قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي إنَّ «التوسع الحوثي في مديرية همدان المتاخمة للعاصمة صنعاء، استند بشكل أساسي على حملة طويلة الأمد من إذكاء الهويات الصغيرة الجهوية والمذهبية والتحشيد لها في المنطقة». وأكد الكاتب التميمي في حديث خاص مع «الخبر» أنَّ التوسع تكتيكيا ؛ ويأتي في سياق مخطط يخدم إرادات أطراف عديدة ، تشترك جميعها في هدف تعطيل عملية التسوية السياسية ، وتصعيب مهمة تهيئة الأرضية الوطنية للانتقال إلى مرحلة الدولة الاتحادية، والمساومة بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2140 الذي صدر تحت الفصل السابع. وأوضح أنَّ «ذلك قد يكون له ارتباط بالمخطط المكشوف الذي يجري التحضير لتنفيذه الجمعة القادمة ويهدف إلى إحكام السيطرة على محافظة عمران، بالإضافة إلى اتصال أجندة الأطراف المعطلة، الأجندة الإقليمية التي ترتكز على فكرة إقصاء الإخوان، واستغلاله كمدخل مدعوم إقليمي للتخلص من القوى السياسية التي ساندت ودعمت الثورة وفي المقدمة التجمع اليمني للإصلاح، الذي كرس نفسه حزب مدني، وبرهن على ذلك من خلال تأييده لمخرجات الحوار الوطني التي تؤكد على عدم شرعية أي حزب أو تنظيم سياسي، ينشأ على أساس ديني». وأشار التميمي إلى أنَّ «هذا البعد قد يمكن فهمه من خلال استماتة وسائل الإعلام التابعة للحوثي وللرئيس السابق، في محاولة إظهار القتال الذي دار في همدان على أنه معركة بين طرفين ومليشيتين : المليشيات الحوثية، ومليشيات الإخوان، مع أنه لم يكن هناك سوى استخدام مفرط للقوة من طرف واحد وبأسلحة ومعدات عسكرية جاءت من مخازن الجيش اليمني، بطريقة غير قانونية، وغير أخلاقية، وهذا الطرف يتمثل في عناصر مسلحة تابعة للحوثي قدمت من خارج همدان» ، لافتاً إلى أنَّ شيوخاً في همدان قاموا بتأمين الدعم وفتح المجال لدخول هذه المليشيات، وتمكينها من تدمير منازل شخصيات عرفت بمناصرتها للثورة الشبابية المباركة ، ولم تسلم حتى دور العبادة ومدارس تحفيظ القرآن. وبيَّن أنَّ «استقالة اللواء الجائفي كانت متوقعة ، وما كان يجب أصلاً أن يتعين على رأس لجنة رئاسية تقوم بالوساطة في منطقة همدان التي ينتمي إليها الرجل، والتي سيعمل خصوم التسوية على حشره في زاوية الخصوم، ويضيفونه كهدف محتمل» ، موضحاً أنه من المفترض أن يبقى اللواء الجائفي، بعيداً عن أي دور يتنافى مع دوره كقائد عسكري يضطلع بمهمة تنفيذ القانون وفرض النظام. واختتم التميمي حديثه ل «الخبر» بالتأكيد على أنَّ «التطورات في همدان يمكن أن تتجه نحو مزيد من التعقيد، إذا لم تسارع الدولة في حسم الموقف، والتحسب لتداعياته، ومحاصرة تمدد المليشيات المسلحة وبلوغها المرتفعات التي تشرف على العاصمة ما يكشف ظهر مركز الدولة« ، مشيراً إلى أنَّ ذلك من شأنه أن يؤثر بعمق على أداء السلطة السياسية في صنعاء بصورة شاملة.