أكد محللون سياسيون أن بيان سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية الذي أعرب فيه عن قلقه حيال المواجهات المسلحة التي تخوضها جماعة الحوثي في مناطق همدان تطور ملفت أكد رفضه لأعمال الحوثي وعدم التهاون إزاء استمرارها. وكان سفراء الدول الراعية وهي (الولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) وبعثة الاتحاد الأوروبي و5 دول من مجلس التعاون الخليجي (السعودية وعُمان والإمارات والبحرين والكويت),أصدروا أمس الخميس بياناً حذروا فيه الجماعات المسلحة (في إشارة إلى الحوثيين)بعدم التساهل معهم في ضرب مصالح الشعب عرض الحائط. وهذه أول موقف وأقواه يصدر عن هذه الدول منذ تفجر المواجهات بين مسلحي الحوثي الذين هاجموا بمسلحيهم القادمين من صعده وحرف سفيان مناطق في همدان قرب صنعاء ما اضطر أبنائها للدفاع عن أنفسهم. وفي تعليقه على البيان,قال الكاتب والمحلل السياسي,ياسين التميمي,إن البيان كان واضحاً في تحديد الطرف الذي يهدد مسيرة التسوية السياسية، ويسلك طريق العنف، عوضاً عن طريق الحوار، وقد سماها بالجماعات المسلحة، وهي إشارة واضحة إلى جماعة الحوثي، التي تفردت بحمل السلاح وخاضت به مواجهات مدانة مع المواطنين والجيش. وأشار في تصريح ل"الصحوة نت ",إلى أن تعبيرهم بالقلق حيال ذلك وتحذيرهم ينطوي على توصيفات دقيقة للجرائم التي تتسم بالعنف الشديد وبالانتهاك الفاضح لحقوق الإنسان، عبر شواهد مسجلة لهدم البيوت ودور العبادة، والتهجير القسري، التي تفضح التوجه الإقصائي العدائي السافر لهذه المليشيات. وأضاف:في تقديري إن البيان جاء محمولاً على نبرة مرتفعة حادة ومزاج غاضب من قبل، ممثلي هذه الدول، الذين ربطوا بين تحركات المليشيات المسلحة الحوثية المتطرفة، وبين المآلات السيئية على البلاد برمتها فيما لو استمرت بالتقدم باتجاه العاصمة. وأوضح التميمي أن السفراء كانوا واضحين في التأكيد على أن ليس هناك مجال لتحقيق أهداف سياسية بواسطة العنف، وأنه لا بديل عن الحوار والعمل جنباً إلى جنب مع الرئيس عبد ربه منصور هادي. وحول التأثيرات المتوقعة لهذا البيان,قال التميمي إنه " يحشر المغامرين من المليشيات المتطرفة ومن يساندها، في زاوية ضيقة، ويحد من هامش تحركها خارج منطق الحوار والإجماع الوطني ",مشيراً إلى أن الاستمرار في اعتماد هذا النهج المنفلت، لن يقود سوى إلى نهاية واحدة هي مواجهة خيار العقوبات، خصوصاً وأن هناك شواهد حية ومثبتة عن ممارسات تعرقل عملية التسوية السياسية، عبر الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان. من جانبه,قال الناشط في الثورة وعضو مؤتمر الحوار سابقاً,باسم الحكيمي,إن البيان جاء واضح وصريح حيث بين انه لن يتم التساهل مع جماعة الحوثي التي تمارس العنف وتتوسع افقيا كل يوم . وفي تصريح ل"الصحوة نت",أكد الحكيمي أن المجتمع الدولي يدرك جيدا ان مايقوم به الحوثي من ممارسة للعنف يمثل تهديد حقيقي للعملية السياسية في اليمن كما انه يهدد السلم والامن الدوليين. وتابع:اليمن يمثل عمقا استراتيجيا للعالم كله . ولن يسمح المجتمع الدولي للحوثي ان يعبث بالأمن في اليمن. وقال الحكيمي,إن الحوثي اليوم يحفر قبرة بيده فقد أصبح له ثأر في كل بيت يمني. وجاء في بيان السفراء إنهم قلقون للغاية من العنف الدائر في المحافظات الشمالية والذي يهدد «باستدراج البلد بشكل أكبر بينما الجماعات المسلحة تتحرك باتجاه العاصمة صنعاء». وأكدوا على أن مطالب يجب أن تحل بالحوار وليس بالعنف الذي حذروا من الاستمرار فيه.