في عالم السياسية غالبًا ما تكون حكومات الائتلاف الوطني هي السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن من الانزلاق إلى أتون صراع أهلي مدمر, لكن في الوقت نفسه هي عبارة عن حكومة شلل وطني لأنها لا تنجز شيئًا على الواقع, لأن الوزراء لا ينفذون استراتيجية رئيس الوزراء بل أجندات أحزاب تركن إلى افتعال الأزمات كتكتيك سياسي لإثبات فشل الطرف الآخر, بل وعلى استعداد تام لحمل السلاح إذا خانها الحوار والعمل الحزبي. الأشخاص الذين فرضوا بند تشكيل حكومة ائتلافية كانوا يتمتعون ببعد نظر لأنهم عرفوا مسبقًا بأنها حكومة فاشلة, ولأنها بالنسبة لهم ستمثل مسمار جحا الذي سيطرقون من أجله أبوابنا عشية وضحاها..!! إني على ثقة تامة بأن دولة رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة كان يحلم بأن يختم حياته النضالية بإنجاز وطني لكن قدره السياسي أبى إلا أن يكون على رأس حكومة جاءت من أرحام عجاف شتى. عندما قدم رئيس الوزراء إلى البرلمان لاشك بأنه كان يجلد ذاته من الأعماق لذا أعترف قبل أن يُتهم وقال: اعترف بأن هناك فساد كبير… هذه الحكومة لم أشكلها..!! نعم لقد أفصح لنا عن الداء والدواء لكن بعد فوات الأوان. الأشخاص الذين تربطهم بثروات اليمن علاقة تلازمية كتبوا لنا حكومة تشبه الروشتة ليس لتشفي أوجاعنا بل لتعوض أولئك الأشخاص بالفيتامينات التي فقدوها أثناء تغيير الريجيم. لقد ظلت النخب السياسية بكل أطيافها تتفرج على الوضع المأساوي وكان من المفترض أجراء تعديلات عاجلة قبل الوصول إلى أزمة كهذه, وقبل احتقان الشارع هكذا, وليس لدينا كمواطنين عاديين نقطة نظام على أن يحتفظ كل حزب بحصته, ونتعهد أمامكم بأن نكتفي بما تتصدقون علينا من فتات..!! فما المانع من ذلك؟ ولماذا كل هذا الصلف الحزبي؟ البرلمان الممتد رغم أنف الدستور مازال يرضع إصبعه رغم فطامه منذ سنوات, وهو مستعد لسحب الثقة من الحكومة, وكان من المفترض سحب البساط من تحت قبته قبل سنوات. اشعر بالتعاطف حيال دولة رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة شبيه المحارب الذي خانه سيفه بعد أن تصدر المشهد السياسي اليمني بجحافل الأمل لكنه دخل صحراء قاحلة رمالها متحركة, يعصف بها نزق سياسي, مراهقات حزبية, وغوغاء مازالوا يترحمون على ثومة الإمام. لقد زعم البعض بأنهم شيدوا لنا أهرامات لكنها كانت من زجاج وهي مادة أقوى نوعًا ما من الشمع لأن الزجاج بحاجة إلى درجة حرارة أعلى بقليل لينصهر – كأخيه في الله– الشمع. من مصلحة القوم أن يجعلوا من الرجل– الباسندوي – وحكومته شماعة يتجه إليها الرشق حتى لا تتهشم أهرامات القزاز سالفة الذكر..!! ونصيحتي لدولة رئيس الوزراء ألا يسمح لنفسه بالدخول في هولوكوست جديدة, وليفسح المجال لقيادة جديدة قد تستطيع تغيير المثل المشهور-مخرب غلب ألف بناء – فمن يدري قد نعيش إلى زمن نقول فيه " مخرب غلب تسعمائة وتسعة وتسعون بناء" هذا طبعًا بعد أن نكون قد تخلصنا من أحد البنائين وهو المناضل محمد سالم باسندوة. من يدري؟ قد ألقاك يومًا دولة الرئيس وأقول لك: رحم الله شعبًا أردت له الربيع فأراد لك النظام السابق..!!