التدافع والصراخ والاشتباكات والتراشق بالألفاظ، هكذاكان المشهد أمام شباك صغير لقطع تذاكر الدخول لأحد المستشفيات الحكومية المصرية. DW /عربية تمكنت أيضا من قطع تذكرة بهدف عكس واقع المستشفيات الحكومية المصرية من الداخل. افترش عشرات المواطنين المساحة الشاغرة بين الباب الخارجي والمبنى الرئيسي للمستشفى، حيث إنهم في انتظار بعض ذويهم الذين قرروا "القتال" في معركة شباك التذاكر كي يسمح لهم بدخول المستشفى سواء للكشف أو لزيارة مرضى. ومن خلال ملابسهم البسيطة وكيفية جلوسهم يبدو أن الفقر والصبر يمثلان الصفتين المشتركتين للغالبية العظمى للمواطنين المنتشرين هناك. ورغم طول مدة الانتظار وصعوبة الدخول، فهم لا يأملون في وجود خدمة علاجية جيدة داخل المستشفى ويعلمون علم اليقين أن العلاج في مثل تلك المستشفيات ليس بأفضل من عدمه. ضوضاء وقمامة وإهانات داخل المستشفى قد ينزعج المرضى من ضوضاء مستشفى يقع بشارع مزدحم، غير أن أصوات العاملين والزائرين داخل هذا المستشفى كانت أكثر إزعاجا، حيث تختلط الأصوات بين صراخ دكتور ينادي على ممرض وزائر يواسي مريضا وكأنه يريد اسماع شكواه الى كل الشعب المصري. ولا يخلو المكان أيضاً من بعض المشاجرات والتدافع أمام غرف الكشف، ناهيك عن التحركات الحثيثة للزائرين الذين يبحثون مثلا عن ممرضات غادرن مكان العمل، رغم حاجة المرضى إلى المساعدة. وتعكس الممرات داخل المبنى إهمالاً شديداً على مستويات كثيرة. فالنظافة شبه منعدمة، حيث تتناثر بقايا الأطعمة وأغلفتها والأكياس البلاستيكية الفارغة على جانبي الممرات. كما تبدو الجدران متهالكة ولم يتم ترميمها منذ بنائها قبل عشرات السنين. ولا يقتصر الإهمال في الممرات على التقصير في النظافة والترميم بل أيضاً في عدم تنبيه الزائرين مثلا إلى عدم التدخين. فأعقاب السجائر المتناثرة على الأرض توحي للزائر وكأنه في مصنع للتبغ و ليس في مستشفى. داخل غرف الكشف توجد أغلفة أطعمة مبعثرة على الأرض أما المناشف المستعملة فهي ملقاة في ركن الغرفة على الأرض وقد يدوس المرضى بقايا الحقن والأدوات الطبية عند دخولهم أو خروجهم من غرف الكشف. ويضطر المرضى إلى الاستلقاء على أسرة غير نظيفة واستهلكت بالكامل. وفي بعض الأحيان ينتظر المرضى المرشحون للعلاج دورهم في غرف المرضى قبل استقبالهم من طرف الأطباء الذين يصرخون وكأنهم نظراء أمام تلاميذ صغار في المدرسة.