قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 76 شخصا قتلوا وجرح عشرات أمس الاثنين جراء قصف طائرات الأسد ودباباته مدنا وقرى عدة، وحسب ناشطين سقط معظم الضحايا في حلب وحماة، وقال ناشطون إن اشتباكات وقعت بين الجيش السوري الحر وميليشيات الأسد بحي الهُلك وسط حلب. فيما أوردت شبكة شام في موقعها على الانترنت أن عدد الشهداء الذين سقطوا أمس برصاص قوات النظام بلغ 116 شهيد ، 42 منهم في حلب، و13 شخصا في حمص، و10 في درعا، و7 في دير الزور، وعشرة في دمشق،و31 في ريف دمشق، واثنان في اللاذقية، وشهيد في حماة. من جانبه قال المبعوث الأممي والعربي الأحضر الإبراهيمي إن الإصلاح في سوريا لم يعد كافيا، ولكن التغيير هو المطلوب، وكشف عن عودته إلى المنطقة في وقت لاحق من أجل استكمال بناء الأفكار التي سيعرضها على مجلس الأمن لاتخاذ خطوات باتجاه حل الأزمة السورية. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بنيويورك عقب تقديمه عرضا عن جهوده أمام الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إنه لا يمتلك خطة واضحة حتى الآن بل مجموعة أفكار، وأكد أن خطة النقاط الست التي تبناها المبعوث السابق كوفي أنان بالإضافة إلى مقررات إعلان جنيف ستشكل «عناصر» ضمن خطة عمله. وأشار إلى أن الأوضاع تتفاقم يوما بعد يوم في سوريا، وهو ما يشكل تهديدا للمنطقة بأسرها. ورغم اشارته الى «المازق» الذي تمر به سوريا، اعرب عن امله في «احداث اختراق في مستقبل غير بعيد». وتابع «ارفض التصديق ان اناسا عقلاء لا يدركون انه لا يمكن العودة الى الوراء، لا يمكن العودة الى سوريا الماضي»، في اشارة الى النظام السوري الذي يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له منذ اذار 2011. وأوضح أنه أطلع المجلس على ما رآه وسمعه في دمشق والقاهرة ومخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا، مؤكدا أنه سيعود لاحقا إلى المجلس «لعرض بعض الأفكار عما يجب أن أفعله». وأكد الإبراهيمي تلقيه دعوة من الصين ورسيا لزيارتهما، مشيرا إلى أنه سيحرص على زيارة كل الدول «التي لها مصلحة أو نفوذ أو الاثنين معا على سوريا». وعبر الإبراهيمي عن خيبة أمله في جهود توحيد المعارضة السورية. وعن رأيه في المعلومات التي تحدثت عن وجود عناصر للحرس الثوري الإيراني في سوريا قال الإبراهيمي إنه لم يتجول في شوارع دمشق للحكم على ذلك. ونقل سفراء عن الإبراهيمي قوله في الاجتماع إن نظام بشار الأسد يقدر بخمسة آلاف عدد الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة في سوريا، وإن دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي «مؤامرة من الخارج». ورسم الإبراهيمي صورة قاتمة للنزاع الذي أوقع «29 ألف قتيل» في 18 شهرا، وأكد أمام المجلس أن تعذيب السجناء أصبح «أمرا معهودا»، وأن السوريين باتوا يخشون التوجه إلى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام. وأوضح أن 1.5 مليون شخص فروا من منازلهم، وأن البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية، لأن المحاصيل أتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة. من جانبه حذر رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا من أن ما يجري في سوريا بدأ يدخل في حال الخطَر، لافتا الى ان «سوريا قد تشهد حالاً من الفوضى الشاملة وهذه الحالة لن تقتصر على الداخل السوري بل ستمتد الى الجوار». وأمل سيدا في حديث تلفزيوني ان يتم التوصل الى شيء ما في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول سوريا، معتبرا ان «التحجج دائما بأن القرار بيد مجلس الأمن عملية تسويغ لامر لا يمكن ان يُسوغ». في غضون ذلك افاد مراسلون ان مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ اشهر عدة. وافاد المراسلون انهم خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا احيانا مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط امنية تابعة للنظام. الا انهم كانوا احيانا يقومون بالدوران حول ثكنات او بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية. وقال صحافي زار منطقة ادلب في شمال غرب سوريا في آذار الماضي ثم زارها أمس ، انه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش الحر الى قرى وبلدات عديدة. وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في اغلب الاحيان ولا يتدخلون الا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها. وسيطر الجيش الحر على مدينة الاتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة اشهر اثر معارك ضارية لا تزال اثارها ظاهرة على منازلها. ويؤكد ضباط في الجيش الحر انهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية. وكان ضابط في الجيش الحر اعلن ان القوات النظامية تتراجع على الارض ولولا تدخل الطيران لكان وضعها اصعب بكثير. ميدانياًأفادت لجان التنسيق المحلية بأن اكثر من سبعين شخصا قتلوا في أنحاء متفرقة من سوريا معظمهم في غارات جوية شنها الطيران السوري على مدينة حلب. وقد شهدت مناطق بالعاصمة دمشق خلال ساعات الفجر الأولى اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش الحر وسمع دوي انفجارات عدة. وأفاد الناشطون بأن الغارات بمدينة حلب استهدفت أحياء في المدينة وريفها منذ الصباح الباكر، مما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى بينهم ثلاثة أطفال وامرأة من عائلة واحدة في حي المعادي. وأصاب القصف أيضاً أحياء الصاخور ومساكن هنانو، كما قُصفت بلدة حيان في ريف حلب. من جانبه أورد التلفزيون السوري أن الجيش النظامي قضى على عشرات ممن وصفهم ب»الإرهابيين» كانوا متحصنين بالمدرسة الصناعية في الأتارب بريف حلب. أما في اللاذقية فقد أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الجيش الحر يحكم قبضته على عدد من قرى ريف اللاذقية. وفي دمشق بث ناشطون صورا على مواقع الإنترنت قالوا إنها لقوات النظام وهي تقوم بتفجير مبنى سكني في حي الزاهرة. كما قتل شخص على الأقل بعد انفجار قنبلة كانت مخبأة في كيس فوق جسر للمشاة يقع قرب فندق «فورسيزون» غير بعيد عن مقر انعقاد مؤتمر لأطياف من معارضة الداخل في قلب العاصمة السورية. أما في درعا فقد أفادت كتيبة المعتصم بالله -إحدى كتائب الجيش الحر العاملة في المحافظة- بأنها هاجمت مركز هجّانة تابعاً للجيش النظامي. وقالت الكتيبة إنها تمكنت من تدمير المركز وقتل قائده وأسر 15 جنديا فيما فر ثلاثة آخرون إلى الجانب الأردني. وفي حماة أكدت لجان التنسيق المحلية أن 35 جثة انتشلت من تحت الأنقاض في حي مشاع الأربعين وذلك بعد قصف وغارات لقوات النظام اول أمس. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن منطقة البساتين بين حيي برزة والقابون في دمشق، ومدينة حرستا بريف دمشق تعرضت للقصف من المروحيات أمس. ونفذت قوات النظام حملة دهم واعتقالات شملت عددا من المواطنين في حي الحجر الأسود. وفي حي الصالحية بمدينة دمشق خرجت مظاهرة نادت بإسقاط النظام ونصرة المدن المنكوبة. كما أفادت الهيئة العامة للثورة بتعرض مدينة دوما بريف دمشق لقصف عنيف بالهاون إضافة إلى بلدة مديرا، وسماع انفجار كبير في ضاحية قدسيا. المعارضة في الداخل ودعا ممثلون عن نحو عشرين حزبا وهيئة سورية من معارضة الداخل خلال مؤتمر عقد في دمشق الاحد وحضره خصوصا سفيرا روسيا وايران الى «وقف العنف فورا» من قبل طرفي النزاع وذلك «تحت رقابة عربية و دولية مناسبة»، بحسب بيان نشر امس. وجاء في البيان الختامي «للمؤتمر الوطني لانقاذ سوريا» الذي ضم 20 حزبا وهيئة معارضة لنظام الرئيس بشار الاسد ان «المؤتمر يدعو الى وقف العنف فورا من قبل قوى النظام والتزام المعارضة المسلحة بذلك فورا وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة»، من دون ان يحدد طبيعة هذه المراقبة. واضاف البيان الختامي لمعارضة الداخل وابزر فصائلها «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» ان «استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديموقراطية تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة». ودعا المؤتمر الابراهيمي الى «الدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا تشارك فيه جميع الاطراف المعنية تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال الى نظام ديموقراطي تعددي». ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية سانا عن السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف تأكيده خلال المؤتمر على «ضرورة إيجاد حل سلمي للازمة في سوريا وبأيدي السوريين أنفسهم بعيدا عن أي تدخل خارجي بما يتضمن وقف التمويل والتسليح وإيواء المجموعات المسلحة المتضمنة مرتزقة أجانب».