مقتل رجل من أصل إفريقي يبلغ من العمر 18 عاماً في فيرغسون، ميسوري، أظهر بوضوح أن العنصرية لا تزال مشكلة خطيرة تحدث يومياً في بعض أجزاء أمريكا. وبعض الأشياء المقلقة لن تتغير أبداً. مع وصولهما إلى المكان الذي قتل فيه مايكل براون بستة رصاصات خرجت من مسدس شرطي، يحدق كل من جورميل (22 عاماً) وتايلر (21 عاماً) في الصليب الذي يحمل اسم براون، وهما مثله من الأمريكيين الأفارقة الذي يسكنون في بلدة فيرغسون الأمريكية، ويقولان: "هذا الاسم على الصليب كان يمكن أن يكون واحداً من اسمينا". أوقف مايكل براون من قبل ضابط شرطة أبيض لنفس السبب الذي يوقف من أجله الناس كل يوم من قبل الشرطة. روبرتس وجرير يسميان هذه الجريمة ب "المشي وأنت أسود"، وهي جريمة يعرفها كل شخص من أصول إفريقية يعيش في فيرغسون، لأنها جزء ثابت من حياته اليومية. العنصرية المستمرة لقد استغرق الأمر إطلاق النار على براون، الشاب الغير مسلح، في 9 أغسطس، قبل أن يبدأ الناس بسؤال نفسهم عما إذا كان الواقع اليومي، من تعرض سكان المدينة من أصل إفريقي لتحرشات الشرطة، أمراً في مصلحة أحد. كما كان لا بد من أن تقع هذه المأساة، قبل أن يبدأ الناس بسؤال أنفسهم: لماذا يوجد في مدينة ثلثي سكانها من الأمريكيين الأفارقة، قوة شرطة 95 في المئة منها من البيض؟ ولماذا، بعد نصف قرن من إطلاق مارتن لوثر كينغ لحملة الحقوق المدنية، لا يزال الأمريكيون من أصل أفريقي يشكون حتى اليوم من العنصرية؟ جورميل وتايلر، وبعد أن صعدا في السيارة مغادرين المكان، توقفا فجأة لرؤيتهما حاجزاً للشرطة. وقال جورميل: "هل سيسمحون لنا بالمرور؟" ليس هناك سبب لإيقاف الشابين. كانت السيارة في شكل مثالي، ولم يكونا مسرعين. ولكن في فيرغسون، على ما يبدو، هناك قواعد مختلفة تطبق على السود تحديداً. وهي قواعد قد لا تكون موجودة في كتب القانون، ولكنها موجودة في أذهان الشرطة. وبينما مرا من جانب سيارة الشرطة، لم يكن تايلر ولا جورميل يجرؤان على النظر إليها. يقول جورميل إن والده علمه في سن مبكرة جداً كيف ينبغي عليه أن ينظر ويتكلم عندما يواجه الشرطة في المنطقة. وأضاف: "إن أفضل شيء نفعله هو التصرف كما لو أننا لسنا حتى هناك". نشأ الاثنان مع الشعور بأنهما مشتبه بهما بطريقة أو بأخرى، رغم أنهما من الشباب الذكور المهذبين تماماً. كلاهما يذهب إلى الكنيسة ويعمل، على الرغم من أنهما يكسبان ما يكفي بالكاد لتغطية نفقاتهم فقط. الاحتجاجات اليومية وفي وقت لاحق بعد ظهر اليوم، عاد جورميل إلى الشارع للانضمام إلى الاحتجاجات من أجل العدالة. هذه المظاهرات تجري كل ليلة في فيرغسون منذ وفاة براون. واليوم، كان هناك عدد قليل من المحتجين على طول الرصيف يقومون بالضرب على الطبول، في حين كان هناك أيضاً حافلة صغيرة تبث موسيقى الهيب هوب والريغي. ولكن أعضاء الشرطة ظهروا فجأة وتحركوا خلال الحشد، واقتحموا الفان،وقاموا بإيقاف الموسيقى. وهنا تسائلت إحدى النساء، موجهةً كلامها لامرأة أخرى: "لماذا يفعلون هذا؟" وأجابتها صديقتها: "لأنه يمكنهم فعله!" "الناس عاجزون تماماً" ويقول جورميل: "إنهم لا يعاملوننا مثل البشر". ويضيف: "نحن مثل الحيوانات بالنسبة لهم، يمكنهم إطلاق النار علينا مثل الغزلان". وبدوره، يقول تايلر: "الشرطة تعرف أن معظمنا لا يمكنه حتى تحمل تكاليف توكيل محام". ويضيف: "إلى جانب ذلك، القضاة في فيرغسون كلهم بيض. الناس هنا عاجزون تماماً عن الدفاع عن أنفسهم". وبالنظر إلى هذه النسبة الكبيرة من السكان السود، فمن المستغرب أن المزيد من السكان المحليين لم يتخذوا السياسة من أجل تحدي الوضع الراهن. وعندما سئل لماذا لا لم يقم الناس في فريغسون بانتخاب أفريقى لمنصب العمدة، قال جورميل: "كنت بحاجة إلى المال للقيام بذلك. ولكن ربما أيضاً لأن أولئك الذين نشأوا على الشعور بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، باتوا يفتقرون إلى الثقة اللازمة لتبوء المناصب العامة".