اكد الكاتب والمفكر العربي فهمي هويدي على ضرور خروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المشهد السياسي لضمان استقرار اليمن.. وشدد هويدي ذو ذو الميول القومية، والمهتم بالشأن الإيراني، على وجوب الحفاظ على الوحدة وحل القضايا الوطنية كالقضية الجنوبية وصعدة عبر الحوار الشفاف والمكاشفة الصريحة، وتنبأ بسقوط النظام السوري، وقال: إن نهايته باتت وشيكة، مرجّحاً أن ذلك سيحد من أطماع إيران التوسعية في المنطقة. كما أشار في حوار مع يومية (الجمهورية) يعيد موقع (الخبر) نشره إلى أن ثورات الربيع العربي ستسهم في إيجاد شرق أوسط جديد يشكله أبناؤه.. فالي نص الحوار: - ربما نبدأ الحوار باليمن، برغم أنه لا يوجد عندى تصور من أين أبدأ الحديث معك، فهل تتكرم بتسهيل البداية؟ - هل كانت تجمع بينكما لقاءات في القاهرة؟ - هل التقيتم بعد ذلك؟ - بالنسبة للوضع في اليمن واستقرائك للصورة الموجودة حالياً, أنا أتذكر في مقال كتب منذ أسبوعين لكم لاقى رواجاً مثل عادتك دائما في كل المقالات التي تتحدث فيها عن اليمن.. فكيف ترى الصورة الآن؟ - وما السبب فى وجهة نظركم؟ ويمكن أيضاً ارتباط الجيرة بين اليمن والسعودية, في حين أننا نعرف تماماً أن اليمن أكبر من ذلك بكثير, اليمن تقريباً هو البلد الحقيقي الموجود في منطقة الخليج. - لو تحدثنا عن الشأن الداخلى كيف تقيم المبادرة الخليجية؟ وكيف ترى الحصانات التي منحت للرئيس السابق علي عبدالله صالح؟و كيف ترى هذا وتأثيره على الوضع السياسى القائم؟ - هل الحل من وجهة نظركم في رحيل علي عبدالله صالح؟ - من بالتحديد؟ هل هي الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ أنا لا أظن ذلك . ومن تظن؟ - على ذكر إيران والصراعات في المنطقة كيف ترى دعم إيران المستمر لبعض الجماعات، وأقصد هنا جماعة الحوثيين، وأنا أعلم أن هناك تواصلاً لبعضهم معكم من أجل استشراف الواقع؟ النظام السوري إذا سقط فإيران في خطر, مع الاعتراف بأن النظام السوري سقط تاريخياً وسياسياً, وأنا أظن أن سقوط النظام السوري من الممكن أن يرسم خريطة جديدة في المنطقة؛ لأن الأمر سيختلف فى لبنان, ولابد أن يختلف في العراق, فإيران في هذا الموقف لا يعقل أنها تريد أن تتمدد، فلماذا تمدد؟ فهي تدرك جيداً أنها مستهدفة, فهل وهي في هذا المأزق استراتيجياً تتطلع أن تقفز الحدود وتذهب إلى اليمن؟ - ربما يقول طرف آخر إنها تريد أن تكسب أرضاً جديدة تعوضها عما خسرته أو سوف تخسره في المستقبل؟ - هناك من يقول أو يتحدث أن إيران تريد أن تعمل ما يشبه الدائرة تبدأ من بغداد مروراً بالبحرين واليمن وتكتمل هذه الحلقة بحزب الله وسوريا حتى تحيط بالمملكة العربية السعودية؟ في اللحظة الراهنة هناك حقائق, هناك افتراضات, الحقيقة الماثلة أمامنا هي أن النظام السوري فى خطر، وأنه أوشك على السقوط, والسؤال الآن متى سيسقط على وجه التحديد؟ وأن هذا النظام السوري يؤدي إلى انكشاف إيران, ولا أعرف بعد انتخاب الرئيس الأمريكى أياً كان في نوفمبر القادم، ما الذي سيحدث؟ فالمسائل هنا تتحرك ولا يوجد شيء ثابت, هذه هى الحقائق, أما الافتراضات فهي ما الذى تريد أن تفعله؟ هل تريد أن تعمل انفصالاً أو تريد أن تعمل محوراً تدخل به إلى البحرين، فهذه افتراضات, ولكن لا يوجد شيء ماثل أمامنا يتمثل فيما ذكرت. - قبل أن أعود مرة أخرى إلى اليمن وأغلق الملف الإيرانى.. كيف ترى حالة التخوف بعد ربيع الثورات العربية من التقارب مع إيران؟ وكيف ترى الصورة الآن هل الأرضية الآن قابلة لهذا التقارب أم لا؟ فأنا أرى أن التحرك التركي في المنطقة أقوى من التحرك الإيراني, عند الحد الأدنى، فالأتراك أهل سنة، وليس لديهم مشاكل, وإيران هناك بعض العقبات وعقد مذهبية, وهنا أتساءل إيران عن آخر ما وصلت إليه, وصلت سوريا مثلاً هي في خطر الآن, بينما تعال نرى ما الذي فعلته تركيا في العالم العربي, أريد أن أقول: إننا أقمنا فراغاً فتمدد فيه الآخرون, وبدلاً من أن نلوم أنفسنا لأننا انسحبنا من الساحة, صرنا نلوم الآخرين أنهم تمددوا فيما تركناه نحن, وأنا أرى أن هذا طبيعي في اللعبة السياسية. هناك فراغ في المنطقة, تتمدد فيه إسرائيل, تتمدد فيه أمريكا عبر محور الاعتدال الذي لم يعد يسمح به أحد الآن بعد سقوط نظام مبارك؛ لأنه كان هناك فراغ, فأنا لا أريد أن ننصرف إلى ملاحقة واتهام الآخرين, ونرى أنه في السياسة مشروع أن تلعب وتخطط لما يحقق مصالحك بما لا يعتدى على مصالح الآخرين, لكن اللوم ينبغي أن يوجه إلى الذين فرطوا في أدوارهم, وانسحبوا من الساحة فسمحوا للآخرين بأن يتمددوا. - وكيف ترى تقارب بعض دول الربيع العربى مع إيران؟ أريد أن أقول: إن التقارب أو التفاهم ليس بالضرورة شيء مخيف, وأريد أن أقول كثيراً ما أردد أنه يعيبنا جداً أن نعمل تطبيعاً مع إسرائيل، ولا نعمل تطبيعاً مع إيران, أنت على الأقل إسرائيل تهدد أمنك القومي بشكل مباشر, أما أمنك القومي تهدده إيران بافتراضات بطريقة غير مباشرة, فإننا تركنا ما هو مؤكد وتمسكنا بما هو عكس لك، فكيف تمكنا من التعامل مع التناقضات المصرية – الإسرائيلية, ولم نتمكن من التعامل مع التناقضات المصرية – الإيرانية, وهذا خذلان سياسي شديد وفشل سياسي. فكل ما فعلته إسرائيل في الدم العربي والبلدان العربية والأراضي العربية، كلها يغفر لها وتتصالح, ونقف ضد إيران؛ لأنها تسمي شارعاً باسم الإسلامبولي الذي قتل السادات. - وأعتقد أن الخلافات بدأت من قبل تسمية الشارع وقبل معاهدة السلام؟ لابد أن يكون لدينا الثقة في أنفسنا أن التفاعل يكسبنا نقاطاً للقوة, تمكننا أن نوقف إيران عند حدها, وأن نواجهها إذا كانت لديها تطلعات. - نرجع إلى اليمن مرة أخرى.. كيف ترى المشكلة فى صعدة؟ يقولون في سوريا: إن قوى غربية تتآمر على سوريا, هذا موضوع قد حدث الآن لكنه لم يبدأ هكذا, بدأ في درعا، وهناك عدوان على أطفال، وخلعوا لهم أظافرهم، وأهانوا أسرهم, فالقبائل ثارت والمنطقة كلها ثارت, فكبر الموضوع, في الآخر حاول أن يدخل آخرون, مثل الثورة المصرية بدأت ثورة عادية لا يوجد أمريكان ولا شيء, ثم حاول أن يقفز عليها أمريكان أو أن يدخلوا فيها, فالسياسة فيها متحرك وليس ثابتاً, فما كان حاصلاً قبل خمس أو ست سنوات ليس بالضرورة أن يحدث الآن, لكن لابد أن يتم التعامل في المسألة من جذورها. إذا بدأت المشكلة اجتماعية أو اقتصادية, يتم التعامل معها على هذا الأساس, وإذا ثبت أن هناك تدخلات لابد أن يكون هناك كشف للموقف, هذه هي التدخلات، وهذه هي الأدلة، وينبغي أن يوقف كل طرف, فأنا أرى أن النظام أيام علي عبدالله صالح لم يكن مركزاً على تلك الأمور, أولاً هو كان نظاماً أمنياً بوليسياً, اهتم بالقمع أكثر من الاهتمام بالحوار والإصلاح, وأنا كنت أسمع أن هناك لقاء في مكان ما مع الناس فيذهبوا فتنقض عليهم القاذفات. هذا نظام يتعامل بالهراوة والدبابة ولا يتعامل باحترام كرامة الناس, ثانياً هناك قبائل وهناك وشائج لابد أن تحترم, فإنني أرى أن موضوع الحوثيين قبل أن نتحدث في حله يجب أن نتفق على تشخيص الحالة. نرى ما هي المعادلات, كم نسبة الوضع الاقتصادي؟ كم نسبة الاختراقات الخارجية؟ كم نسبة التآمر أو التلاعب الداخلي؟ ويتم التعامل على هذا الأساس, كما أنني أرى أنه كان يتم في صعدة لقاءات مع شيوخ القبائل والناس المحترمة هناك وتفشل المجهودات, ويظل الهاجس الأمني والقمعي هو العنصر المرجح لأي حسم. - سوف أعود إلى الوضع في الجنوب خلال هذا الحوار ولكن ما النصيحة التي توجهها للنظام الجديد للتعامل مع الوضع في صعدة؟ - وما هى النصيحة التى توجهها للإخوة في صعدة أو للحوثيين؟ فاليمن بها عقول رشيدة وبها ناس حكماء كثيرون, لكنني أقف متعجباً لماذا لا يعملون شيئاً, لابد أن تكون هناك وساطة عربية في هذا الموضوع، ولتكن الجامعة العربية مثلاً, فلماذا يترك الملف اليمني للآخر دائماً؟ أين نحن، لماذا نسمع أن سفراء الاتحاد الأوروبى والسفير الأمريكى هم الذين يجتمعون ويعملون في اليمن؟ ولا أرى السفراء العرب, أنا ما أفهمه أن الغرب مشغول بالقاعدة والمضيق في اليمن, ولا يهمهم الشعب اليمني. ونحن نريد اليمن بلداً قوياً, في قيمتها الثقافية والحضارية وتراثها الثقافي العتيق، كل هذا يجب أن يكون موجوداً, نحن نريد أن نحافظ على اليمن، وهم يريدون أن يلغوا القاعدة, نحن نريد أن نكسب اليمن كدولة, دولة حقيقية متمكنة في المنطقة, والباقي حاجات مستحدثة. - هل أنتم على علم بمطالب الإخوة في صعدة أو أهم مطالبهم بما لمستهم منهم عبر التواصل المستمر مع البعض منهم؟ وأعتقد أن سفيركم بالقاهرة الدكتور الشميري قدم حلولاً معقولة لمشاكل صعدة. - هل تعتقد أن الحل في الاعتذار لكل الأطراف في الجنوب والشمال؟ - وكيف ترى الوضع في الجنوب ربما يعود بنا الجنوب إلى إيران مرة أخرى خصوصاً مع دعمها للبيض ؟ - أنا أتذكر أحد الإخوة أقترح أن الرئيس علي عبدالله صالح حكم دولة الوحدة، وهو من الشمال لمدة عشرين عاماً, أن يأتي رئيس من الجنوب ويحكم لمدة عشرين عاماً دون أن ينافسه أحد؟ كيف ترى هذا المقترح؟ لكننى أرى أن السياسة لم تأخذ حيزاً في القرارات المصيرية، والسياسية تحتاج للعقلاء من الناس وما أكثرهم في اليمن!. - كيف ترى فترة حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال تلك الفترة التي اقتربت من العام تقريباً؟ - فما الذي تنصح النظام الجديد للإحكام على زمام الأمور ؟ - ننتقل للوضع المصري، ومصر كما تعلم هي مهمة لليمن، ونظرية الأواني المستطرقة بين البلدين خصوصاً في التاريخ الحديث تلعب دوراً مهماً في العلاقة ما بين البلدين؟ وهنا أتساءل كيف ترى المشهد بعد ثورة 25 يناير ؟ - ذكرتم أن الفترة ربما تتجاوز الثلاث السنوات.. ما هي نصائحك للعبور إلى تلك الفترة؟ انتهت مرحلة مبارك بكل أعبائها, لكن هناك ذيول فأنت لا تعرف ما هي التزامات مصر الأمنية تجاه إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية؟ وهذا خارج المعاهدة, أنا لا أقول نلغي المعاهدة, هناك أشياء خارج المعاهدة لا نعرف بها, ما يسمى بالتعاون الأمني بين مصر وإسرائيل, والتعاون الأمني لمن ولصالح من وما هي حدوده وضد من؟ لأن مرسي صار له ثلاثة أشهر, الحكومة لها شهر ونصف الشهر, مازلنا في بداية النقاهة, لكن على الأقل كما ذكرت العسكر ذهبوا, الحاكم الإله انتهى, فكرة التأبيد انتهت, فكرة احتكار السلطة انتهت. - لكن هناك قلق من الإجراءات القانونية التي تؤخذ تجاه بعض السياسيين أو الإعلاميين ومنهم شفيق المرشح السابق وأيضاً رؤساء تحرير الفجر والدستور وصوت الأمة؟ - هل تعتقد أن مرسي يمكن له أن يقوم بعمل يضرب به كل الأوراق ربما بمصالحة مع الجميع ماعدا من لوثت أيديهم بدماء الشهداء؟ - كيف ترى الوضع في دول الربيع العربي؟ هل الصورة واحدة، في اليمن، في تونس، في ليبيا، في مصر؟ - تقصد الاختلاف في مستوى المخاوف والأخطار ؟ وأن الخريطة التي كانت تسمى الشرق الأوسط الكبير الذي كانوا يحلمون به انتهى أمره, وهناك شرق أوسط يشكله أبناء المنطقة, وليس شرق أوسط تشكله الخارجية الأمريكية. - كيف ترى أمريكا في المنطقة وكيف ترى وضعها سواء في دول الربيع العربي أو إذا أردنا أن نقسم الدول التقليدية والدول الثورية؟ - بالنسبة للوضع في سوريا كيف ترى الأمور تسير وفي أي اتجاه؟ إيران لها مصلحة حقيقية؛ لأن سوريا مفتوحة على إيران تماماً, هناك حسابات, بالنسبة للدول الكبرى لابد أن تضع موضعها في الحسبان. - وكيف ترى الوضع في سوريا هل تقترب من الوضع المصري أو اليمني أم الليبي؟ - سمعت حواراً منذ شهر تقريباً للدكتور المرزوقى الرئيس التونسي يتحدث فيه أو يتكلم عن الوضع في سوريا يعلن فيه تخوفه من إشكالية الدماء التي سالت هناك؟ - سؤال أخير وهو الصراع العربي – الإسرائيلي لابد أن نتطرق إليه؟ كيف ترى الصورة حالياً؟ وهل تختلف صورته عن الصراع الآن؟ *حاوره في القاهرة – سيد علي