شنت عصابات النظام السوري أمس الثلاثاء عمليات قصف عشوائي عنيف ومداهمات في مناطق ريف دمشق، مما أدى إلى موجة زوح كبيرة للسكان، وفي غضون ذلك، تواصل القتال على أشده في عدة أحياء من مدينة حلب بين جيشي النظام والحر مع استمرار القصف الجوي والمدفعي على المدينة ومدن وبلدات سورية أخرى، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى بعد يوم دام خلف أكثر من 250 قتيلا. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن مدينة زملكا في ريف دمشق تتعرض للقصف "بالتزامن مع تقدم الدبابات من جهة جسر زملكا وسقوط عدد من القذائف على زملكا البلد". وسقط "العديد من الجرحى جراء القصف العشوائي بقذائف الهاون ورشاشات الطائرات المروحية على عين ترما في الغوطة الشرقية"، بحسب الهيئة التي أوضحت أن قوات الأمن "تشن حملة دهم واسعة في بلدة القلمون -القطيفة" في الريف الدمشقي. إلى ذلك، بث ناشطون على الانترنت شريط فيديو ظهرت فيه خمس جثث لشبان تظهر عليهم آثار تعذيب، ويقول الناشطون إن القوات النظامية أعدمتهم ميدانيا في حي القدم الدمشقي. وفي حمص، ألقى الطيران المروحي "أربع قنابل في قرى جوسية والنزارية والصالحية جنوب مدينة القصير"، بحسب الهيئة التي لفتت إلى "انفجارات ضخمة و دمار هائل وسط إطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المدنيين". وقالت الهيئة العامة إن أكثر من 90 قتيل سقطوا الثلاثاء معظمهم في إدلب، حيث سقط شرات القتلى والجرحى جراء قصف قوات النظام العنيف بالطيران الحربي والصواريخ مدينة كفرنبل بريف إدلب، كما قتل خمسة جنود في ريف اللاذقية تمت تصفيتهم في منطقة الحفة عند محاولتهم الانشقاق. ومن جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن ستة قتلى سقطوا بريف اللاذقية أيضا، ومثلهم في ريف دمشق، وقتيل واحد في كل من حلب وحمص ودير الزور وإدلب. وفي غضون ذلك، تحدثت الهيئة عن آلاف النازحين في الغوطة الشرقية ومدينة كفربطنا بريف دمشق خوفا من الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام على المنطقة، وبثت صورا لهم. وفي هذا السياق، قال عضو مجلس قيادة الثورة السورية في ريف دمشق محمد السعيد إن مدينتيْ زملكا وعربين شهدتا نزوحا كبيرا للسكان بسبب القصف باتجاه بلدات الغوطة الشرقية الأخرى والعاصمة دمشق، مشيرا إلى نزوح أكثر من ألفي شخص خلال الساعات الأخيرة من زملكا وحدها. وأفاد الناشط باستمرار قصف قوات النظام منذ الفجر على زملكا وعربين وعين ترما وقدسيا والسيدة زينب بالريف الدمشقي، وتحدث عن اكتشاف مزيد من جثث ضحايا المجزرة الأخيرة في داربا، إضافة للعثور على عشرات الجثث مكبلة الأيدي في معضمية الشام. كما تتواصل المعارك في عدة أحياء من مدينة حلب شمال البلاد بين قوات النظام وكتائب الجيش الحر، مع تجدد القصف المدفعي ومن الطيران الحربي على عدة أحياء، وتركز على الأحياء الشرقية. وأفاد شهود عيان بأن أحياء الأنصاري وبستان الباشا والمرجة تعرضت لقصف مدفعي وغارات جوية من قبل قوات النظام. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على منطقة أرض العجور. وقال عضو المجلس الثوري في حلب وريفها أبو فراس الحلبي إن القصف استمر على حي مساكن هنانو، كما استمرت الاشتباكات العنيفة في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والإذاعة، مع مواصلة الطيران الحربي قصف مناطق الريف الحلبي، خاصة في دارة عزة الأتارب وعندان، مما تسبب في تهجير المدنيين. وبالقرب من حلب في إدلب، واصلت قوات النظام قصف مدينة أريحا وكفر نبل ومعرة النعمان مع إطلاق السكان نداءات استغاثة، وفق ما أفاد به ناشطون. وإلى الجنوب وسط البلاد، سقط جرحى في القصف العشوائي على المنازل في مدينة القصير والقرى المحيطة بمحافظة حمص. كما قصفت قوات النظام السوري درعا في الجنوب، وسط اشتباكات بين جيش النظام وكتائب الجيش الحر في درعا البلد، وفق ما أفادت به شبكة شام. وفي دير الزور شرقا، أفاد ناشطون بقصف الطيران لمدينتيْ البوكمال والصالحية، وقصف حي الجبيلة في دير الزور بالهاون والمدفعية. وفي نفس المنطقة، أفاد ناشطون سوريون بأن لواء درع الفرات التابع للجيش السوري الحر والعامل في دير الزور, اشتبك مع جيش النظام في المدينة. وأعلنت هذه المجموعة من الجيش الحر أنها قتلَت عددا من جنود الجيش النظامي وتمكنت من أسر ضابطين. وقال قائدها إن الجيش الحر سيحسِن معاملة الأسرى وفق الاتفاقيات الدولية. ويعاني سكان دير الزور من شح المواد الغذائية نتيجة استمرار القتال، ونتيجة الحصار الذي تفرضه القوات.