قال الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام إن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة هو عنوان للعجز العربي ، وساحة للمتاجرات السياسية. وندد آل طالب في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان المحتل ، مشيرا إلى أنه مهما حاولت الدول التي زرعت الإرهاب الإسرائيلي تبرير جرائمها ، والتستر على مجازره، فإن الغطاء لابد أن ينكشف ، والتعتيم لابد له من مدى ينتهي إليه . وأضاف آل طالب قائلا :" وإن ساءنا ما سقط من ضحايا ، وآلمنا ما شرد من أسر ، فإن الأمل المضيء من ليل الاعتداء الحالك ، تمثل في جوانب كثيرة ، منها تفهم كثير من شعوب الأرض إجرام الغاصب المحتل ، ودموية المعتدي الآثم ، وشناعة القاتل الغادر" . وتابع آل طالب أن التعتيم على جرائم اسرائيل في فلسطين هو اللحاف الذي طالما تستر به العدو ، وقد انكشف وانكشفت معه سوءات كثيرة ، ومنها انكشاف من كان يستره ويبرر جرائمه واحتلاله . وقال آل طالب إنهم لم يحققوا سوى قتل الأطفال والمدنيين ، وهدم المساجد والمنازل ومجازر جماعية لا تستثني أحدا ، وجرائم حرب إنسانية، كل ذلك تحت سمع المجتمع الدولي وبصره ومنظماته الصامتة المتخاذلة . وأضاف آل طالب أن المواجهة الاخيرة على ارض غزة ، رغم تكرر مثيلاتها ، إلا أن الجديد فيها هو أن ميزان القوى قد مال قليلا لصالح المظلومين على وجه لم يسبق له مثيل، مما يبشر بمتغيرات أكثر ندية في مواجهة المحتل الظالم ، خصوصا مع التغيرات الطارئة في المنطقة ، والتي رغم سوء بعضها وضبابية البعض الآخر ، إلا أن الشرر لابد أن يطال ظالما طال ظلمه، ومعتديا استمرأ الاعتداء . ودعا آل طالب بالرحمة لشهداء فلسطين ، وبالشفاء لجرحاهم ، وبأن يعوضهم الله في أموالهم ومنازلهم . وشكر إمام وخطيب المسجد الحرام الشكر لشعوب لم يجمعها بفلسطين لسان ولا دين ، لاتخاذها مواقف مشكورة من الاعتداء الأخير على غزة .