كثيراً ما ارتبطت أخبار ايران وحزب الله بأخبار اسرائيل والعداء لها , ذلك العداء الذي ظاهره فيه الحرب وباطنه في الصلح والسلام وتأمين الحدود!! يضن البعض ان تلك الحروب العبثية الجوفاء كانت حقيقيه , فيما المتتبع للأحداث يجد ان أكبر خديعة تعرض لها العرب في العصر الحديث هي أن ايران ومشتاقتها معادية لإسرائيل , تلك الخديعة التي فبركتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والروسية والاسرائيلية والتي تقوم على تصوير ايران وحزب الله على أنها جهات معادية لاسرائيل واظهار الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان على أنه بفضل مقاومة حزب الله..! النظام السوري والايراني ومعهم اسرائيل حاربوا المقاومة الفلسطينية المسلحة في لبنان وقد نجحوا للأسف في القضاء عليها وتم تسليم الجنوب لحزب الله والذي بدوره تكفل بحماية حدود اسرائيل الشمالية من أي هجوم فلسطيني محتمل فبعد سيطرة حزب الله على الجنوب لم يعد لإسرائيل حاجة للبقاء في الجنوب بل ولم يعد هناك حاجة لبقاء جيش لبنانالجنوبي بقيادة انطوان لحد والموالي لإسرائيل فقامت اسرائيل بحل ذلك الجيش وانضم معظم عناصره الى حزب الله لأن معظم عناصر ذلك الجيش كانوا من شيعة لبنان. إن انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان كان طوعاً لا إكراهاً بعد ان قضت حاجتها واصبحت حدودها الشمالية آمنة من الفلسطينيين وأكثر أمنا بسيطرة حزب الله على تلك الحدود. حرب تموز التي افتعلتها اسرائيل وحزب الله لتضغط بها على حكومة سعد الحريري والذي يمثل غالبية سنة لبنان وقامت اسرائيل في تلك الحرب بقصف كل لبنان ماعدا مواقع قيادة حزب الله في حين أطلق حزب الله آلاف الصواريخ على اسرائيل قُتل فيها بضعة اشخاص .! نصفهم من العرب!! فلو كانت تلك الصواريخ تطلق حتى من دون احداثيات لقتلت المئات اذا كانت هناك فعلا رغبة في قتل الاسرائيليين في حين أن صواريخ الحزب لا تخطئ اهدافها عندما تقصف مدينة الزبداني في سوريا من داخل الأراضي اللبنانية!! لأنها تقتل الشعب السوري وليس الاسرائيليين. الآن وبعد استلام عملاء النظام السوري الحكومة والجيش اللبناني فلم يعد هناك حاجة اسرائيلية وايرانية لافتعال حرب أخرى وانما فقط الاكتفاء بحرب كلامية اعلامية لا اكثر حتى لاتغيب عن آذان الرأي العام العربي تلك الشهرة الزائفة التي صنعتها مطابخ المخابرات. لازلت اتساءل ايران التي تهدد بمسح اسرائيل من الخريطة وتقول بان لديها القدرة والنية الحقيقية على ذلك إذاً فما الذي تنتظره ايران؟! هل المساومة على البرنامج النووي مقابل التخلي عن مسح اسرائيل أم انها مجرد حرب كلامية لا قيمة لها سوى لخداع الرأي العام. كثيراً هي الأسئلة التي كانت تعصف بنا وكثير هو التخبط الذي طرا على المشهد العام واربك بعض الكتاب عن حقيقة ما يجري حتى انكشف الغطاء وجاءت الثورة السورية لتكشفت حقيقة كل تلك التساؤلات وكل تلك الأقنعة الزائفة ولعل من أهمها طائفية حزب الله وعمالته لإسرائيل وحقيقة المقاومة والممانعة التي يدعيهما النظام السوري وما إن تنتهي الثورة السورية وتأتي اكلها بإذن الله سيقضى على كل هؤلاء العملاء وسيعلم الجميع حقيقة ماكان.