♦تبرأ والد شاب يمني يحمل الجنسية البريطانية ويقاتل مع "داعش" في سوريا من ابنه، ووصفه بأنه "شيطان"، معلناً أنه منع أية صور لابنه من دخول المنزل، وحذف صوره العائلية، لأنه "لا أحد يبقي على إبليس داخل منزله". والشاب ناصر مثنى البالغ من العمر 20 عاماً ظهر مؤخراً في تسجيل فيديو يدعو فيه للقتال في صفوف "داعش"، وهو التسجيل الذي أثار ضجة واسعة في بريطانيا والعالم، حيث تبين أن الشاب ناصر كان طالباً في كلية الطب ومتفوقاً، ولدى انتهاء دراسته الثانوية حصل على أربعة عروض من أربع جامعات مختلفة لدراسة الطب. ويعيش في مدينة كاردف بمقاطعة ويلز، وعائلته تعود أصولها إلى اليمن، لكن المفاجأة أنه لم يسافر وحده للقتال في سوريا، وإنما اصطحب معه شقيقه الأصغر أصيل البالغ من العمر 17 عاماً فقط. ونقلت جريدة "ديلي ميل" عن أحمد مثنى البالغ من العمر 57 عاماً، وهو والد ناصر، قوله إنه يتمنى أن يرى ابنه في السجن لو عاد إلى بريطانيا. وقال الأب: "أشعر بأنني مريض ومدمر، لأن ابني تورط في هذا العمل"، مشيراً إلى أن ناصر كان قد ترعرع في بلده بريطانيا وأحبها واحترمها". وتابع: "أنا والده، ومن الطبيعي أن أكون قلقاً على سلامته، بينما هو بعيد هناك، لكنني قلق أيضاً بسبب الرسائل الشيطانية التي ينشرها عبر الفيديو، وأخشى أن يتبعه الأولاد الآخرون إلى هناك". وتقول "ديلي ميل" إن والد ناصر، وهو أب لأربعة، تخلص من الصور العائلية التي تضم ابنه ناصر، وقال: "إنه أمر شرعي وإسلامي، فعليك أن لا تبقي الشيطان في منزلك". ويقول أحمد مثنى إن ابنه ناصر تعرض ل"غسيل دماغ" منذ أن بدأ التنقل بين مساجد مختلفة في بريطانيا، وتابع: "إنهما لا يمثلانني الآن، ولا أريد أن أراهما مرة أخرى"، في إشارة إلى ابنيه الاثنين اللذين يقاتلان في سوريا، وهما ناصر وأصيل. وأضاف: "أنا سأكون مسروراً إذا رأيتهما في السجن، في حال عادا إلى بريطانيا وهما أحياء.. هذا إن رجعا أصلاً". وخاطب الأب الحزين ابنيه الاثنين ناصر وأصيل قائلاً: "أتمنى أن يعودا، هذا كل ما أستطيع قوله، أن يعودا.. أعتقد أنهما في الأيدي الخطأ الآن، ولا أعلم لماذا فعلا ذلك". وتابع: "كل ما أعرفه أن أولادي جيدون جداً، لم يكن لدينا أية مشاكل، لا شيء". وكان ناصر مثنى قد حصل على درجة متفوقة جداً في الثانوية العامة، دفعت أربع جامعات مختلفة إلى مخاطبة مدرسته وتقديم أربعة عروض مختلفة له لدراسة الطب لديها، لكنه لم يقبل بأي منها والتحق بكلية طب في جامعة أخرى. أما شقيقه أصيل فكان لا يزال على مقاعد المدرسة، حيث من المفترض أن يحصل على شهادة الثانوية العامة خلال الشهور القليلة المقبلة من إحدى مدارس مدينة كاردف، فيما يقول زملاؤه ومعلموه إنه كان يحلم بأن يكون معلماً للغة الإنجليزية، إلا أنه غادر إلى سوريا وانضم إلى مقاتلي "داعش". وتقول العائلة إن ناصر كان يخطط للسفر إلى سوريا من أجل القتال منذ نحو ثمانية شهور، ولم يكن الأمر وليد اللحظة، فيما يؤكد الوالد أن ابنه تعرض لغسيل دماغ مكثف أدى إلى تغيره في الآونة الأخيرة.