالى كل اليمنيين العقلاء يعرفون أن الوحدة هى السبيل لبناء اليمن الجديد. أعتقد انه سيكون له تأثير ايجابى، والجيد فى هذا القرار أنه لم يحدد طرفا بعينه كمسئول عن العرقلة، بل حدد مفهوم العرقلة، أن تقوم بأى نشاط سياسى غير ديمقراطى وغير مرخص، وأيضا العنف والإرهاب . نحن نأسف أولا لأى توتر فى علاقات عربية عربية، ودول مجلس التعاون بالنسبة لنا دول شقيقة، ونحن نعتبر أنفسنا جزءا فى هذا التجمع الخليجى، حتى لو لم نكن فيه أعضاء فيه ، لأن مصيرنا فى الجزيرة العربية واحد، وهذا التوتر الذى حدث، رغم اننا لم نكن نتمناه إطلاقا، لكن أنا أعتقد أنه ربما يتيح الآن الفرصة من جديد لدول الخليج لكى يضبطوا مسار المجلس فى ظل التحديات . أرجو ألا تؤثر، ونأمل أن يتمكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بحكمته أن يقوم بدور فاعل لترميم هذه الخلافات، وأرجو أن تكون قمة الكويت بداية لنظام عربى جديد نحن بحاجة إليه، والجامعة العربية للأسف الشديد رغم ماحدث فيها من تطور إلا أنها تحتاج الآن إلى مراجعة للعمل العربى المشترك. مصر بحق هى قلب الأمة العربية، وبالتالى لايمكن للعالم العربى أن يستقر من المحيط إلى الخليج إلا باستقرار مصر، ويهمنا فى اليمن استقرار مصر، وكل مايحقق التنمية فى مصر، لأن مصر قوة إقتصادية وبشرية، وايضا لها المكانة العسكرية فى المنطقة، ولهذا أمنها واستقرارها سينعكس علينا جميعا سلبا أو ايجابا. وماحدث فى مصر بعد ثورتى 25 يناير أو 30 يونيو هو تلبية لمطالب الشعب المصرى ، ولايجب أن يعترض أحد على ذلك .