اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي تقارب الاصلاح والحوثيين خطوة سياسية جريئة من الجانبين. وقال التميمي، في حديث ل «الخبر» إن «ذلك التقارب ستكمن أهميته فيما لو ذهبت إلى أبعد من التهدئة والتقارب، وبلغت حد التنسيق بشأن إدارة الأزمة السياسية الراهنة على أساس الاعتراف المتبادل بأهمية العمل المشترك على قاعدة الشراكة والدعم الكامل لعملية الانتقال السياسي إلى مرحلة الدولة الاتحادية». وأضاف: «من زاوية الربح والخسارة يبدو أن الإصلاح يقدم تغطية مجانية للحوثيين الذين غرقوا في بحر من الممارسات الخاطئة واصطدموا مع كل المكونات السياسية والاجتماعية تقريباً، وكان آخرها الاقتحام الهمجي والمشين والمدان لمنزل الشيخ صادق عبد الله حسين الأحمر، وأظهروا نزعة تسلطية غطت تماماً على النزعة الثورية التي حالوا تسويقها خلال المرحلة الماضية ومن خلالها تمكنوا من السطو على كثير من مقدرات الدولة». وأوضح الكاتب التميمي أن هذا التقارب من جانب الحوثيين يمثل انتكاسة في المنطق الثوري الذي قام أساساً على فكرة التخلص من الإصلاح وحلفائه في الساحة السياسية ولم يتحقق هذا الهدف. وأشار إلى أن ذلك سيقرب إلى وعي اليمنيين طبيعة الدور الذي أداه الحوثيون خلال المرحلة الماضية، والذين تحولوا خلاله إلى هراوة بيد القوى الإقليمية والدولية التي أرادت فرض واقع جديد في اليمن على أنقاض ثورة ال11 من فبراير وما نتج عنها. ونوه بأن هذا التقارب لم يصل بعد إلى مستوى الاتفاق، وسيحدث اهتزازاً كبيراً في القناعات لدى اليمنيين، مردفاً: «وإذا لم يكن هذا التقارب تنفيذاَ لأجندة اقليمية، فإنه سيحدث إرباكاً للترتيبات الإقليمية». وأفاد بأن الخاسر الأكبر من هذا التقارب هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قال إنه اعتاد على اللعب بالمتناقضات، عندما يرى المتناقضات ضدا لخططه ومؤامراته. وكان وفد من التجمع اليمني للإصلاح التقى بزعيم الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي مساء الخميس من أجل طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة. وقالت مصادر إن الجانبين اتفقوا على إنهاء الخلافات، وإطلاق المعتقلين، وإعادة ممتلكات الحزب ودوره ومنازل قياداته التي استولى عليها الحوثيون خلال الأشهر الماضية.