أعطى المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي، إشارة على رغبته في المصالحة حال وصوله إلى السلطة، على الرغم من تصريحات سابقة لإعلاميين أبدى فيها تشددًا إزاء إمكانية التصالح مع جماعة "الإخوان المسلمين" التي أطاح بالرئيس محمد مرسي، المنتمي إليها في الثالث من يوليو الماضي. وقال السيسي ،خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط: "لا أحدا يكره المصالحة لاسيما لو كانت بين المصريين"، إلا أنه اعتبر أن "ما يحدث الآن من مظاهرات وعمليات إرهابية لا يصب فى مصلحة هذه المصالحة". وأوضح أن "الأمن مشغول بفض المظاهرات ومواجهة الإرهاب فهل يمكن لمن يشيع هذا المناخ من الفوضى فى البلاد وعدم الاستقرار أن يتم التصالح معه"، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط. لكنه عاد ليؤكد أنه لا يستطيع تجاهل رأى الغالبية العظمى من المصريين الذين يرفضون هذه المصالحة ويرون فى هذه الجماعة- في إشارة إلي "الإخوان المسلمين"- ما تقوم به من تدمير للوطن ومؤسساته لاسيما إضرام النار فى الجامعات واستهداف الشرطة من خلال العمليات الإرهابية. وقال إن "الشعب المصري يريد اعتذارًا وترضية ممن يدمرون أمنه واستقراره ويستهدفون مصدر رزقه". من جهة أخرى، قال السيسي إن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وأضاف: "الجيش المصري على أهبة الاستعداد للتدخل لصالح الأمن القومي في الخليج العربي وفي جميع أنحاء الوطن العربي لو تعرض الأمن القومي للخطر، لكن بعد الحصول على موافقة الشعب المصري". وأشاد فى هذا الصدد بدول الخليج والدعم الذي قدمته لمصر، مؤكدًا أنه دائما ما كان الأمن القومي المصري مرتبطًا بأمن الخليج والأمن القومي العربي والعكس صحيح. وفي السياف كشف السيسي أن مساعدات دول الخليج لبلاده بلغت أكثر من عشرين مليار دولار. وأوضح في مقابلة تليفزيونية إن مجمل المساعدات الخليجية بلغ "أكثر من عشرين مليار دولار"، مؤكدا أن "ما قدم لمصر من المساعدات كثير, وما سيقدم لمصر مهم وقد يكون كثيرا.. أنا واثق". وأعرب السيسي عن حذره بشأن رفع الدعم عن الطاقة، لافتا إلى أنه لا يمكن وقف هذا الدعم مرة واحدة "لأن المستهلكين لن يتحملوا زيادة الأسعار"، موضحا أنه يريد أن يزيد المرتبات كخطوة أولى قبل رفع الدعم عن الطاقة. ولم يقدم السيسي تفصيلات بشأن الكيفية التي سيعالج بها اقتصاد مصر الذي يعاني من ضعف في العملة، وبطالة واسعة وقطاع عام مترهل وعجز متزايد في الميزانية، إلا أنه طرح بعض الحلول الجزئية التي يقول خبراء ومراقبون إنها لا تكفي لحل جزء بسيط من تلك المشاكل، ردا على أسئلة حول برامجه لحلها. وكانت السعودية والإمارات والكويت قد تعهدت بتقديم مساعدات قدرها نحو 12 مليار دولار عقب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013 في شكل منح وودائع بالبنك المركزي ومساعدات بترولية. وأشاد المشير السيسي بالمساعدات التي قدمتها السعودية والإمارت والكويت لمصر في الفترة الماضية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن نهوض مصر في المرحلة المقبلة وتعافيها من محنتها الإقتصادية والسياسية يتطلب المزيد من دعم الأشقاء العرب، وذهب السيسي بعيداً في تقديره لأهمية المساعدات حينما قال إنها واحدة من محاور برنامجه لتنمية مصر وإنتشالها من المشكلات التي تحاصرها، حيث يصل إجمالي الديون المتراكمة إلى 1.7 تريليون جنيه مصري. وفي حديثه عن السعودية قال :"نتوجه بالشكر للسعودية وملكها عبدالله بن عبد العزيز كبير الأمة العربية، وأدعو الله أن يحفظ السعودية وأهلها، ويحميها من كل شر، كما أن الإمارات وسمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة وشيوخ الإمارات قدموا دعماً كبيراً لمصر، مما جعلني أشعر بأن حكيم العرب الشيخ زايد رحمه الله لم يمت".