اعتبر الدكتور نحيب غلاب -أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ورئيس مركز الجزيرة للدراسات – القرارات التي اتخذتها الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام انقاذا للمؤتمر ولقاعدته الشعبية وبداية ليتصدر المؤتمر مواجهة هذه الحالة الرديئة التي أدخلتنا إلى نزاعات بليدة وغبية. وأقرت اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، اليوم السبت، انتخاب عارف الزوكا أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العام خلفا للرئيس هادي، كما انتخبت الدكتور أحمد عبيد بن دغر نائبا أول لرئيس المؤتمر، والاستاذ ياسر العواضي أمينا عاما مساعدا، وفائقة السيد أمين عام مساعد. وأكد غلاب في حديث ل «الخبر» أن القرارات التي اتخذها المؤتمر اليوم أتت متأخرة، لافتاً إلى أن هذا الامر قد تم تداوله لفترة طويلة وكان لابد من حسمها، واصفاً حزب المؤتمر بأنه تيار منفتح وأنه العمود الفقري الأكثر صلابة في مواجهة النزعات الطائفية. وفيما توقع أستاذ السياسة أن القرارات قد يحدث بعدها انتكاسات، قال إنها «كانت عملية جراحية وبداية لإعادة التخليق وستتطور مع الوقت وتنقل المؤتمر إلى أفق جديد». وأبدى تخوفه من ردة الفعل التي قد تؤدي إلى بناء تحالفات مشوهة لاستمرار الوضع القائم بحيث يؤدي الأمر إلى تفكيك شامل لليمن وصراعات اهلية دموية. وأضاف: «لقد ورطت الحوثية بعض الكتل المؤتمرية في مشاريعها الفوضوية الطائفية واستغلت حالة الميوعة واخترقت أجنحته بمؤامرة قذرة بهدف القضاء عليه»، مشيراً إلى أن الاستسلام المريع للميليشيات من الدولة والاحزاب ومختلف القوى للغزو الميلشاوي شكّل صدمة كبيرة لدى الكثير. وأوضح أن ذلك ما كان له أن يحدث لو كان زمام الأمر بيد المؤتمر، منوهاً بأن جزء من نجاح الميليشيات المسلحة هو تفكك المؤتمر والصراع في بنيته بحيث اصبح نهبا لكل من هب ودب وفكك لحمته واصبح كالغنيمة لكل متمرد فوضوي. وأضاف: «يبدو لي أن المؤتمر يملك من القوة ما يكفي لمواجهة اي تحديات قد تبعثها رؤوس المؤامرة التي تديرها دوائر متشابكة ومتناقضة تنفذ مخططات خارجية». وقال: إن «المؤتمر ظل مشتت وبلا رؤية في تحديد خياراته في مواجهة الارتباك والاضطراب في بنيته نتيجة للاختلافات العميقة بين اجنحته مما جعله بلا إرادة في حسم الكثير من القضايا واصبح المؤتمر يشرعن لأمور كثيرة غير متوافق عليها للحفاظ على تماسكه ولمعالجة التناقضات التي فرضها واقع التحولات»، مردفاً: «الصراع في بنيته ازدادت واضعفته وفقدته حيويته وصرامته واصبح تكوينا مائعا مشتت بين إرادات متنازعة». وتابع قائلاً: «كان لابد من حسم إعادة توحيد ارادته ونتيجة للاختلافات الجذرية في الرؤى فما حدث طبيعي وأمر اجباري». واستطرد غلاب في معرض حديثه ل «الخبر»: «يبدو لي أن المؤتمر امتلك زمام امره ولديه الثقة الكافية في ظل ما يحدث لمواجهة اي احتمالات قد تستهدفه»، واصفاً ما حدث بالمرحلة الجديدة التي سيكون فيها المؤتمر القوة الأكثر فاعلية في تحريك الاتجاهات الشعبية وإعادة ترتيب الأوراق بما يسهم في انقاذ حالة الانهيار من خلال مواجهات قد تكون صارمة. ونوه بأن ما حدث هي بداية لتجاوز هيمنة المليشيات وضرب العصابات المافوية التي تتعامل مع الدولة وكأنها قرار بختم وتوقيع لتحقيق مصالح أنانية. وأفاد بأن الدولة اليوم معزولة عن وظائفها وتتحرك ضد المصالح الشعبية، موضحاً بأن الدولة أصبحت مركزا لإدارة حروب تصفوية ومأوى لقوى تسيطر عليها من خارجها، مستدركاً: «ناهيك ان التدخل الخارجي المكثف ادخل الجميع الى حلبة الاستسلام دون انتباه لخيارات اليمن». واختتم بالقول: «ذلك كان بحاجة الى مواجهة ويبدو من خلالها ان المؤتمر يمر في مرحلة هي الاخطر في تاريخه الا انها ستعيد له ألقه الشعبي وستعيد تخليقه في صراعات ستكون هي الاكثر حيوية في اعادة بعثه بصورة مغايرة».