حمّل الائتلاف السوري المعارض، الحكومة العراقية مسؤولية اقتحام مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش" مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، قبل يومين، ما أسفر عن مقتل العشرات من مقاتلي المعارضة والمدنيين فيها. وفي بيان أصدره الائتلاف، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، اليوم السبت، قال محمد خير الوزير عضو الهيئة السياسية فيه، إن الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية الاقتحامات التي يشنها من وصفهم ب"مرتزقة داعش" داخل الأراضي السورية، والتي كان آخرها اقتحام مدينة البوكمال، التابعة لمحافظة دير الزور شرقي سوريا، قبل يومين. وتعتبر مدينة البوكمال الحدودية منفذاً استراتيجياً هاماً بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" نظرا لكونها نقطة حدودية بين سوريا ومحافظة الأنبار العراقية التي تعد معقلاً أساسياً ل"داعش" في غرب العراق. وقال ناشطون سوريون، إن نحو 60 مقاتلاً ومدنياً قتلوا، الخميس، في هجوم شنّه مئات المقاتلين من "داعش" على مدينة البوكمال، إضافة إلى مقتل 40 مقاتلاً من التنظيم، قبل تمكن مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر اللذين يسيطران على المدينة، من طرد عناصر التنظيم منها بعد ساعات قليلة. ودعا الوزير الحكومة العراقية لتحمل واجبها القانوني ب"حماية حدودها مع سوريا، والكف عن دعم بشار الأسد في قتله للشعب السوري"، حسب تعبيره. واستغربت مصادر في المعارضة السورية تمكن المئات من عناصر "داعش" من الوصول إلى البوكمال خاصة أنه تم طردهم من معظم مناطق محافظة دير الزور قبل شهرين. ويفصل البوكمال عن محافظة الرقة التي تعد المعقل الرئيس لداعش في سوريا حوالي 250 كلم، ما رجّح دخول عناصر من التنظيم عبر الحدود العراقية شاركوا في الهجوم على المدينة. وحذّر عضو الهيئة السياسية من "التباطؤ الدولي في دعم الجيش السوري الحر، الذي مازال يشرع في محاربة العناصر الإرهابية التي زرعها الأسد، كلغم في جسد الثورة"، في إشارة إلى "داعش" وعلاقته بالنظام السوري. ولم يتسنّ حتى الساعة (8 تغ)، الحصول على تعليق من النظام السوري أو الحكومة العراقية على الاتهامات التي وجهها لها الائتلاف. ويسيطر مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام ونصف على معظم مناطق محافظة دير الزور التي تتبع لها مدينة البوكمال باستثناء عدد من الأحياء في مدينة دير الزور، إضافة إلى مطارها العسكري ومعسكر الطلائع واللواء 137 المجاوران لها. ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل "داعش" في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بتشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام. وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، عدا موقعين ما يزال التنظيم يسيطر عليهما في ريف الأخيرة وهما "التبني" و"مركدة".