دعت صحيفة «السياسة» الكويتية الرئيس هادي إلى حسم المواجهات مع مليشيات الحوثي المسلحة. وتحت عنوان «احسمها ياهادي اليمن» كتب رئيس التحرير أحمد الجارالله افتتاحية الصحيفة أوضح فيها أن الحوثيين تسللوا تحت المطالب الشعبية إلى احتلال صنعاء, وبعدما اندلعت معركة طردهم من العاصمة انقشع الغبار عن حقيقة تحركهم وبانت مطامعهم الحقيقية, وأولها المنفذ البحري للمناطق التي يسيطرون عليها ما يعني انفصالا تاما عن اليمن, وحرية حركة وتهريب ونقل اسلحة ومقاتلين ومرتزقة, وربما قوات نظامية للحرس الثوري الإيراني, كي ينطلق منها إلى بقية دول الخليج, متسائلاً: «فهل يحتمل اليمنيون هذا الوضع, وهل سيقبل من اكتوى سابقا بنار الانفصال العودة إلى الجحيم». وقال: «إذا كانت إيران تعتقد انها عبر الحوثيين الذين هم أقلية قليلة جداً يمكنها تقسيم المنطقة, وفرض إرادتها فهي مخطئة, واذا كان عبدالملك الحوثي يتوهم انه قادر على فرض ارادته على اليمنيين ايضا هو واهم, وما على هذا الدمية ومحركها الإيراني الا العودة للتاريخ الحديث, بل التمعن بالحاضر السكتلندي, حيث "حوثيو" سكتلندا سعوا إلى فصل بلادهم عن المملكة المتحدة فكان الرد من مواطنيهم برفض ذلك, لأن العالم يتجه إلى التكتلات واتحاد الدول بعد التجارب المريرة للانفصالات, فذاك زمن ولى إلى غير رجعة, اقله في العالم العربي بوضعه المتفجر اليوم». وأشار إلى أن ما يمارسه الحوثيون لا يمكن أن يقابل بالتهدئة والحوار, فحفظ الأوطان لا يتحقق إلا بالحسم, بعيداً عن أي تلكؤ, داعيا الرئيس هادي أن يكون حازماً إلى أبعد الحدود في مواجهتهم لأنهم لا يختلفون عن أي جماعة ارهابية اخرى. وأضاف: «ومثلما العالم اكتشف خطر "داعش" وضرب بشعاره "حماية حقوق الانسان" عرض الحائط, وباتت الطائرات الفرنسية والاميركية والبريطانية تقصف مواقع التنظيم في العراق, لا بد ان تواجه حركة الانفصال الحوثي بالقوة نفسها كي لا يحرق مستصغر الشرر اليمن كله». وأردف: «منذ البداية كان واضحا ان شعار رفض" الجرعة" هو كلام حق المطالب الشعبية يراد به باطل الانفصال, واذا تحقق لهم ذلك سيذيقون اليمنيين جرعات سم قاتلة اين منها الجرعات "الداعشية", وسينقلون ارهابهم إلى الرياض والقاهرة ومقديشو, والدوحة والكويت, وكل عواصم المنطقة, بل إن هؤلاء سيكونون النسخة الأكثر بشاعة في مسلسل الإرهاب الدولي». ومضى قائلاً: «نعم, لا بد من مواجهة هؤلاء بقسوة, لأن آخر الدواء الكي فالاكتفاء بالمسكنات, ومواجهة هذا السرطان بالتراخي, كما حصل في العراق وسورية وليبيا ولبنان والصومال, ادى إلى انهيار تلك الدول وغرقها في حروب أهلية لا يعلم إلا الله نهايتها». وختم الجارالله افتتاحية الصحيفة بدعوة اليمنيين وفي مقدمهم الرئيس عبدربه منصور هادي إلى إنهاء التمرد الحوثي, مضيفا: «وفي هذه المعركة سيجدون أن العالم كله معهم لان "داعش" واحد يثير كل هذا القلق, فكيف إذا كثر "الدواعش" تحت مسميات عدة»؟.