هاجم مسلحون من جماعة الحوثيين المتمردة أمس منزل رئيس جهاز الأمن القومي اليمني علي الأحمدي في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة المذهبية منذ الأحد الماضي، بينما قُتل ثلاثة جنود وأصيب اثنان في هجوم شنه متطرفون من تنظيم القاعدة على عربة تابعة للجيش في محافظة شبوةالجنوبية، غداة مصرع إرهابيين مفترضين في غارة نفذتها طائرة من دون طيار على سيارة كانت تقلهما في محافظة الجوف شمال البلاد. وذكرت مصادر محلية وأمنية وسكان ل«الاتحاد» أن اشتباكات اندلعت في وقت مبكر امس في جوار منزل الأحمدي في حي حدة جنوب العاصمة . وقال سكان إن مسلحين حوثيين حاولوا اقتحام المنزل ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع حراسه ، مشيرين إلى أن الاشتباكات دارت بأسلحة رشاشة متوسطة واستمرت نحو ساعتين موقعة قتلى وجرحى في صفوف الجانبين. وأكد مسؤول في بلدية العاصمة مقتل اثنين من المسلحين الحوثيين وإصابة سبعة آخرين على الأقل نقلوا إلى مستشفيين في المدينة كما قتل جندي وأصيب ستة آخرون في هذه الاشتباكات التي توقفت «بعد تدخل وساطة»، حسب مصدر أمني في صنعاء. وكان الحوثيون اقتحموا منزل رئيس جهاز الأمن القومي، الأسبوع الفائت، ونهبوا بعض محتوياته، قبل أن يخلوا المنزل بعد أربعة أيام، حسب تصريح أدلى به الأحمدي لموقع وزارة الدفاع الخميس الماضي. واتهم علي البخيتي، عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثيين، رئيس جهاز الأمن القومي بالتورط في قتل محتجين سلميين في مايو 2013، عندما قمعت السلطات تظاهرة للحوثيين بالقرب من مبنى الجهاز في حي «شعوب» وسط العاصمة صنعاء. وأضاف في منشور عبر صفحته في موقع فيسبوك، إن جهاز الأمن القومي «مارس الخطف والتعذيب النفسي والجسدي على الآلاف»، منذ إنشائه في عام 2001 كأعلى سلطة استخباراتية في البلاد، واصفا الأحمدي الذي يدير الجهاز منذ مايو 2012، بأنه «قاتل الشباب». وطالب بإقالته «تفاديا لأي احتكاك مع الجهاز أو رئيسه»، وتعيين «شخصية وطنية نزيهة لم تتلطخ يداه بدماء الأبرياء»، حسب تعبيره. وتعكس هذه الحادثة هشاشة اتفاق السلام والشراكة الذي أبرمته السلطات اليمنية مع جماعة الحوثيين برعاية الأممالمتحدة الأحد الماضي، لإنهاء ستة أيام من المعارك العنيفة في العاصمة أوقعت 400 قتيل على الأقل وأجبرت آلاف السكان على الفرار. ويرتب الاتفاق تقاسما جديدا للسلطة في اليمن من خلال تشكيل حكومة كفاءات يشارك فيها الحوثيون والحراك الجنوبي، ويمهد لاستعادة الدولة سيطرتها على مختلف أنحاء البلاد. وأمس، وقعت جماعة الحوثيين التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من صنعاء وينتشر مقاتلوها في معظم شوارع المدينة، على الملحق الأمني لاتفاق السلام بعد ستة أيام من المراوغة. وقال الناطق الرسمي للجماعة، محمد عبدالسلام: «تم التوقيع على الملحق الأمني لاتفاق السلام والشراكة الوطنية»، دون أن يضيف مزيدا من التفاصيل. ويأتي توقيع الحوثيين على الملحق الأمني للاتفاقية في وقت حذر مسؤول في الجماعة المتمردة التي تطلق على نفسها اسم «أنصار الله» من عواقب اجتياح الجماعة للعاصمة صنعاء، واحتلال المنشآت الحكومية والأمنية في المدينة التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين شخص. وقال علي البخيتي، في مقال نشرته صحيفة محلية أمس الأول، إن دخول الحوثيين العاصمة صنعاء «فخ محكم نُصب لأنصار الله»، مشيرا إلى أن مؤسستي الرئاسة والجيش، وبإيعاز من دول إقليمية وأجنبية، سهلتا مهمة دخول الجماعة إلى العاصمة «بأقل الخسائر الممكنة». وذكر أن الأطراف التي تقف وراء هذا الفخ تأمل في «أن يستمر أنصار الله في تسلّم الملف الأمني داخل صنعاء»، مراهنة بذلك على فشل الجماعة في إدارة شؤون العاصمة أمنيا وخدميا وإنسانيا. وما زال الحوثيون ينظمون دوريات في مناطق عدة بصنعاء خاصة حول المباني الحكومية ويفتشون المارة. ودعا البخيتي، الذي يتعرض منذ أيام لانتقادات شديدة من قبل أنصار الحوثيين، إلى تسليم أمن العاصمة إلى السلطات، والاستمرار في الشراكة مع جميع الأطراف اليمنية بما في ذلك حزب التجمع اليمني للإصلاح بعد أن تم «ضرب الجناح العسكري والإرهابي والقبلي الانتهازي للحزب»، الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان في اليمن. وسط هذه الأجواء قتل ثلاثة جنود وأصيب اثنان بهجوم شنه مسلحون مفترضون من تنظيم القاعدة على عربة تابعة للجيش في محافظة شبوةجنوب شرق البلاد. وقال مصدر أمني في شبوة ل«الاتحاد» إن مسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا برشاشات عربة تابعة للجيش في مديرية ميفعة جنوب المحافظة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين. وذكر المصدر أن اشتباكات أعقبت الهجوم اندلعت في المنطقة بين جنود ومسلحين متطرفين دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا. وقتل شخصان مفترضان من تنظيم القاعدة في غارة نفذتها، الليلة قبل الماضية، طائرة من دون طيار على سيارة في محافظة الجوف شمال شرق البلاد. وقال مسؤول في السلطة المحلية في الجوف ل«الاتحاد» إن طائرة أميركية من دون طيار أطلقت صاروخا على سيارة من نوع هايلكس في منطقة «الخسف» بالقرب من مدينة الحزم عاصمة المحافظة. وأوضح أن الغارة أسفرت عن تدمير السيارة ومقتل شخصين كانا بداخلها، مشيرا إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن أحد القتيلين ينتمي إلى قبيلة «جهم» في محافظة مأرب المجاورة، بينما الآخر من أهالي العاصمة صنعاء. وذكر أن الغارة وقعت بالقرب من أحد المنازل ما أدى إلى إصابة طفلين بجروح متوسطة.