قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي بأن التطور الذي وقع منذ ليلة أمس في محافظة عمران، يقدم الصورة الحقيقية للمليشيات الحوثية المسلحة التي اعتمدت منذ نشأتها على العنف والسلاح في فرض أجندتها السياسية المحملة بأثقال الماضي من التمييز المذهبي والعرقي. مؤكدا في حديث ل"الخبر" بان الحوثيون لا يتقيدون بالأجندة الوطنية، وهذا يعني أنه لا يهمهم إذا كان الجيش يخوض معركة حاسمة مع منظمة إرهابية مسلحة أخرى في جنوب البلاد، لأن هدف الحوثيين هو الجيش نفسه الذي يرونه عقبة رئيسية أمام تحركاتهم لإقامة دولة (ما قبل وطنية) في شمال اليمن. واشار التميمي بان التكتيكات المتطرفة لمليشيات الحوثي المسلحة بمختلف أنواع الأسلحة اتضحت منذ اليوم الأول لتحركاتها من صعدة باتجاه العاصمة صنعاء، وما افتعلته في طريقها من مواجهات مسلحة وانتهاكات بشعة لحقوق الإنسان. هذه التكتيكات تتمثل في إطلاق صفة المليشيا على الجيش الوطني، وإلحاقه بقادته من الذين لا يروقون للحوثيين، وإيهام الرأي العام بأن المليشيا الحوثية المسلحة، لا تقاتل الجيش بل تقاتل "مليشيات الإخوان".. واستطرد لا أعتقد أن الجيش ضعيف أو عاجز عن مواجهة الأجندة التخريبية للحوثيين، فقد أثبتت مواجهات الساعات الماضية، أن الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة، وهذا في الحقيقة مؤسف، فلا يتمنى المرء أن يسقط يمنيٌ واحدٌ سواء من الحوثيين أو من الجيش في مواجهات عبثية كهذه التي تفتعلها المليشيا المسلحة. واختتم التميمي حديثه ل الخبر بالقول في اعتقادي أن المليشيا الحوثية المسلحة، لو قررت توسيع المواجهات مع الجيش في جبهة عمران، باستغلالها توقيت انشغاله بمواجهة القاعدة، فإنها قد تقود الجيش إلى مواجهة حاسمة أخرى، لا أحد يستطيع أن يتنبأ بمآلاتها واحتمالاتها، سوى أن المليشيا الحوثية لن تكون في وضع أفضل مما هي عليه اليوم