استغرب الباحث في شئون النزاعات المسلحة علي الذهب ما يبديه الكثير من المهتمين بالشأن اليمني، من الترحاب والتفاؤل ببيان مجلس الأمن الدولي . وقال انه لا يجد حتى اللحظة ما يستوجب ذلك التفاؤل؛ لأن المجلس لم يقطع بالقول الأكيد ما هي الإجراءات والعقوبات العاجلة التي سيتبناها ضد جماعة الحوثيين، على اعتبار أن الحوثيين ثبت لدى المجلس أنهم من يصعدون في أتون الأزمة عبر الحشد الشعبي المسلح على نحو غير سلمي، وأضاف: هذا الموقف- من وجهة نظري- يتيح للحوثيين التخفي خلف صفوف الجماهير في تحقيق المزيد من مخططاتهم على الأرض، من خلال السعي لإسقاط العاصمة، وخلق حالة أخرى للواقع فيها، قد يكون أبرز معالمها الاقتتال العنيف والطويل على صور مختلفة تكون أغلب الجماعات المسلحة حاضرة فيه، ومن ذلك تنظيم القاعدة الذي تتهيأ عناصره للمواجهة الشرسة مع الحوثيين داخل العاصمة وفي محيطها بعد طول انتظار. واشار الى ان إحاطة بن عمر المقدمة لمجلس الأمن قبل أكثر من شهرين، وموقف المجلس مما كان يجري في اليمن، كانت أبرز دعوات المجلس، الدعوة إلى استدامة الهُدن وانتهاج الحل السلمي في مناطق الشمال- في إشارة إلى مناطق سيطرة الحوثيين- وانتهاج خيار القوة ضد تنظيم القاعدة، وكان أن انتهجت الدولة -فعلا- هذا النهج، لكن النتيجة كانت سلبية، إذ أسقط الحوثيون محافظة عمران، وصودرت أعتدة وحدات الجيش والأمن فيها، وقتل وشرد منتسبوهما دون أن يحرك المجلس ساكنا تجاه ذلك، ثم مضت الدولة في مواجهة القاعدة في مناطق وجودها بحضرموت حسب رؤية المجلس.. هذا الأمر يجعل كل متابع حصيف يقف موقف الريبة والشك مما تبيت له القوى العظمي لهذا البلد خلال الأيام القادمة وفق هذا الكيل الغريب. واضاف انه رغم مطالبة المجلس الحوثين إزالة المخيمات وتفكيك الحواجز التي نصبت حول صنعاء وسحب مسلحيهم من عمران، بالإضافة الى وقف جميع الأعمال العدائية المسلحة ضد الحكومة اليمنية في الجوف -حد وصف البيان- إلا أنه لم يحدد سقفا زمنيا لذلك المطلب، ولم يحدد نوع العقوبات التي قد تتخذ ضدهم وضد من يقف خلفهم، كما لم تكن نبرة المطلب شديدة اللهجة تجاه أولئك مثلما كانت قوية تجاه الجماعات والهيئات التي لا تقطع جميع صلاتها بتنظيم القاعدة، حيث أظهر المجلس الاستعداد القوي لفرض عقوباته على من يتورط في ذلك. ولفت الى وصف البيان فيما يخص ممارسات الحوثيين كجماعة مسلحة تحاصر مركز الدولة وتهدد بسقوطه، يمكن أن يطلق عليه أنه "بيان إدانة" واصفا البيان بأنه -على قدر طول ترقب اليمنيين له – جاء مخيبا لهم ولمحبي السلام والخير لليمن، وانه أغفل بما يثير الاندهاش شخص عبدالملك الحوثي باعتباره قائد الجماعة وزعيمها ومحرك نشاطها، بل استعاض عن ذلك بالقائد الميداني لها المدعو أبو علي الحاكم. وقال: من هذه القراءة السريعة لبيان المجلس، في شقها العسكري والأمني؛ فإن المطالب التي وجهها للحوثين، لن تكون ذات جدوى، ولن تحقق شيئا على الواقع، وأحسب أن مجيئها ما هو إلا تعزيز لتفاهمات غير معلنة تجريها الدولة مع جماعة الحوثيين، سواء بوساطة خارجية لدولة عربية ما، أو لإجراءات قد تتخذها الدولة تمخضا لما خرجت به اللجنة الرئاسية ورسالة زعيم الحوثيين التي بعث بها إلى الرئيس هادي إثر عودتهم دون نتيجة، بحيث تلبي الإجراءات المتوقعة الحد الأدنى من مطالب الحوثي للحفاظ على ماء وجه الجميع.